“فيينا 3”.. تصنيف الجماعات الإرهابية في سوريا

في ظل أجواء من الغضب العالمي المحموم إثر العمليات الإرهابية الدموية في باريس، أمس الجمعة، والتي تعد أكبر وأخطر عملية إرهابية في تاريخ أوروبا منذ أربعين عاما، جرى تعديلا في جدول أعمال المحادثات الدولية بشأن سوريا في فيينا، اليوم السبت، حسب تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لوكالة تاس، وأن هجمات باريس انعكست على أجواء مباحثات فيينا، بهدف وضع الخطوط العريضة للتسوية السياسية في سوريا.

التعديل في جدول الأعمال، أبرز أهمية الطرح الروسي في الجولة السابقة من محادثات فيينا، بتصنيف الجماعات الإرهابية في سوريا أولا، ثم تحديد توجهات المعارضة السورية “الداخلية والخارجية” ومدى ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية، وكشف مصادر الدعم والتمويل الخارجي، ودور وتحركات وقدرات الجيش السوري الحر.. والتعديل من وجهة نظر المحلل السياسي الروسي، أندريا سيرفيتش، يصب في صالح موقف النظام السوري الحاكم، والذي يعرض الأزمة السورية منذ  خمس سنوات بأنها أزمة صراع مع الإرهابيين ومن يدعمهم من أطراف وقوى اقليمية وعربية ودولية، وليست صراعا أهليا داخليا كما تدعي الولايات المتحدة  وحلفاؤها.. ويؤكد “سيرفيتش” لوكالة الأنباء الروسية، أن الطرح الروسي بشأن تحديد الجماعات والتنظيمات المقاتلة في سوريا، والذي كان مرفضا من جانب الدول المناهضة للنظام السوري، وتريد التركيز على البند الأول وهو مصير الرئيس بشار الأسد، هذا الطرح تصدر مباحثات اليوم، بتأثير العملية الإرهابية في باريس، التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي حسب بيانه وتقديرات الأجهزة الأمنية في الغرب، إلى جانب ما كشفت عنه الشرطة الفرنسية من العثور على جواز سفر سوري بجوار جثة أحد الإرهابيين.

تفجيرات باريس

وكان ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أكد وجود “تطابق في القوائم الروسية والأمريكية الخاصة بالمنظمات الإرهابية في سوريا”، وأن موسكو تسلمت من السعودية قائمة أولية بأسماء معارضين سوريين.. وكشف في تصريحات صحفية نشرت في موسكو أمس الجمعة، أن موسكو وواشنطن تبادلتا قوائم بالمنظمات الإرهابية في سوريا، وأن موسكو أجرت العديد من اللقاءات مع ممثلي المعارضة السورية وخاصة مع ممثلي الجيش السوري الحر.

وتعديل جدول أعمال مباحثات “فيينا 3”  من خلال بحث  “دور ومخاطر” الإرهاب في سوريا، وارتباطه بالأزمة السورية، يشكل تحولا جديدا و”مفيدا” حسب تعبير الدبلوماسي الروسي، سيرجي أنتنيوف، لوكالة فرانس برس اليوم السبت، بأن الأطراف المشاركة في مباحثات “فيينا” اتفقت ولأول مرة على بند محدد ودون خلاف، وهو تصنيف الجماعات الإرهابية في سوريا، والتنسيق في عمليات المواجهات العسكرية لقتالها، ثم تطرقت المباحثات إلى تحديد فصائل المعارضة السورية التي يمكن أن تشارك في مباحثات فيينا، والحوار مع ممثلي النظام السوري في ضوء مبادرات التسوية السلمية والتي تتداول بشأنها الأطراف المعنية بالحل في محادثات فيينا.. وأوضح الدبلوماسي الروسي، أن التوافق على فصائل المعارضة السورية حتى الآن شمل: الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المدعوم من الغرب، والجيش الحر.

التطورات داخل اجتماعات “فيينا 3” سوف تعيد المحادثات إلى جانب الصواب، كما يقول المعارض السوري المقيم بالقاهرة، حسن عبيدات.. وقال لـ”الغد العربي”، إن خلافنا مع النظام السوري الحاكم معلن منذ حكم الرئيس السابق حافظ الأسد، أي معارضة ديمقراطية تحدت منذ سنوات سطوة الحكم والفساد ثم التوريث فيما بعد، ولكننا نتفق مع النظام ضد العصابات الإرهابية التي تدمر الوطن بدعم دول جوار وقوى أجنبية وأطراف عربية معروفة، ولذلك فإن توجه مباحثات فيينا لكشف الدور المحوري للأزمة من الإرهابيين خطوة متقدمة “جدا” لتوافق القوى الوطنية السورية على آليات الحل السلمي السوري ـ السوري.