في لبنان يبدو أن الزمن توقف عند الرابع من أغسطس من العام الماضي.. حيث انفجر مخزون هائل من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.
ورغم مرور عام كامل فإن جروح أهالي العاصمة اللبنانية لم تلتئم بعد، وربما لن تلتئم في ظل محاولات اقحام التحقيقات في مسارات سياسية لا قانونية، بعدما باتت حصانات المسؤولين أعلى شأنا من حق الدم.
فوفقا للأرقام الرسمية سقط في الانفجار 214 قتيلا، فضلا عن إصابة 6 آلاف و500 آخرين بجروح، كما أسفر الانفجار عن تشريد 300 ألف شخص في العاصمة بيروت..
في حين تضرر نحو 73 ألف وحدة سكنية ولحق الدمار بـ9 آلاف و200 مبنى منهم 163 منشأة تعليمية فضلا عن 106منشآت صحية.
وسياسيا، أدى الانفجار إلى استقالة حكومة حسان دياب بعد 6 أيام.. لتدير البلاد حكومة تصريف أعمال، فعلى مدار عام كامل تم تكليف ثلاثة شخصيات بتشكيل الحكومة، مصطفى أديب ثم سعد الحريري وأخيرا نجيب ميقاتي بعد فشل الأول والثاني في محاولات التأليف.
وكانت الحكومة اللبنانية قد حددت 5 أيام فقط مدة لإجراء تحقيق حول الانفجار، ولكن لم تتم محاسبة أي شخص حتى الآن، كما لم تستطع المؤسسة القضائية استدعاء المسؤولين لاستجوابهم في القضية بسبب رفض البرلمان رفع الحصانات عن المسؤولين لاستجوابهم.
أما بالنسبة لتعويضات أهالي الضحايا فيرى مراقبون أن السلطات لم تؤد واجباتها ليس لإفلاس الدولة فحسب وإنما لغياب سياسة منهجية، كتوحيد البيانات ومسح الأضرار وتقدير الخسائر.
وفوق كل ذلك يعاني لبنان من أزمة في الوقود والطاقة ونقص في المواد الغذائية والطبية وسط ارتفاعات غير مسبوقة في معدلات التضخم وانهيار العملة.
خسائر فادحة
نتج عن انفجار مرفأ بيروت خسائر فادحة وكثيرة أبرزها:
* مقتل 214 شخصاً وجرح أكثر من 6500 آخرين
* 300 ألف مشرد وعشرات المفقودين و800 إعاقة
*الأمم المتحدة تحدد حاجات لبنان بـ350 مليون دولار
*نفاد المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات وانقطاع كبير في التيار الكهربائي
* تضرر أكثر من 85 ألف مبنى سكني وتجاري ومؤسسي
*4 مليارات دولار خسائر مباشرة وملياران غير مباشرة
مخاوف من الاغتيال
أكد وزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي، أنه يخشى اغتيال قاضي التحقيق في حادثة مرفأ بيروت من قبل حزب الله.
وأوضح ريفي، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن السلطة القضائية حائرة بسبب اختطاف السلطة السياسية من حزب الله.
وأوضح أن الشبهات تدور حول حزب الله والنظام السوري بتخزين نترات الأمونيوم والتي تسببت في انفجار مرفأ بيروت.
وأشار إلى أن التحقيق الدولي سوف يساعد على استقلالية التحقيقات بشأن حادث انفجار مرفأ بيروت.
وشدد على أن حزب الله عميل إيراني في لبنان وكل الاحتمالات واردة في قضية انفجار مرفأ بيروت بما فيها اغتيال قاضي التحقيقات.
رهينة حزب الله
أكد عضو مجلس النواب اللبناني النائب وهبي قاطيشا، أن المتورطين بانفجار المرفأ لهم الأغلبية النيابية وهم رهينة بيد حزب الله وإيران.
وأوضح أن المسؤولين في مجلس النواب يرفضون رفع الحصانة عن بعض النواب لخضوعهم لتحقيقات في قضية مرفأ بيروت.
وأضاف أن مرفأ بيروت كان السبب في تدمير العاصمة اللبنانية والتي كانت من أجمل العواصم في العالم.
ضربة قاضية
أكدت الباحثة في الشؤون الاقتصادية جيسي طراد، أن انفجار مرفأ بيروت كان بمثابة الضربة القاضية للاقتصاد اللبناني.
وأوضحت أن لبنان كان يعاني من شح السيولة والعملات الأجنبية لكن تلك الأزمة تفاقمت أكثر بعد انفجار مرفأ بيروت.
وأشارت إلى أن حكومة حسان دياب المدعومة من حزب الله عانت من عزلة دولية ما ساهم في تدهور الاقتصاد اللبناني.
وشددت على أن قطاعات السياحة والنقل والإسكان كانت أكثر القطاعات التي تأثرت من انفجار مرفأ بيروت.
