قال منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، إن العلاقات بين الولايات المتحدة وفلسطين صعبة للغاية، وإن الولايات المتحدة منذ حوالي الشهر وحتى الآن لم تصل إلى أي تصريح يعكس التوافق الدولي حول كيفية حل القضية الفلسطينية، ما أدى إلى بعض التوتر والمشاكل.
وأضاف ملادينوف، في لقاء خاص على شاشة الغد اليوم الإثنين، أعتقد أن الأولوية الآن بالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي داخل الرباعية الدولية هي إقناع الجميع بالحاجة إلى الرجوع إلى المحور الأساسي حول كيفية حل هذا الصراع، وهذه هي مهمتنا الأولى، وهي إعادة أمريكا إلى التوافق الدولي حول عدم جدوى حل هذا الصراع دون مراعاة وجهات نظر الدولتين (إسرائيل وفلسطين) بوضوح ودون إيجاد حل لمسألة الأمن واللاجئين والقدس والحدود.
وأشار إلى أن كل هذه المسائل لا بد أن يتم تناولها، والمهمة الثانية هي العمل عن كثب مع الرباعية الدولية لنتمكن من صياغة أسس الخطة التي ستسمح لكل من الإسرائيليين والفلسطينين الجلوس معا لمناقشة هذه المسائل، متفهمين في الوقت ذاته أن الوضع الآن متوتر للغاية، لأسباب موضوعية، فالرئيس عباس يواجه تحديات عديدة والشارع غاضب جدا.
ولفت منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى اعتقاده أن “تظل جهودنا منصبة على دعم التوافق الدولي في هذه المسائل ومساعدة الشعب والولايات المتحدة أيضا على تفهم أن عدم مناقشة المسائل المتعلقة بالوضع النهائي، التي تم تحديدها منذ أعوام كثيرة تمكنا من الوصول إلى حل للصراع، فالأمر لا يتعلق بما نقوله أو لا، بل يتعلق بما يحدث على أرض الواقع.
وأوضح ملادينوف، “فإذا نظرنا إلى الواقع نجد أن الإعلان عن المستوطنات ازداد بشكل جذري خلال العام 2017، مقارنة بالعام 2016، وأن عددا من المباني الفلسطينية في الضفة الغربية تهدمت أيضا، وأن هذه العمليات لا تحدث فقط في الضفة الغربية، بل وفي القدس أيضا، والواقع أيضا أن غزة مازالت تحت هيمنة حماس، وأن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وأن المنطقة ككل تعاني من مشاكل مختلفة، ولا بد أن نعترف بأن ذلك حال دون تركيز شعوب المنطقة على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والخطر الكامن هنا أنه إذا استمر الوضع على هذا الحال فإنه سيؤدي إلى المزيد من الصراعات والمواجهات، ويؤدي إلى المزيد من التطرف في المنطقة ككل.
وشدد أنه على الجميع الانتباه لهذه المخاطر، والاعتراف بالتوافق الدولي كأولوية قصوى، ومن الأهمية أيضا في هذه المرحلة أن نتفهم إمكانية الوصول إلى حل سلمي، وإلى حل مقبول، ولا يمكن الوصول لذلك دون اشتراك أمريكا، فهي طرف مهم في العملية، ولذا هناك أهمية لعودتها، وبدأ الشعب على استحياء بالاعتراف بعدم إمكانية الاستمرار على هذا الوضع، وبأن الاستمرار على هذا الوضع سيؤدي بنا إلى كارثة.
وأشار إلى أنه بعد أسبوعين من الآن، بنهاية يناير، سيكون هناك اجتماع في بروكسل ينظمه الاتحاد الأوروبي والنرويج، وسيضم كل المانحين والأوروبيين والأمريكيين والعرب مع الإسرائيليين والفلسطينيين لمناقشة أمرين، أولهما دعم التوافق الذي ستتفق عليه الدولتان، وثانيهما التركيز على غزة، لأن الوضع في غزة الأخطر في هذا الموضوع
