فيديو| هند عاكف: الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة

أطلق الشاعر والكاتب المصري، أحمد زكي شحاتة أبو جبل، مشروعا غير مسبوق بعنوان «أطلس المرأة المصرية»، يرصد من خلاله تفاصيل الحياة اليومية لرائدات مصريات صاحبات إنجازات ملموسة، لكن لم يحالفهن الحظ في الشهرة وإلقاء الضوء على تجاربهن.

• ويتضمن الجزء الأول من الكتاب الصادر عن دار البديع العربي للنشر في القاهرة، كتابات من فن البورتريه، عن «سِيَر نساء جُبْن العالم، وبقين، يتموضِعْنَ على عرش بيوت لو غادرن انهدمت»، كما يؤكد الكاتب في مقدمة الكتاب.

المرأة هي سر السر وتاج الرأس

ويقول زكي، إن «المرأة هي سر السر، وتاج الرأس، وحبة عين القلب، وهي ميزان العدل الضابط إيقاع الكون، ورنة خلخال الأرواح المؤتلقة تتماوج في هسهسة اللحن الناظم موسيقى العالم، وهي صوت الحب الآتي من عمق الأعماق إلى اللا شيء يبعث فيه الروح، كي ينتظم الكون».

• وتتنوع السير الذاتية التي وردت في الكتاب لحرفيات وفلاحات وأكاديميات ومبدعات، تأتي على هيئة قصص واقعية أضفى عليها الكاتب سيناريو تخيليا، فجأت كأنها روايات أدبية منفصلة.

لوحات من حروف.. والعزف على أوتار القلوب

من جهته، أكد الناشر رانية متولي بلاط، رئيس مجلس إدارة دار الربيع العربي للنشر، إن هذا الكتاب سيل من الإبداع المتفرد القادم من السماء مباشرة، ليصب في قلب المتلقي دون أن تلوثه الحسابات، ولذا نستطيع أن نقر بأن منبع الإبداع عند أحمد زكي شحاتة هو منبع صافٍ سائغٍ للقارئ.

• وأضاف، أن زكي أثبت، خلال هذا الكتاب، مقدرته في العزف على أوتار القلوب، ليُخرج ألحان حب باستخدام إنسانيته ورقي أخلاقه، ويرسم لوحات من حروف، هي في الأصل ملك للجميع، ولكن عندما يستخدمها أحمد زكي فإنك كمتلقٍ ومنذ بداية القراءة، ينتابك إحساس بأن هذه الحروف هي ملك له فقط.

من هي المرأة؟

رؤية الشاعر والأديب أحمد زكي شحاتة، عن المرأة المصرية تكشفها صكوك كلماته الشاعرية والتي تكشف ـ بدورها ـ دوافعه لتسطير «أطلس» عن إبداعات المراة المصرية في مختلف المواقع والأزمنة.. ويقول:

• «المرأة» رمانة ميزان الدنيا، جائزة الفائز، السكن المتأهب دومًا لاستقبال الآوابين، ومحطة سفر الخارج كي يضرب في الكونِ بفأس العزة، تُشحذُ همته وتنتظره حين يعود براحًا.
• «المرأةُ» مِرْآةٌ تعكس واقعنا إن أحسنّا كانت جنة، وإن أهملناها رأينا الواقع في المِرْآَةِ جحيمًا ووبالًا.
• «المرأةُ» صَخبُ اليوم وهدأة ليل المرهَق، عزاؤه حين يجن الليل، وساعدُه الأول إذ يضربُ في الأرض.
• «المرأةُ» نصف الأرض، ثم انطلقت تلدُ النصف الآخر كي تصبح كلّ الأرض، حافظةُ العِرض، نافلةُ الفرضِ وعينُ الحردِ.
• ومؤكدا ..ان لـ«المرأةِ» دورٌ لا يُنكَر، جهدٌ تبذله لا يُذكَر، فلنعطيها بعضَ القدر بإلقاءِ الضوء عليها في معجم، يحوي أطرافًا من سِيَرِ نساءٍ جُبْنَ العالمَ وبقَيْنَ يتموضعنَ على عرشِ بيوتٍ لو غادرنَ انهدمت

يذكر أن أحمد زكي شحاتة، ولد عام 1977م في محافظة كفر الشيخ بشمال مصر، صدر له:

«ماتيجي نعيدها من تاني» ديوان شعر بالعامية عن إقليم شرق الدلتا الثقافي، و«أغاني الحساسين – ديوان مشترك» عن فرع ثقافة كفر الشيخ، و«الشهاوي بين ثورتين.. الشعر والحب» كتاب مشترك عن سلسلة الآباء بهيئة قصور الثقافة.

