في أول مقابلة صحفية.. سيف الإسلام القذافي يلمح لخوض الانتخابات الليبية
10 سنوات كاملة اختفى خلالها سيف الإسلام القذافي، فضّل خلالها أن يكون مراقبا للأحداث التي تمر بها ليبيا عن بعد، لكنه رأى أن الوقت قد حان الآن لبخرج عن صمته، وأن يبعث برسائله التي ظل محتفظا بها بداخله طيلة تلك الفترة، فمن حكايات عن المآسي التي تعرض لها خلال فترة أسره، إلى التلميح باحتمالية ترشحه في الانتخابات الرئاسية الليبية، كان حواره دسما مع صحيفة نيويورك تايمز.
يقول سيف الإسلام، إن إدارة الرئيس باراك أوباما، وليس معمر القذافي، هي من تتحمل مسئولية الدمار الذي حلّ بليبيا.
وعندما سأله صحفي نيويورك تايمز عن زملائه القدامى مثل محمود جبريل تحدث بحسرةً في صوته، وقال حديثًا مبهمًا عن النفاق، مضيفا، أن وسائل الإعلام العربية شيطنت نظام القذافي إلى درجة جعلت من المستحيل إقامة حوار بين الجانبين.
وقال، إن المتمردين عقدوا العزم على تدمير الدولة، وأن أي مجتمع قبلي مثل ليبيا يضيع بدون دولة. ثم أضاف: “ما حدث في ليبيا لم يكن ثورة. يمكنك أن تسميها حربًا أهلية أو أيام شؤم، لكنها لم تكن ثورة.”
وصف سيف الإسلام أحداث 2011 بمسلسل من الأزمات السريالية.
- إدارة أوباما هي من تتحمل مسئولية الدمار في ليبيا
- المتمردون عقدوا العزم على تدمير الدولة
- ما حدث في ليبيا لم يكن ثورة لكنها حرب أهلية وأيام شؤم
- أردوغان وصف الانتفاضات بأنها مؤامرة خارجية.. وحاول إقناعي بمغادرة البلاد
- لم أكن على اتصال بالعالم الخارجي خلال السنوات الأولى من اعتقالي
- كنت وحيدًا تمامًا فترة اعتقالي.. وأدركت أنني قد أموت في أي لحظة
وحكى عن أنه تلقى اتصالات هاتفية من زعماء أجانب كانوا يعتبرونه على الأرجح وسيطًا بينهم وبين أبيه، وأن أحد المتصلين المعتادين كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال عنه: “في البداية كان في صفّنا ضد التدخل الغربي، ثم بدأ يقنعني بمغادرة البلاد”.
وأضاف، أن أردوغان وصف الانتفاضات بأنها مؤامرة خارجية تُحاك منذ زمن بعيد.
ويعتقد سيف الإسلام أن حرب 2011 قد انبثقت عن التقاء توترات داخلية كانت تعمل منذ وقت طويل مع أطراف خارجية انتهازية، من بينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وأضاف “كانت عدّة أمور تحدث في آن واحد. زوبعة عارمة.”
وتابع موضحا أنه شارك في القتال لفترة وجيزة في “باب العزيزية” عندما حاصر المتمردون طرابلس في أغسطس/آب 2011.
وقال سيف الإسلام، إنه لم يكن على اتصال بالعالم الخارجي خلال السنوات الأولى من اعتقاله، وأنه قضى بعض هذه الفترة في مكان أشبه بالكهف، وهي غرفة تحت الأرض شُقّت وسط الصحراء أسفل منزل في بلدة “الزنتان”.
وأشار إلى أن الغرفة لم يكن بها أي نوافذ، وأنه لم يكن يميّز الليل عن النهار أغلب الوقت.
وحكى عن أنه كان وحيدًا تمامًا، وأدرك أنه قد يموت في أي لحظة، فازداد إيمانًا. وذات يوم في مطلع عام 2014، تلقى زيارةً غيرت مجرى حياته. اندفع رجلان من كتيبة الزنتان إلى غرفته الصغيرة. بدا عليهما الغضب والانزعاج وأرادا التحدث.
قال سيف، إنه ظل يستمع إليهما وهو يشعر بأن شيئًا ما يتغيّر. كانت الثورة تلتهم أبناءها.
