بالرغم من استمرار المفاوضات وانتظار القمة الإفريقية المصغرة التي تجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد ونظيره السوداني عبد الله حمدوك للفصل في أزمة سد النهضة، إلا أن إثيوبيا سارعت وأعلنت بدء ملء سد النهضة دون التوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف الثلاث.
صور ملء السد
خلال الساعات الماضية انتشرت صور عبر الأقمار الصناعية صورا جديدة لسد النهضة الإثيوبي، أظهرت أن إثيوبيا قد بدأت بالفعل في ملء الخزان.
كشفت الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية، ارتفاع منسوب المياه في البحيرة الواقعة خلف سد إثيوبيا الكهرومائي.
ووسط الأنباء المتضاربة حول ملء سد النهضة خرجت إثيوبيا تعلن بشكل رسمي ملء السد حيث أعلن وزير الري والمياه والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي بدء ملء وتخزين المياه في سد النهضة الإثيوبي .
ونقل التلفزيون الإثيوبي عن وزير المياه والطاقة أن “عمليات ملء سد النهضة قد بدأت”، مؤكدا دقة صور ظهرت في الأيام الماضية توضح بدء عمليات تخزين المياه في بحيرة السد.
وأكمل أن “المفاوضات بشأن سد النهضة مستمرة ليس للجيل الحالي فقط وإنما لصالح الأجيال القادمة”، وأكمل أنه “تم الاتفاق على بعض النقاط خلال الاجتماع مع مصر والسودان”.
وأضاف أن هذه المرحلة التي وصل إليها السد تمكن من بدء عملية التخزين الأولي المقدر بـ4.9 مليار متر مكعب من أصل 74 مليار متر مكعب السعة الإجمالية للبحيرة خلف السد.
مخاوف مصرية
قبل إعلان إثيوبيا ملء سد النهضة أعربت مصر عن مخاوفها من سد النهضة وردت على مزاعم التي ترددها إثيوبيا باستئثار مصر بنصيب الأسد في مياه النيل، حيث قال وزير الري المصري الدكتور محمد عبد العاطي، إن تلك المزاعم لا تعبر عن الواقع.
وأضاف أن الثروة الحيوانية في إثيوبيا على سبيل المثال، والبالغة 100 مليون رأس من الماشية، تستهلك مياه أكثر من حصة مصر والسودان في مياه النيل.
وأضاف أن إثيوبيا لديها الكثير من الموارد المائية التي تتجاوز أضعاف ما يصل مصر من مياه النيل.
وأكمل لو حسبنا المساحات الخضراء في إثيوبيا لأدركنا حقيقة الموقف، وهو أن مصر 94% من مساحتها صحراء بلا ماء، بينما في إثيوبيا تتجاوز المساحات الخضراء 94% من مساحتها، وهو ما يعني أننا نعيش على مورد محدود من المياه.
وأوضح أن مصر تعيش في 7% من أرضها، بينما تعيش كل دول حوض النيل على كامل أراضيها وتزرع محاصيل عليها ويمتلكون 94% مياه خضراء عبارة عن غابات ومراعي؛ إذا فهم عكسنا تماما.
قمة إفريقية مصغرة
خلال أسبوع من المقرر عقد قمة إفريقية مصغرة بين زعماء الدول الثلاث وسط توتر بسبب إعلان إثيوبيا ملء سد النهضة رغم عدم الوصول إلى اتفاق.
وقال وزير الري السوداني ياسر عباس، هناك 4″ أو 5 نقاط عالقة في المسار الفني، إضافة إلى 3 نقاط أساسية عالقة في الجانب القانوني”.
وأضاف أن “النقاط الأساسية العالقة في الجانب الفنى تتمثل في حجم التغيير اليومي في التصريفات في سد النهضة التي تدخل إلى سد الروصيرص.. وتعريف منحنى التشغيل المستمر لسد النهضة رغم إشارته حدوث تقارب محدود بشأن هاتين النقطتين”.
وأكمل أنه من النقاط العالقة أيضا إعادة ملء سد النهضة في فترات الجفاف في المستقبل، إضافة إلى نقطة أخرى بالتصريفات في سنوات الجفاف الممتد» بالإضافة إلى «مدى إلزامية الاتفاقية.. وآلية فض النزاعات”.