في جلسة طارئة عقدتها جامعة الدول العربية، أمس الأحد، لمناقشة الأزمة السعودية الإيرانية, امتنعت لبنان، المدعومة سياسيا وماليا وعسكريا من السعودية, عن التصويت على القرار الذي يدين «التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد السعودية في ما يتعلق بتنفيذ أحكام قضائية بحق إرهابيين».
وأثار امتناع لبنان عن التصويت موجة من الإدانات الشعبية انطلقت من خلال وسم هاشتاج تصدر موقع التدوينات القصيرة تويتر بالسعودية حاملا اسم #لبنان_يمتنع_عن_التصويت، فيما التمس بعض المغردوين الأعذار للدولة التي يسيطر عليها حزب الله اللبناني.
وانتقد المغردون، تقديم السعودية مساعدات إلى لبنان، في حين ترفض الأخيرة الوقوف إلي جانبها في أزمتها مع إيران.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مغردون آخرون، إن امتناع لبنان اتجاه طبيعي من دولة تسيطر عليها طهران.
وأدان البيان الختامي للجلسة الطارئة، التدخلات الإيرانية، مشيرًا إلى أن الدولة الوحيدة التي اعترضت على البيان هي لبنان «لظروفها الداخلية، ووجود حزب الله اللبناني بها».
أما وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، فقد أوضح في كلمته أمام الجامعة العربية، رفض بلاده ربط حزب الله بالأعمال الإرهابية، مؤكدا أن مشاركة لبنان في الاجتماع تأتي تعبيرا عن تضامنها مع المملكة العربية السعودية جراء الاعتداءات التي تعرضت لها مقار البعثات الدبلوماسية في إيران، مشددا على أن بلاده لا تتدخل في شؤون أي دولة.
وأكد باسيل، أن امتناع بلاده عن التصويت يأتي أولاً وفقا للمصلحة اللبنانية ولاعتبارات سيادية تتعلق أولا بتخفيف التوترات بين السنة والشيعة والعمل علي التهدئة، وفقا للمصلحة القومية الوطنية الإسلامية والمسيحية والعربية.
يذكر أن، لبنان تشهد خلال الفترة الحالية عدة محاولات لاختيار رئيس جديد بعد ما يزيد على عام ظل فيه هذا المنصب شاغرا، حيث ينقسم البرلمان اللبناني إلي قوتين إحداها مدعومة من السعودية والأخرى مدعومة من إيران، ما أدى إلى فشل البرلمان 34 مرة من تحقيق النصاب القانوني لاختيار رئيسا للبلاد.
وتضم لبنان ما يقرب من 18 طائفة دينية ما بين السنة والشيعة والمسيحيين وغيرهم، وهو ما قد يفسر اتجاهها للامتناع عن التصويت تخوفا من تفاقم الوضع الداخلي المتأزم بالفعل.