في الذكرى الـ44 ليوم الأرض.. فلسطين بين وبائي الاحتلال وكورونا

30 مارس من كل عام، يوم يخلّد فيه الفلسطينيون ومعهم العالم، ذكرى مصادرة الاحتلال الإسرائيلي لآلاف الدونمات في الجليل والمثلث والنقب، ما تسبب في اندلاع مظاهرات حاشدة، سقط فيها شهداء برصاص قوات جنود الإحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو 300 معتقل.

والشهداء هم: خير أحمد ياسين، خديجة قاسم شواهنة، رجا حسين أبو ريا، خضر عيد محمود خلايلة، محسن حسن سيد طه، ورأفت علي زهدي.

وتأتي ذكرى يوم الأرض هذا العام في ظل انتشار فيروس كورونا الذى هدد الفلسطينيين و البشرية جمعاء، ورغم ذلك الخطر يتمسك الفلسطينيون بإحياء هذه الذكرى  في مواجهة آليات التغول والتهويد الاستيطاني الإسرائيلي.

بداية يوم الأرض
وتعود بداية الأحداث إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية برئاسة إسحاق رابين عام 1975عن خطة لتهويد منطقة الجليل؛ بهدف بناء تجمعات سكنية يهودية على أرض تعود ملكيتها للمواطنين العرب الفلسطينيين الذين يمثلون الأغلبية في هذه المنطقة، تحت مسمى (مشروع تطوير الجليل).

وفي هذا السياق، صادقت الحكومة الإسرائيلية في 29 شباط 1976 على مصادرة 21 ألف دونم تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينيين من بلدات سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد؛ لتخصيصها لبناء المزيد من المستوطنات؛ علماً بأن السلطات الإسرائيلية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 1948 حتى 1972 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث؛ إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 1948.

وفي أعقاب قرار المصادرة، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أُجري في مدينة الناصرة في 18 تشرين الأول 1975 لبحث آخر التطورات، وسبل التصدي لعملية المصادرة؛ واتفقوا على إعلان إضراب عام وشامل لمدة يوم واحد في 30 آذار 1976.

وسارعت السلطات الإسرلائيلية في 29 آذار 1976 إلى إعلان حظر التجول على قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وطمرة ، وكابول من الساعة الخامسة مساءً. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن جميع المظاهرات غير قانونية؛ وهددت بإطلاق النار على المنظمين، بهدف منع تنفيذ الإضراب.

ورغم التهديدات الإسرائيلية، عم الإضراب كافة التجمعات السكانية الفلسطينية من الجليل شمالًا، إلى النقب جنوبًا، وخرجت المسيرات العارمة المندده والرافضة لقرار مصادرة الأرض، فكان الرد الإسرائيلي لكسر الإضراب، عسكري دموي بقيادة الجنرال “رفائيل إيتان”، إذ اجتاحت قواته، المدعومة بالدبابات والمجنزرات، القرى والبلدات العربية الفلسطينية، وشرعت بإطلاق النار عشوائياً، ليرتقي 6 شهداء، أربعة منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة، وأُصيب العشرات بجراح.

الاحتلال يسيطر على أكثر من 85% من أرض فلسطين

بلغ عـدد الفلسطينيين المقدر في نهاية عام 2019 حوالي 13 مليون، حوالي 5 مليون منهم يعيشون فـي دولة فلسطين، وحوالي 1.597 مليون فلسطيني في أراض 1948، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6 مليون فلسطيني، في حين بلغ عدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية حوالي 727 ألفاً، ويستغل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 85% من المساحة الكلية لأرض فلسطين التاريخية.

وتجدر الإشارة إلى أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا فقط 1,682كم2 وتشكل ما نسبته 6.2% من أرض فلسطين التاريخية.

مصادرة مستمرة  للأراضي

استغل الاحتلال الإسرائيلي تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو (أ، ب، ج) لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة (ج) والتي تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأمن والتخطيط والبناء، حيث يستغل الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر ما نسبته 76% من مجمل المساحة المصنفة (ج)، تسيطر المجالس الإقليمية للمستعمرات على 63% منها، فيما بلغت مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية (تشمل المساحات المغلقة والمخصصة لتوسيع هذه المستعمرات) نحو 542 كم2 كما هو الحال في نهاية العام 2019، وتمثل ما نسبته حوالي 10% من مساحة الضفة الغربية.

