فيروس «جدري القرود» يقتل الأفارقة ويهدد العالم
نشرت صحيفة «الواشنطن بوست» اليوم الإثنين، تقريراً بعنوان «فيروس غامض يقتل الأفارقة.. علماء يتسابقون لفهم المرض قبل أن ينتشر في العالم».
على امتداد نهر ضيق ومتعرج يسافر فريق من العلماء الأمريكيين في عمق الغابات المطيرة بالكونغو إلى قرية لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب.
العلماء من مراكز السيطرة على المرض والوقاية، وبدأوا رحلتهم المائية لحل الغموض الذي يحيط بمرض نادر وقاتل عمره عقود يسمى «جدري القرود».
ويصيب فايروس «جدري القرود»، البشر من خلال الاتصال بالحيوانات البرية، ثم يمكن بعد ذلك أن ينتقل من شخص لآخر. وينتج عن المرض حمى وطفح جلدي غالباً ما يتحول إلى آفات مؤلمة يمكن الشعور بها مثل حروق السجائر.
ويقتل الفيروس الذي يشبه الطاعون الرئوي 1 من كل 10 من ضحاياه، ويمثل خطراً بالغاً على الأطفال. وجدري القرود، مدرج في قائمة الحكومة الأمريكية لمسببات الأمراض، مثل الجمرة الخبيثة وإيبولا، ويمثل أكبر احتمال لتهديد صحة الإنسان، ولا يوجد علاج له.
وعلى مدار السنوات الأخيرة انتشرت تقارير مرعبة عن «جدري القرود» في أنحاء أفريقيا، أحد الأمراض التي تنقلها الحيوانات وأثارت القلق حول العالم.
الحكومة الكونغولية دعت بعض الباحثين للتحكم في المرض، وتدريب العلماء المحليين. ويعتبر فهم الفيروس وكيف ينتشر أثناء تفشيه، المفتاح لوقفه وحماية الناس من هذا المرض القاتل.
وفي جمهورية الكونغو، ظهرت العديد من الحالات المشتبه في إصابتها بـ«جدري القرود»، في قرية مانفويت.
ولحل لغز الفيروس الغامض، سافر فريق من الباحثين والعلماء للقرية، التي يستغرق الوصول إليها بالقارب نحو 6 ساعات من أقرب مطار داخل الدولة. ويقطن هذه القرية 1600 شخصاً، بلا كهرباء أو ماء، ويسافر العلماء عبر النهر في قوارب كبيرة بمحرك، تبدو كحافلات مدرسية في الهواء الطلق.
ويجب أن يحضر العلماء معهم كل شيء يحتاجونه في عملهم، لذلك فإن القارب الثاني (قارب خشبي طويل)، سوف يتبعهم محملاً بمعظم الإمدادات، (صناديق المصائد وأنابيب الاختبارات، وجالونات البنزين، وأجولة الأرز، والكثير من المياه المعبأة).
ومنذ نهاية العام الماضي تزايدت تقارير «جدري القرود»، حيث تفشى في محمية للشمبانزي بالكاميرون. وقد أبلغ عن حالات بشرية في ليبيريا وسيراليون وجمهورية الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومؤخراً نيجيريا.
وشهدت الولايات المتحدة تفشي مرض «جدري القرود» في عام 2003، بعد أن استورد تاجر حيوانات أليفة غريبة (800 حيوان) من أفريقيا، بما في ذلك فئران عملاقة وسناجب.
وبينما كانت الحيوانات موجودة في منشأة في ولاية إلينوي، أصاب بعضهم الكلاب التي بيعت في وقت لاحق كحيوانات أليفة.
وأصيب 47 شخصاً في 6 ولايات في الغرب الأوسط، وتعافوا جميعاً. وكان أصغرها فتاة تبلغ من العمر 3 سنوات، بعد أن تعرضت للعض من كلبها الصغير في إصبعها.
ويشهد العالم الآن ارتفاعاً في الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الحيوانات إلى البشر.