شهدت مدينة الرمادي، أكبر مدن محافظة الأنبار شمال العراق، معركة شرسة انتهت بتحريرها أمس، الإثنين، إلا أن المشهد اليوم بداخلها محزن، بعد أن أضحت مدمرة بشكل كامل.
مراسلو وكالات الأنباء العالمية دخلوا المدينة اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى منذ خضعت لسيطرة تنظيم “داعش” في مايو/آيار الماضي، إلا أنهم نقلوا مشاهد مؤلمة للمنازل والشوارع المدمرة والغارقة في مياه ملوثة بينما تناثرت الجثث بين الطرقات وبجانبها ألوية التنظيم السوداء.
وتداول ناشطون عراقيون مقاطع فيديو مصورة لاقتحام الجيش العراقي وميلشيا الحشد الشعبي “الشيعية” الموالية له للرمادي بآليات ضخمة تعكس حجم المعركة.
https://www.youtube.com/watch?v=jnlitzNbEF0
تعكس الصور الآتية من الرمادي، قسوة المعركة التي خاضها الجيش العراقي والميلشيات الموالية له لتحريرها من قبضة تنظيم لا يعرف إلا الدماء والإرهاب.
وعلى الرغم من الدمار الذي خلفته الحرب في هذه المدينة، إلا أن استعادة الجيش لها يعد نقطة تحول في تاريخه منذ اندلعت المواجهات مع تنظيم “داعش”، فمنذ يونيو/حزيران 2014 كانت هزائمه تتوالى بعدما هرب الجنود من مواجهة مقاتلي التنظيم في قاعدة سبايكر التي كانت بمثابة “فضيحة” للجيش والقوات التي دربتها الولايات المتحدة الأمريكية.
https://www.youtube.com/watch?v=EQbuyM_VBrs
ولا تزال عمليات إجلاء سكان الرمادي المدمرة إلى قرى وأحياء مجاورة مستمرة، فيما يجري تمشيط المدينة للتأكد من خلو أنقاض المنازل والطرق من العبوات الناسفة والألغام الأرضية التي زرعها التنظيم قبيل هزيمته وهرب مقاتليه.
وبحسب ما نقلته شبكة أنباء الإعلام العراقي الرسمية، فإنه تم اليوم، الثلاثاء، إجلاء نحو 100 عائلة جديدة بتعداد يصل إلى 400 شخص، من الرمادي إلى منطقة الحبانية التي تحولت إلى مركز لإيواء عائلات المدينة المنكوبة.
أما الجنود المنتصرون، فقد احتفلوا ظهر اليوم، الثلاثاء، بذبح شاة والرقص على أنغام أناشيد وأغانٍ وطنية، وبعدما كانت قياداتهم تواجه اتهامات بالتخاذل أمام الأعداء برهنوا أنهم لا يزالون قادرين على تحقيق تقدم وانتصار كبير على الأرض.
وبينما كان التلفزيون العراقي الرسمي يبث كلمة رئيس الوزراء حيدر العبادي، معلنا تحرير المدينة والانطلاق نحو معركة تحرير الموصل معقل “داعش” في العراق، كان الجنود يحتفلون أمام المجمع الحكومي الذي يعد آخر نقاط تمركز التنظيم في الرمادي، رافعين العلم وأطلقوا أعيرة نارية بينما كانت مشاهد الدخان جراء الانفجارات التي لا تزال تحدث حتى الآن ملاحظا.
وتناقلت وسائل الإعلام العالمية خطاب العبادي باهتمام شديد، حيث تعهد فيه بإنهاء “داعش” خلال عام 2016، قائلا: “نحن قادمون لتحرير الموصل لتكون الضربة القاصمة والنهائية لداعش”.
وبثت القناة الرسمية للحشد الشعبي عبر “يوتيوب”، لقاء مع أحد قناصيها الذي شارك في تحرير الرمادي ويتمركز في الحويجة في الوقت الحالي، قال فيه إنه “اقتنص ما لا يقل عن 173 داعشيا على الأقل”، مشيرا إلى أنه بات “يحب حرب الدواعش وقتلهم”.
وأضاف القناص الملقب بـ “أبو تحسين”، والذي يشار إليه بأنه “مقاتل مخضرم” يبلغ عمره 62 عاما، أنه لا يحب الإجازات وما أن يعطيه الجيش إجازة للذهاب إلى عائلته في بغداد، لا يلبث أن يشتاق للجبهة، على حد تعبيره، متابعا: “أعطوني شهرا إجازة لكنني لم أكمل سوى 12 يوما وعدت”.
وبثت قناة الحشد الشعبي مشاهد للمعارك التي خاضها الجيش العراقي على مدار الأيام القليلة الماضية منذ أعلن بدء معركة الرمادي الثلاثاء الماضي، وكان مقاتلو “داعش” يشاركون في المعارك ضد الجيش باستخدام قناصة وقنابل ومدفعية ثقيلة.
