فيروس كورونا يحاصر المزارعين في قطاع غزة
زادت جائحة فيروس كورونا من متاعب القطاع الزراعي في غزة، علاوة على عن تحكم السلطات الإسرائيلية بموارد ومعابر القطاع، وكذلك الاستيراد والتصدير سواء إلى الضفة الغربية أو الخارج.
“أنا عندي بيارة جوافة ما يقارب من 70 دونم، ولا أستطيع أن أدفع أجرة العمال لدي بسبب فيروس كورونا”.. هذا كان لسان حال المزارع عمر الأسطل الذى تضرر بفعل جائحة كورونا وعدم المقدرة على تسويق إنتاجه الزراعي.
المزارع الأسطل من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يضطر لدفع أجرة بعض العمال من ماله الخاص وفق ما قاله لقناة” الغد”:” أنا أدفع من لحمي الحي للعمال، فلا يوجد تسويق للجوافة، فبدلا من أن يكون ثمن البكسة 40 شيكل أصبح 20، وهذا تسبب بخسائر كبيرة لنا و أثر علينا”.
وتابع: “لدي خسائر أكثر من 50 ألف دولار، فلا أستطيع أن أجمعها بسبب جائحة كورونا وعدم المقدرة على توزيع الجوافة في الأسواق، فهي على الأرض تسقط ولا تجد من يجمعها لتوزيعها وبيعها”.
خسائر جراء إغلاق المعابر
ولم يأخذ مزارعو غزة في الحسبان أن يشهد القطاع هذا الخناق الشديد، فمع تواصل معاناتهم جراء أزمات تعرضوا لها مثل انقطاع التيار الكهربائي وانعكاسه على ري محاصيلهم، ومن ثم جاء حظر التجوّل في إطار الإجراءات الرامية لتطويق انتشار وباء “كورونا” وتكبد المزارعون خسائر فادحة جراء وقف التصدير و إغلاق المعابر.
ويقول محمد قبلان مدير مشروع شركة جنات في المحررات والذي يعيل خمسة أطفال: “كل حياتنا من وراء زراعة وبيع الخضار، ولا يوجد لدينا أي مصدر أو معيل، وبسبب الإغلاق والإجراءات تضررنا كثيرا، فنحن إذا زرعنا أكلنا و إذا لم نزرع لن نأكل”.
وأوضح قبلان، أن عمله تعرض للكثير من الضرر والخسائر وأثر ذلك على كل من يعمل معه: “أنا لدي 50 عاملا جميعهم يعيلون أسر الجميع تضرر، خسائر جمة تعرضنا لها، صاحب المبيدات والدواء وكذلك الكهرباء كيف سأدبر لهم أموالهم، كل ذلك دمار وخراب بسبب إغلاق المعابر”.
وتشتد معاناة المزارعين، الذين يضطرون لخرق الإجراءات المفروضة في القطاع، ليستطيعوا توفير قوت أطفالهم، في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا لليوم السابع والعشرين التي تضرب قطاع غزة.
ناهض نطط، الذي يعمل في زراعة “الباذنجان” بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة يقول: “نحن منذ 6 أشهر كنا نعمل في زراعة الباذنجان، نقوم بتجهيزه، ولدينا محصول كبير، وكان يعمل معنا من 20 – 40 عاملا، أما الآن وفي ظل عدم التصدير تضررنا وأثر ذلك على العمال، فلم يعد بمقدورهم العمل بشكل يومي، منهم من يعمل يوم واحد في الأسبوع”.
نداء استغاثة لإنقاذ المزارعين
وكبدت جائحة كورونا مزارعي غزة خسائر كبيرة وزادت الآثار الاقتصادية المترتبة على الإجراءات الوقائية والاحترازية الخاصة بمواجهة الفيروس معدلات الفقر والبطالة، الأمر الذي يفاقم الظروف المعيشية في القطاع المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 14عامًا.
وأطلقت جمعية الإغاثة الزراعية نداء استغاثة لإنقاذ المزارعين وتقديم يد العون لهم في ظل الخسائر التي تكبدوها وخسارتهم الموسم الزراعي الحالي.
وقالت نهى الشريف منسقة المناصرة والإعلام-غزة في الإغاثة إن المزارعين هم ضحايا هذا الفيروس الخطير لافتة إلى أن كوفيد 19كشف هشاشة الواقع الزراعي.
وبينت الشريف أن المزارعين لم يعد بمقدورهم الوصول إلى أراضيهم الزراعية جراء منع التجوال والخوف الذي ينتاب الجميع إثر خطورة الفيروس، داعية إلى توفير إجراءات الأمن والسلامة للمزارعين من حيث الملابس والكمامات و” القلافز”، ووسائل التعبئة والنقل بحيث يمنع نقل العدو ، كما أكدت ضرورة توفير مدخلات الإنتاج.
وطالبت الإغاثة الزراعية بتقديم حلول عملية لتسهيل تسويق منتجات المزارعين في الأسواق ومراكز البيع، والعمل على توفير التيار الكهربائي لهم مع توفر المياه لتسهل عملية الرى.
