في الذكرى الـ64 لثورة يوليو.. هكذا تحدث محمد نجيب عن الضباط الأحرار

«الضابط في بلد محتل ليس أكثر من مقاول أنفار».. جملة قالها قريب للواء أركان حرب محمد نجيب عندما أصبح ضابطا، وبعد وقت قصر تأكد من هذه الجملة بنفسه، لذا أصبح ثائرا.

نجيب .. ثورجي

ثورة 23 يوليو لم تكن ثورته الأولى التي شارك فيها، «سعد سعد يحيا سعد»، هكذا هتف نجيب، ولم ينس هذا الهتاف يوما، يتذكر جيدا كذلك أكوام الجثث في الطرق ويقول «هذا المشهد وحده يكفي لان أحزن على تاريخ مصر الذي تصور البعض أنه لم يبدأ إلا ليله 23 يوليو 1952».

في مذكراته التي حملت اسم «كنت رئيسا لمصر» قال: لا أدعي الاشتراك في ثورة 19، بل كانت محاولات تقرب، فقد ذهبت مع مجموعة من الضباط الصغار لبيت الأمة لإعلان تأييدنا لسعد، لم نخش محاكمتنا، لم نفكر في طردنا من الجيش «كل ما فعلناه كان ابسط شئ ممكن ان نفعله لمصر»، وكان احساسي بان ما فعلنا بسيط، وهو ما دفعني بعد عودتي للخرطوم للاشتراك في الجمعية السرية من الضباط الوطنيين بعدها تم اعتقالنا لكنها كانت فرصة للتعرف على أصدقاء الجمعية السرية التي لم يكن يعرفون بعضهم البعض.

عندما خدم في الحرس الملكي اقترب من فساد الحكم في مصر وعرف الكثير من الخبايا، وفي زياره لبيت الله طلب من الله ان ينهار عرش فاروق على يده وطلب من الله ان يظهره على العالم اجمع.

 

 من أجل الملك

2014-635385059559505118-950_main

محمد نجيب الذي استطاع بقيادته لثورة 23 يوليو أن يجبر ملك مصر على التنازل عن العرش استقال من أجله فيروي في مذكراته «استقلت في  فبراير 1942 عندما اقتحم الانجليز القصر الملكي وخيروا الملك ما بين التنازل عن العرش أو اختيار النحاس باشا رئيسا للوزراء فكتبت استقالتي وقلت فيها حيث انني لم استطع حمايه مليكي وقت الخطر فاني اخجل من ارتداء بذلتي العسكرية كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته لكن الملك اعاد الاستقالة واضطررت لسحبها بناء على رغبة زملائي».

لم يكتف بذلك بل أطلق على أول أبناءه اسم «فاروق» تيمنا باسم الملك، يقول عن ذلك «كنت اريد ان اسميه صلاح الدين الايوبي لكن زوجتي رأت تسميته فاروق على اسم الملك لجلب الحظ، وقتها قلت لها لو بهذا المبدأ فلنسميه جورج على اسم ملك انجلترا ليكون له حظا أوفر،  أكثر من مرة كنت اريد تغير اسمه لصلاح الدين لكن اسم فاروق كان قد التصق فيه رغم اعتراضي عليه، لكننا كنا نقول له احيانا يا صلاح الدين وأحيانا جورج».

حرب فلسطين هي الخطوة الأولي التي غيرت تاريخ مصر وغيرت قناعاته عندما اكتشفت أن العدو الرئيسي ليس اليهود وإنما الفساد الذي ينخر كالسوس في مصر الذي كان يتمثل في الملك وفي كبار القواد والحاشية وقال «كنت أول من قالها ان المعركه الحقيقية في مصر وليست في فلسطين».

الضباط الأشرار

نجيب .. أول من أطلق عبارة الضباط الأحرار على التنظيم الذي أسسه جمال عبد الناصر لكنه اعتذر عن هذه التمسية لأنها لم تكن اسما على مسمي «فهؤلاء لم يكونوا أحرارا وانما كانوا أشرارا كما اكتشفت فيما بعد انهم منحرفون أخلاقيا واجتماعيا هم كانوا في حاجه إلى قائد كبير ليس في الرتبة فقط بل في الأخلاق ايضا ليتواروا وراءه وكنت أنا هذا الرجل للأسف الشديد» هكذا يقول.

 

mohamed_naguib

 

يروي دخول للتنظيم فيقول: عندما أصبت في حرب فلسطين ونقلت لمستشفي العجوزة كان عبد الحكيم عامر يزورني كثيرا وفي يوم من الأيام جاء عامر ومعه عبد الناصر وعرفت يومها انه زعيم التنظيم، بعد عدة لقاءات اتفقنا على الخطوط العريضة ودعاني عبدالناصر إلى تنظيم الضباط الأحرار ووافقت.

