في الظروف العادية، لا تحظى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي باهتمام العالم، الذي ينصب اهتمامه عادة بنتائج الانتخابات الرئاسية، لكن هذه المرة الأمر مختلف تماما، فالنتائج ستنعكس بلا شك على مفردات السياسة الخارجية والداخلية، التي أدخلتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، إما مزيد من الإحكام والسيطرة أو تغيير في السياسات أو حتى سحب الثقة من الرئيس .
فالأمريكيون سيختارون كل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، ويسعى الديمقراطيون إلى انتزاع السيطرة على الكونجرس من الجمهوريين، اعتمادا على أن سياسات ترامب تهدد مستقبل الولايات المتحدة، في حين يلعب ترامب بورقة المهاجرين والأمن والاقتصاد.
ويسيطر الجمهوريون حاليا على مائتين وخمسة وثلاثين مقعدا، بينما يسيطر الديمقراطيون على مائة وثلاثة وتسعين مقعدا، أما مجلس الشيوخ بتركيبته الحالية، فيحتل فيه الجمهوريون الأغلبية بواحد وخمسن مقعدا من أصل مائة، فيما تجرى انتخابات التجديد النصفي على خمسة وثلاثين مقعد نصيب الديمقراطيين فيهم حاليا ستة وعشرين مقعدا.
وفي النهاية إذا استمرت سيطرة أعضاء الحزب الجمهوري على الكونجرس، ستُمرَّر سياسات ترامب دون أدنى عائق، أما إذا استحوذ الحزب الديمقراطي على أغلبية المقاعد داخل الكونجرس، فذلك يعني تقييد سلطة ترامب، بمعنى أن سياساته لن تمر مرور الكرام، والتي قد تؤدي أيضا إلى فتح ملفات ترامب القديمة والتحقيق في سياسات السنتين السابقتين.
وأشار بهاء ملحم، مراسل الغد من شيكاغو، إلى انخفاض الإقبال على التصويت بانتخابات الكونجرس، خلال فترة الظهيرة، جراء سوء الطقس في شيكاغو.
من جانبه، قال الصحفي أحمد أبو دوح، مساعد رئيس تحرير جريدة العرب، إن هذه الانتخابات أهم انتخابات تجديد نصفي في التاريخ، لافتا إلى أن الديمقراطيين يعولون على المرأة في انتخابات الكونجرس.
وفي السياق ذاته، قال إيميل أمين، الكاتب والباحث في العلاقات الدولية، إن انتخابات الكونجرس استفتاء على سياسيات ترامب، واليمين كلمة السر في دعمه، لافتا إلى أن استطلاعات الرأي في رأيه غير دقيقة، وأن ترامب ما زال في جعبته الكثير.
بينما يرى الكاتب الصحفي سعيد عريقات، أن الديمقراطيين سيحسمون مقاعد مجلس النواب، بينما سيحتفظ الجمهوريون بمقاعد مجلس الشيوخ.
أما ماثيو بروديسكي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فقال إن الديمقراطيين يرغبون في تقييد يد ترامب، لكن لن يستطيعوا تنحيته.
بينما يرى الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور زيد النوايسة، أن هناك 3 ملفات رئيسية يتوافق عليها الحزبان الغريمان في أمريكا، هي أولا دعم إسرائيل وأمنها، وثانيا دعم دول الاعتدال العربي، وثالثا مكافحة الإرهاب، وأشار إلى أن نقاط الخلاف فهي في الملفين الإيراني، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.