وله قيد الطبع:

«زهر البداية» إطلالة على تاريخ الحركة الأدبية في كفر الشيخ، و«سبع حجاير» ديوان شعر بالعامية، و«يايا» رواية، و«مملكة الشاملي» رواية، و«زهرة البشنين» رواية، بالإضافة إلى سلسلة مقالات وتجارب فكرية وصور من واقع الحياة في كتاب عنوانه «شمنقولا».

وثقت صحفية ألمانية، تدعى كريستين يانكوفسكي، جمال مصر من خلال تأليف العديد من الكتب للأطفال من نوعية أدب الرحلات.

وكشفت الصحفية يانكوفسكي خلال مقابلة مع مراسل الغد في القاهرة مينا حبيب، عن مدى حبها لمصر ومعالمها ونيلها، رغم أنها لم تكن تنوى البقاء فيها سوى أيام قليلة.

وتضيف:” قررت العيش في مصر والزواج من مواطن مصري حتى أصبح لدي 3 أطفال”.

أما عن فكرة تأليف كتب للأطفال عن مصر قالت كريسيتن: “عندما رزقت بطفلتي الأولى “ملك” فكرت إنني لابد أن أعود للكتابة. ولم أرد العودة للعمل كصحفية، لأنني لم أحب فكرة العمل كصحفية أجنبية في مصر.

وأضافت:” ظلت الكتابة هي الشيء الوحيد الذي أستطيع عمله وأحبه كثيرا، وفي ذلك الوقت كنت أبحث عن بعض الكتب الحديثة عن مصر لأقدمها لأطفالي، وكانت المفاجأة إنني لم أجد ما كنت أبحث عنه”.

وتابعت قائلة”هنا قررت أن أقوم بعمل هذه الكتب بنفسي، وبدأت العمل في هذا المجال واستمتعت به كثيرا حتى أنني قمت بنشر أربعة كتب حتى الآن، ونقوم بتحضير ثلاثة كتب جديدة”.

وأحبت كريستين أهل مصر، ووجدت بينهم كثيرا من الأصدقاء.

وأوضحت أنها كونت فريقا من الأدباء والفنانين والخبراء يشاركونها في صنع محتوى مميز للأطفال والكبار بعدة لغات.

وقالت:” أنا سعيدة للغاية بوجودي في مصر، وسعيدة بكل التجارب التي مررت بها هنا، ورغم التحديات الكثيرة، فإنني وجدت فيها فرصا لا تتكرر، كما لو كانت لعبة تكتمل الصورة بوضع القطع بجوار بعضها البعض”.

وتضيف:” أعتقد أنه لو عاد بي الزمن سوف أكرر التجارب التي مررت بها. وتضيف: “مصر بلد رائع للغاية، لها تاريخ طويل. هي أرض مليئة بالعجائب التي أقوم باكتشافها يوما بعد يوم .. إنه أمر مثير حقا أن تعيش هنا”.

وتختتم حديثها قائلة: “الجو هنا رائع والطعام شهي للغاية وهناك أمور كثيرة لأراها واكتشفها في مصر.، وهي بالتأكيد ليس كما تقوم وسائل الإعلام الغربية بتصويرها. إنها مختلفة للغاية”.

اعتمدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، أحد أبرز رموز الشعر الحديث في الأردن والعالم العربي، الشاعر مصطفى وهبي التل «عرار»، رمزاً عربياً للثقافة للعام 2022.

