شهدت الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قيام إدارته بفرض “حزمة” من العقوبات الدولية ضد دول ومؤسسات وشركات.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الثلاثاء، عن فرض عقوبات على سفينة “فورتونا” الروسية المخصصة لمد الأنابيب والمشاركة في تنفيذ مشروع “نورد ستريم 2”.
وأشارت الوزارة إلى أن السفينة المذكورة أدرجت على القائمة السوداء الأمريكية بموجب قانون “مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات”.
وأضافت أن العقوبات المفروضة على “فورتونا” تشمل أيضا شركة “كا في تي روس” المالكة للسفينة، وأن الإجراء يقتضي منع الشركة المذكورة من التصدير وإجراء المعاملات البنكية، وتنص على تجميد أصولها وممتلكاتها.
و”نورد ستريم 2″ مشروع روسي لمد أنبوبي غاز بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا من الساحل الروسي عبر قاع بحر البلطيق إلى ألمانيا.
سفينة “فورتونا” الروسية
وردا على العقوبات الأمريكية، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن مشروع خط أنابيب الغاز “نورد ستريم “2، الذي تقوده روسيا يخضع لضغوط “غير قانونية” من الولايات المتحدة.
وقال إن الكرملين يراقب عن كثب التطورات بشأن نورد ستريم 2 لضمان اكتماله.
ومن جانبها، أعربت وزارة الاقتصاد الألمانية عن أسفها لفرض العقوبات الأمريكية.
وقال متحدث باسم وزارة الاقتصاد إن ألمانيا شعرت بالأسف لدى علمها بهذا القرار.”
وتتهم ألمانيا وحلفاؤها الأوروبيون واشنطن باستخدام نظامها للعقوبات بموجب “قانون كاتسا” للتدخل في سياساتهم الخارجية وسياستهم للطاقة.
رئيس فنزويلا
كما فرضت الولايات المتحدة، اليوم، عقوبات على 3 أفراد و11كيانًا لعلاقاتهم بشبكة تساعد رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، على التهرب من العقوبات الأمريكية على قطاع النفط في بلاده.
ويعتمد هذا الإجراء على العقوبات السابقة التي تستهدف الأفراد والكيانات المتورطة في مخطط التهرب من العقوبات لصالح نظام مادورو، التي تصفه واشنطن بأنه غير شرعي.
وتؤكد واشنطن أن أولئك الذين يسهّلون محاولات الرئيس الفنزويلي للالتفاف على العقوبات الأمريكية يمكّنونه من مواصلة ممارساته القمعية ضد الشعب الفنزويلي بينما ينهب موارد فنزويلا لإثراء نفسه ورفاقه.
إيران.. نصيب الأسد
وحظيت إيران بنصيب الأسد من عقوبات إدارة ترامب، حيث فرضت عقوبات جديدة على أفراد وكيانات إيرانية، الأسبوع الماضي، حيث أدرجت واشنطن على القائمة السوداء 7 كيانات وفردين اثنين، في عقوبات ترتبط بكيانات إيرانية تعمل في مجال الشحن.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات جديدة تستهدف كيانات عسكرية إيرانية، بسبب الأنشطة المتعلقة بانتشار الأسلحة التقليدية.
وحسب بيان للخارجية الأمريكية، تم إدراج منظمات الصناعات البحرية والجوية والطيران الإيرانية ضمن العقوبات.
وقال البيان: “هذه الكيانات تقوم بتصنيع معدات عسكرية فتاكة للجيش الإيراني، بما في ذلك فيلق الحرس الثوري، وهي منظمة إرهابية أجنبية مُصنفة أيضًا تحت سلطتنا تستهدف ناشري أسلحة الدمار الشامل وأنصارهم”.
كما أدرجت أمريكا مؤسستين إيرانيتين يسيطر عليهما المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وفروعهما على قائمتها السوداء، وقالت إن المؤسستين مكّنتا النخبة الإيرانية من الحفاظ على نظام ملكية فاسد على قطاعات كبيرة من الاقتصاد.
واستهدفت العقوبات الأمريكية مؤسستي “لجنة تنفيذ أمر الإمام” و”أستان قدس رضوي” وقياداتهما وفروعهما.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان: “هاتان المؤسستان تُمَكنا زعماء إيران الفاسدين من استغلال نظام ملكية على نطاق واسع من قطاعات الاقتصاد الإيراني”.
عصابات دولية
ووجهت وزارة العدل الأمريكية، الخميس الماضي، تهمًا بالإرهاب إلى 14 عضوا قياديا بعصابة إم.إس-13 الإجرامية الدولية.
وأوضحت أن الاتهامات شملت التآمر لدعم إرهابيين وارتكاب أعمال إرهابية وتمويل أنشطة إرهابية.
وعصابة إم.إس-13 هي عصابة إجرامية دولية نشأت في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، وتنتشر في أجزاء أخرى من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وأمريكا الوسطى.
وتتكون غالبية العصابة عرقيا من أبناء أمريكا الوسطى (ومعظمهم السلفادور) وتنشط في المناطق الحضرية وشبه الحضرية.
حركة “حسم” الإرهابية
وتلقت حركة “حسم” الإرهابية ضربة قوية، ليل الخميس الجمعة الماضي، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية، زيادة العقوبات المفروضة عليها وتصنيفها منظمة إرهابية أجنبية.
وشمل التصنيف قياديين بارزين بالحركة، وهما علاء السماحي، الذي يعتقد أنه المسؤول الأول عن تنظيم حسم”، إلى جانب إدراج يحيى السيد إبراهيم العضو البارز في التنظيم والهاربين إلى تركيا.
وهذا التضييق الأمريكي على الحركة أحكم الخناق على قياداتها في أنقرة، ما زاد مخاوفهم من إمكانية تسليم تلك القيادات إلى مصر.
وأكدت الخارجية الأمريكية في قرارها، أن تصنيف “حركة حسم” يهدف إلى حرمانها من المصادر اللازمة لتنفيذ هجمات إرهابية، فضلا عن حظر تعامل الأمريكيين معها.
ويرى مراقبون أن القرار الأمريكي كشف علاقة تركيا بالتنظيمات المتطرفة وأوضح دموية جماعة الإخوان الإرهابية.
ونفذ تنظيم حسم هجمات إرهابية منذ عام 2015 في مناطق مختلفة بمصر، كما خطط لاغتيال شخصيات سياسية بارزة.
