فيما يحتفل العالم بيوم الطفل.. أطفال غزة يتعرضون للإبادة الجماعية

يحتفل العالم، اليوم الإثنين، بيوم الطفل، الذي يوافق 20 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، في وقت يتعرض فيه أطفال غزة لإبادة جماعية على يد قوات الاحتلال التي تواصل عدوانها على القطاع لليوم الـ45 على التوالي.

ومع ميلاد كل فجر، ومع غروب كل شمس، تزهق أرواح الفلسطينيين، تحت وطأة نيران الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة وأمام آلة الحرب التي لم تجد حتى الآن من يوقفها، حتى أتت على الأخضر واليابس، وسلبت المدنيين، لا سيما الأطفال، أرواحهم من دون ذنب وبلا رادع.

رجل فلسطيني يحمل جثمان طفله الذي استشهد في قصف إسرائيلي - رويترز
رجل فلسطيني يحمل جثمان طفله الذي استشهد في قصف إسرائيلي – رويترز

5500 شهيد من الأطفال

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلن مكتب الإعلام الحكومي بالقطاع عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 13 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5500 طفل، و3500 سيدة.

هؤلاء الشهداء ارتقوا في خضم المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال، والبالغ عددها أكثر من 1330 مجزرة، أدت إلى إصابة ما يربو على 30 ألف فلسطيني، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء.

وإلى جانب الشهداء والمصابين، هناك الكثير من المفقودين، إما تحت الأنقاض، وإما أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات، يمنع الاحتلال من الوصول إليهم، فزاد إجمالي عدد المفقودين على 6 آلاف فلسطيني، بينهم أكثر من 4 آلاف طفل وامرأة.

أطفال مبتسرون يرقدون في أحد الأسرّة بمستشفى الشفاء في قطاع غزة بعد إخراجهم من الحضانات بسبب انقطاع الكهرباء - رويترز
أطفال مبتسرون يرقدون في أحد الأسرّة بمستشفى الشفاء في قطاع غزة بعد إخراجهم من الحضانات بسبب انقطاع الكهرباء – رويترز

إجلاء الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء

أمام استهداف الاحتلال مستشفى الشفاء، الذي يضم إلى جانب الجرحى والنازحين، أطفالًا خدجًا، قالت مصادر لـ«الغد»، أمس الأحد، إنه جرى إجلاء جميع الأطفال الخدج، البالغ عددهم 31 طفلًا، من مستشفى الشفاء.

وأوضح مصدر من الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقم الإسعاف تمكنت، بتنسيق من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من إجلاء 31 طفلا من الأطفال الخدج في مستشفى الشفاء.

وأضاف أنه جرى نقلهم بمركبات إسعاف الهلال الأحمر إلى الجنوب، تمهيدًا لنقلهم إلى مستشفى الإمارات في رفح.

ويأتي ذلك فيما أكد الدكتور محمد أبو سليمة، مدير مستشفى الشفاء، وفاة أحد الأطفال الخدج يوم السبت الماضي.

مشيعون يحملون جثث شهداء غزة من الأطفال - رويترز
مشيعون يحملون جثث شهداء غزة من الأطفال – رويترز

وفي وقت سابق، اليوم الإثنين، عبرت مجموعة أولى من الأطفال الخدج الذين جرى إجلاؤهم من مستشفى الشفاء بقطاع غزة، إلى مصر، لتلقي العلاج.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الإثنين، أن طواقم الإسعاف أجلت 28 طفلًا من الأطفال الخدج ممَّن كانوا في مستشفى الشفاء إلى المشافي المصرية، بعدما جرى إجلاؤهم، أمس الأحد، إلى المستشفى الإماراتي في رفح، تمهيدا لنقلهم إلى مستشفيات مصر

وأوضح بيان الهلال الأحمر أن هذه الخطوة تأتي في ظل الوضع الصحي السيئ للأطفال جراء انقطاع الكهرباء في الحضانات خلال الأيام الماضية، وتناولهم الحليب بالماء الملوث، الأمر الذي أدى الى إصابتهم بمضاعفات صحية، تستلزم نقلهم للعلاج في الخارج على وجه السرعة.