وكانت البداية عندما قررت ترشيح نفسي لمجلس ادارة نادي الضباط لجس نبض الجيش واختبار مدي قوة الضباط الأحرار وتحدي الملك وحصلت على أغلبية ساحقة ولم يحصل الثلاثه الآخرون من منافسي الا على 58 صوتا.

ثورة 23 يوليو

عن يوم الثورة يقول «كان يعرف خطه الانقلاب عشرة من أعضاء اللجنة التنفيذية الباقي حدد لهم مهاما معينة حسب الخطة كان على بغدادي الاستيلاء على القاعدة الجوية في الماظه وكان على الشافعي وخالد محيي الدين الاستيلاء على سلاح الفرسان وكان على عبد المنعم أمين الاستيلاء على المدفعية وكان على الأخوين سالم الاستيلاء على قوات العريش كان عليا ان ابقي في منزلي حتي ينتهي الجزء الأول من الخطه وهو الاستيلاء على مقر القيادة.

وكانت ساعة الصفر هي الساعة الواحدة من صبيحة الأربعاء 23 يوليو مرت الدقائق علي كأنها أعوام وقطعت الوقت بقراءة القرآن وكانت عيناي على التليفون فكرت في أن ارتدي ملابسي وانزل للقيادة لكني تراجعت لأن الالتزام باي خطة هو السر الوحيد وراء نجاحها وخشيت ان يقبض علي قبل ان اصل للقياده فينتهي كل شيء.

بعد قليل اتصل بي من الإسكندرية وزير الداخلية محمد مرتضي المراغي قائلا اتوسل اليك كضابط وطني ان توقف هذا العمل وعندما سألته ماذا تقصد قال انت تعرف فأولادك بدأوا شيئا في كوبري القبة وان لم تمنعهم سيتدخل الإنجليز، بعدها تلقيت مكالمة مماثلة من وزير التجارة والصناعة ثم من رئيس الوزراء نجيب الهلالي في كل مرة انفي معرفتي بما يحدث، ثم جاءت مكالمة الصاغ جمال حماد يهنئني بنجاح المرحلة الأولي.

بعدها تحركت إلى كوبري القبة وكان أول من استقبلني اليوزباشي اسماعيل فريد وللتاريخ أقول ان يوسف صديق كان أشجع الرجال تلك الللية وكان هو الذي نفذ عملية الاقتحام والسيطرة على مقر القيادة وللتاريخ ايضا اذكر ان جمال عبد الناصر وعبدالحكيم عامر لم يقتربا من القيادة الا بعد الاستيلاء عليها.

أما أنور السادات فكان أكثر منهم ذكاء اذا دخل ليلتها السينما وتشاجر مشاجرة مفتلعة وحرر محضر بالواقعة حتي اذا ما فشلت الحركة نجح في الخروج منها».

ويستكمل: اتصل بي الفريق حيدر قائلا “اذا اوقفت الانقلاب الملك سوف يعينيك وزيرا للحربية ويغفر كل شيء”، وفي تمام الثامنة جاء للقيادة أول وسيط وكان عم الملكة ناريمان مصطفي صادق بك وقال ان الملك مستعد لإجابة جميع المطالب بشرط ان تستعطفه فرفضت وعاد مره اخري قال الملك موافق دون استعطاف فرفضت عاد مره ثالثه وقال يمكنك ان تؤلف حكومة عسكرية والملك موافق.

بعدها قابل الملك على ماهر ووافق على جميع مطالبنا لكن الموافقة جاءت متأخرة فقد قررنا عزل الملك وأرسلت له رسالة فيها «قد فوضني الجيش الممثل لقوة الشعب ان اطلب من جلالتكم التنازل عن العرش لسمو ولي عهدكم الأمير أحمد فؤاد على ان يتم ذلك في موعد غايته الساعة الثانية من ظهر اليوم السبت الموافق 26 يوليو 1952 ومغادرة البلاد قبل الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه».

nageb2jpg

يتذكر في كتابه اخر لقاء جمعه بالملك أثناء توديعه على يخت المحروسة وقتها قال له «كنا مخلصين للعرش ولكن أشياء كثيرة تغيرت، انت تعرف يا فندم انك السبب فيما فعلناه» وجاءت إجابة فاروق محيرة لتشغله طوال حياته «أنتم سبقتموني بما فعلتموه فيما كنت أريد أن أفعله»

وكان آخر جمله قالها فاروق قبل المغادرة «إن مهمتك صعبة جدا، فليس من السهل حكم مصر».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]