وقالت وزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار، إن «عرار» يعد من رواد حركة إحياء التراث في العصر الحديث، ونقَل القصيدة الأردنية من مساحاتها المحلية إلى فضاءاتها العربية، وحملت نصوصه الشعرية الكثير من الإرث التراثي المحلي، وعلاقته الحميمة بالمكان الأردني، ودفاعه المستمر عن عروبة فلسطين.

وأضافت النجار، أن الشاعر الراحل كان يمثّل حالةً وطنية ناصعة في احترام الدولة الأردنية المبكّر للمثقفين، من خلال حضوره الكبير في مجلس الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، وهو ما يعكس اهتمام القيادة الهاشمية الدائم وتقديرها لرجال الفكر والثقافة والأدب، فكان بذلك أنموذجًا للشاعر الأصيل والخالد في الوجدان الوطني.

وأكدت أن اعتماد «عرار» رمزاً وعنواناً للثقافة العربية، يعد مفخرة للأردن، وتكريماً للمبدعين الأردنيين، كما يحفز الأجيال من الشعراء والأدباء على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم على أبواب المئوية الثانية لتأسيس الدولة الأردنية، وذلك بالتزامن مع اختيار مسقط رأس الشاعر عرار«محافظة إربد» عاصمة للثقافة العربية، والذي يمثّل فرصة لإعادة إحياء إرثه من خلال البرامج والمشاريع التي تغني البحث في سيرته الحياتية والإبداعية ومواقفه الوطنية.

ولد الشاعر مصطفى وهبي التل، في مدينة إربد في 25  مايو 1899، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها، ثمّ سافر إلى دمشق عام 1912، وواصل تعليمه في مكتب عنبر، وتم نفيه منها إلى بيروت لنشاطه السياسي.

وفي مطلع العام 1917 سافر بصحبة صديقه محمد صبحي أبو غنيمة قاصداً اسطنبول، لكنه استقر في «عربكير» حيث كان عمه علي نيازي قائم مقام فيها، ليعمل معلماً في منطقة اسكيشيهر واستقال منها في شهر مارس 1919.

وعند عودته إلى الأردن عمل في سلك التعليم مدرسًا في الكرك، ثم حاكمًا إداريًا في وداي السير والزرقاء والشوبك، وأصبح مدعيًا عامًا، ثم رئيسًا للتشريفات في الديوان الأميري في عهد الملك عبدالله الأول.

وأطلق النقاد على مصطفى وهبي التل لقب (عرار) شاعر الأردن لما حاز من ريادة شعرية أسست للقصيدة التقليدية الجزلة الرصينة، ولما تنطوي موضوعاتها من انحياز للناس البسطاء والفلاحين، ولما تتمتع من بساطة واستعارة للمفردات اليومية المتداولة، واستعاراته من قاموس اللهجة الدارجة، وتضمينه للأمثال الشعبية في شعره.

وأتقن عرار اللغة التركية والفرنسية والفارسية، وكان أول من حذر في شعره من خطر الأخطبوط الصهيوني الذي سيمتد على خريطة الوطن العربي، وهو ما يؤكد بعد نظره، وكان مؤمناً أن ينبوع الثقافة العربية الذي ترجمه من خلال الكتابة في الصحف والدوريات العربية وقتذاك يمثل قلعة الدفاع عن الحضارة العربية.

وتنوع إنتاجه بين الشعر والتاريخ والدراسة اللغوية والقضايا الفكرية والترجمة، حيث ترك العديد من المؤلّفات مثل ديوان عشيات وادي اليابس، بالرفاه والبنين، الأئمة من قريش، مقالات في اللغة والأدب، وأوراق عرار السياسية.

ومع أنه لم يتح له جمْع أشعاره في كتاب، إلا أن الكثير من الباحثين والدارسين الأكاديميين وطلبة الدراسات العليا والنقاد التفتوا للقيمة الفنية والموضوعات الشعرية لمنتجه إضافة إلى حياته الصاخبة، فجمعوا أشعاره وكتاباته بعد وفاته، وكُتب عنه الكثير من الدراسات والرسائل الجامعيّة.

رحل مصطفى وهبي التل “عرار” في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1949، ودفن في إربد بناءً على وصيته، وتم تحويل بيته إلى منتدى ثقافي ومتحف.