كيف يبدو اليوم العالمي للطفل في غزة؟

بينما يتزامن الاحتفال العالمي بيوم الطفل مع اليوم الـ45 للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، أجرت قناة «الغد» لقاءً مع بعض الأطفال في مجمع ناصر الطبي بخانيونس.

وقالت طفلة صغيرة تحمل زجاجات المياه الفارغة: «هنروح نعبي مي (مياه)، بدنا نشرب، موجودين في المدارس أنا وأهلي 6 بنات و4 ولاد وبابا وماما».

وقالت طفلة أخرى: «بنقول للعالم إننا بدنا نعيش حياة كريمة، وبدنا كمان يخلصوا الحرب علشان زهقنا من هذه الحياة، لما نيجي نعبي مياه بنشوف الإسعافات كيف جاية وكيف بينزلوا الشهداء».

وأضافت: «إحنا (الطفلة وأهلها) قاعدين في المدارس علشان دارنا انقصفت، وطلعونا من تحت الأنقاض».

واستعرضت كاميرا «الغد» مشهدًا لأحد الأطفال يقف حافي القدمين، وتعليقًا على الأمر، قال مراسلنا: «هؤلاء أطفال صغار أبرياء، حتى الحذاء لا يجدونه، لأنهم فقدوا كل شيء يملكونه، هم نازحون شاءت الظروف أن نجدهم هنا وهم يسيرون من أجل الدخول إلى المستشفى، لعلهم يستطيعون تعبئة هذه الزجاجات بالماء».

وأضاف: «طفل صغير في يومه العالمي يُحرم من الماء، الطفل الصغير في غزة حُرم من الحياة، وحُرم من الطعام، وحُرم من الماء، وحُرم من أدنى مقومات الحياة، والآن منهم من استشهد ومنهم من هو نازح ومنهم ما زال في غرف العمليات والعناية المركزة فقد أسرته كاملة ولا يعلم بهذا الأمر».

الطفل الفلسطيني رمز الصمود

من جهته، قدَّم مفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، أحرَّ التعازي والمواساة إلى عائلات الأطفال الفلسطينيين الشهداء الذين فقدوا حياتهم بشكل مأساوي نتيجة للعنف غير المبرر والقتل الهمجي الجبان الذي لا يمتُّ للإنسانية بِصلة؛ وذلك بمناسبة اليوم العالمي للطفل.

وأكَّد مفتي مصر بمناسبة هذا اليوم المهم، الذي يكرِّس للطفل حقوقه، أننا نعلن عن حزننا وغضبنا الشديدين إزاء الأفعال الهمجية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني الإرهابي تجاه أطفال غزة، والتي أسفرت عن فقدان أرواح الأطفال الأبرياء التي تجاوزت أكثر من 5500 طفل شهيد.

وأكَّد المفتي أن هذا اليوم يضع المسؤولية الكبرى على عاتق الأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية والعالم أجمع، بالتحرك الفوري والعمل الجاد، واتخاذ الإجراءات اللازمة والقرارات الفعالة للتصدي لمثل هذه الأعمال الوحشية الإرهابية، والالتزام بحماية أطفال غزة وحفظ حقوقهم المنتهكة والمبادة من قِبل الاحتلال الإرهابي الغاشم، والذي يجب أن يحاسب عن هذه الأعمال الوحشية الهمجية كمجرمي حرب، وعلى المجازر التي بدأت منذ عام 1948 إلى يومنا هذا، وعلى خرقه الصارخ للقوانين والأعراف الدولية والإنسانية والأخلاقية.

ووجَّه مفتي الديار المصرية التحية إلى الطفل الفلسطيني صاحب الأرض، البطل، المناضل، القوي الذي لا زال يمثِّل الأمل المشرق في ظل الظروف الصعبة المؤلمة، والذي عرفه العالم أجمع، كرمز للصمود والشجاعة، والقوة والإرادة وحب الوطن والتضحية من أجله.

طفل فلسطبيني وشقيقته
طفل فلسطبيني وشقيقته

يوم الطفل العالمي

جرى الإعلان عن يوم الطفل العالمي في عام 1954، باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر/ تشرين الأول من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، وفق ما ذكرته الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي.

وتأريخ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني مهم، لأنه جرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، في عام 1959، كما أنه كذلك تاريخ اعتماد الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.

ومنذ عام 1990، يحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.

____________________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]