فيروس كورونا «يكسر أجنحة» الطيران حول العالم
تكبدت شركات الطيران حول العالم خسائر فادحة بسبب تفشي فيروس كورونا، ووقف الرحلات الجوية من وإلى الدول التي سجلت وفيات أو إصابات بالفيروس القاتل.
وتشير التقديرات الحالية إلى خسائر بنحو 113 مليار دولار لشركات الطيران العالمية بسبب الفيروس، فيما تقدر خسائر شركات الطيران في الشرق الاوسط بنحو 100 مليون دولار حتي الآن، حسب إعلان الاتحاد الدولي للنقل الجوي”إياتا”.
ويتواصل نزيف الخسائر لقطاع النقل الجوي مع الانخفاض الكبير في أعداد المسافرين بسبب تفشي المرض الذي ظهر للمرة الأولى في الصين أواخر ديسمبر/كانون الأول وانتشر منذ ذلك الحين لأكثر من 50 دولة.
وتوقعت المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة احتمال انخفاض إيرادات شركات الطيران العالمية بقيمة تتراوح بين 4 و5 مليارات دولار في الربع الأول من العام الجاري بسبب عمليات إلغاء الرحلات المرتبطة بانتشار فيروس كورونا.
كما رجّحت الوكالة أن يؤثر الفيروس بشكل أكبر على القطاع مقارنة مع ما سببه وباء متلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) في 2003، في ضوء حجم أعلى ومدى أكبر لإلغاء الرحلات يجري تسجيله.
وأكدت “إيكاو” أن نحو 70 شركة طيران ألغت جميع الرحلات الدولية إلى البر الرئيسي في الصين ومنه وإن 50 شركة أخرى قلصت العمليات.
وأضافت المنظمة أن هذا أدى إلى خفض بنسبة 80% في طاقة شركات الطيران الأجنبية للمسافرين مباشرة إلى الصين ومنها وتراجع بنسبة 40 بالمئة في الطاقة من جانب شركات الطيران الصينية.
كما قالت “إيكاو” إن التقدير الأولى لا يتضمن التأثيرات المحتملة على الطائرات المخصصة للشحن فقط، والمطارات، ومقدمي خدمات الملاحة الجوية، وعلى حركة السفر الجوي المحلية في الصين، أو حركة السفر الدولية فيما يخص هونج كونج ومكاو وتايوان.
وتتوقع المنظمة احتمال أن تتكبد اليابان خسائر بقيمة 1.29 مليار دولار في إيرادات السياحة في الربع الأول بسبب انخفاض عدد المسافرين الصينيين واحتمال أن تخسر تايلاند 1.5 مليار دولار.
حذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) من أن قطاع النقل الجوي قد يتكبد خسائر تصل إلى 113 مليار دولار في العائدات بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد الذي يواصل انتشاره في العالم.
وقال الكسندر دو جونياك رئيس (اياتا) إن تطور الأحداث نتيجة كوفيد-19 غير مسبوق تقريبا” .وأضاف في اجتماع في سنغافورة: “خلال ما يزيد بقليل عن الشهرين، اخذت آفاق القطاع في معظم أنحاء العالم انعطافة دراماتيكية نحو الأسوأ”.
كما أكد الاتحاد) إن شركات الطيران في الشرق الأوسط تكبدت خسائر تقدر بمئة مليون دولار حتى الآن بسبب تفشي فيروس كورونا.
وتوقع محمد علي البكري نائب رئيس إياتا لإفريقيا والشرق الأوسط انخفاض مبيعات تذاكر شركات طيران الشرق الأوسط في المنطقة خلال الأسابيع المقبلة وأن الإيرادات ستواجه مخاطر في حالة تمديد قيود السفر المفروضة في آسيا.
وطالب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) حكومات الشرق الأوسط النظر في تقديم الدعم لشركات الطيران لمساعدتها في مواجهة تفشي فيروس كورونا الذي أدى لإلغاء الكثير من الرحلات الجوية.
وقال البكري: “تعتمد المنطقة على الربط الجوي والدعم الذي ستقدمه الحكومات سيساعد شركات الطيران حقا على اجتياز هذه الفترة الصعبة”.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إنه بدلاً من ارتفاع عدد المسافرين بنسبة 4.1، كما كان متوقعاً، فإن المؤشرات تدلّ على أن هناك انكماش في هذا القطاع بنسبة تبلغ 4.8% خلال العام الجاري، فيما يسري بين أوساط القائمين على النقل الجوي قلقٌ من أن يبدد فيروس الكورونا أكثر من 26 مليار يورو من أموال هذا القطاع في مختلف أرجاء العالم.
وأوقفت شركات الطيران في الشرق الأوسط، ومعظمها غير رابحة، معظم الرحلات المتجهة إلى الصين وعلقت مسارات آسيوية أخرى أو قلصتها.
كما أوقفت شركات الطيران رحلاتها إلى إيران، حيث ينتشر الفيروس بوتيرة سريعة، وحظرت السعودية بشكل مؤقت السياح من 25 دولة سجلت حالات إصابة بالفيروس.
كما توقعت رابطة السفر الأمريكية تراجع السفر الدولي إلى الولايات المتحدة بنسبة 6% خلال الأشهر الثلاثة المقبلة وسط مخاوف متزايدة من تفشي فيروس كورونا.
وأكدت الرابطة أن الانخفاض المتوقع سيكون أكبر تراجع في الرحلات الدولية الوافدة منذ الأزمة المالية عامي 2007 و2008.
وألغت شركات الطيران الأمريكية جميع الرحلات الجوية من الصين وإليها حتى أواخر أبريل، كما قلّصت رحلات أخرى إلى آسيا وأوروبا، ومنعت إدارة الرئيس دونالد ترامب جميع المواطنين غير الأمريكيين الذين زاروا الصين أو إيران مؤخرا من دخول الولايات المتحدة.
ولحقت الخسائر بشركات الطيران الأوروبية أيضا، مع تراجع عدد المسافرين وانخفاض حجم الشحن الجوي، ما أجبر الخطوط الجوية في الاتحاد الأوروبي علي تخفيض عدد رحلاتها.
وقال المدير العام لشركة الخطوط الجوية الأوروبية، توماس راينرت: ” القاعدة المتّبعة الآن، هي أن شركات الطيران يجب أن تنفذ وبشكل متواصل رحلاتها الجوية المجدولة، وفي حال لم تلتزم الشركات بذلك، لسبب أو لآخر، فإنه لا شك ستفقد بعضاً من خطوط رحلاتها”.
وتابع: “ما نطلبه هو بعض التنازل عن تلك القاعدة بالنظر إلى حقيقة أن علينا إلغاء الكثير من الرحلات الجوية في الوقت الحالي بسبب فيروس كورونا”.