فيما تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع والذي عزل أكثر من 10% من مساحة الضفة الغربية،  وتضرر ما يزيد على 219 تجمع فلسطيني من إقامة الجدار.

وتشير البيانات إلى وجود نحو 2,700 منشأة معزولة بين الجدار والخط الأخضر ونحو 5,300 منشأة متضررة من إقامة الجدار، بالإضافة إلى نحو 35 ألف أسرة متضررة من الجدار، ناهيك عن وجود نحو 67 ألف فلسطيني في مباني معزولة بين الجدار والخط الأخضر، مما يحرم الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم.

كما ويضع الاحتلال الإسرائيلي كافة العراقيل لتشديد الخناق والتضييق على التوسع العمراني للفلسطينيين خاصة في القدس والمناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية، والتي ما زالت تقبع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة.

حملة رقمية لإحياء ذكرى يوم الأرض

ودعت لجنة المتابعة للجماهير العربية في فلسطين المحتلة 48، كل الفلسطينيين إلى التفاعل مع فعالياتها لإحياء الذكرى الـ44 ليوم الأرض الخالد، التي تحل اليوم الإثنين، وفي مركزها مظاهرة رقمية إلكترونية، وأيضا فعاليات في المنازل، نظرا للظروف الصحية المحلية والعالمية.

وقال رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية محمد بركة، إن لجنة المتابعة قررت أن تتمحور النشاطات في يوم الأرض هذا العام حول التصدي لصفقة القرن الأمريكية- الصهيونية التي تستهدف أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم وتستهدف حقوقهم الوطنية والفردية والإنسانية”.

وتابع: “بسبب الأوضاع التي فرضها انتشار كورونا على البشرية، وعلينا ضمنها، أطلقنا حملة رقمية على الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي تشمل، حدّث على الفيس بوك وغيّر صورة البروفايل في قالب موحد، والبث المباشر على الصفحات الشخصية لما نقوم به في كل بيت فلسطيني، بالإضافة إلى رفع أعلام فلسطين على الأسطح أو النوافذ، وإطلاق نشيد موطني أو “سنرجع يوما” (حيث أمكن).

في ذكرى يوم الأرض فلسطين بين وباءَين

وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن فلسطين اليوم بين وباءَين، فبينما يواجه شعبنا كله فايروس كورونا، ويناضل من أجل التخلص من هذه الجائحة للحفاظ على الحياة البشرية باعتبارها الشرط الأول لكل ما عداه، فهو بالتصميم نفسه يواجه جائحة الاحتلال الاستعماري بروح متوثبة وعزيمة عصية على الانكسار، مُجذراَ وجوده الصامد على أرضه التاريخية التي سيبقى حقه فيها خالداً مهما بلغ النهب مداه.

وتابع عريقات: “نستقبل ذكرى يوم الأرض الخالد هذا العام، لتؤكد لنا أن الأرض هي محور الصراع بين شعبنا وبين الحركة الصهيونية التي تسعى بكل الوسائل إلى نفي التاريخ وتزوير الحقيقة لتكريس مقولتها الكاذبة “شعب بلا أرض لأرض بلا شعب”.

وأضاف: ” ولعل المجابهة الدرامية بين البشرية جمعاء وبين وباء الكورونا لا تكاد تخفي عن الأنظار الجهد المحموم المتسارع الذي تقوم به حكومة نتنياهو وكارتيلات الاستيطان وعصابات المستوطنين والشركات المنتفعة من مشروعهم الاستعماري، من أجل تعجيل نهب الأرض والدفع قدماً بمشاريع التوسع الاستيطاني، وبخاصة في مناطق استراتيجية كالمشروع الاستيطاني “إي 1″ أو في الغور الفلسطيني”.

تحرير الأرض

حركة حماس من جهتها قالت: “ذكرى يوم الأرض هذه المرة تأتي وقد عصفت بالبشرية كلها جائحة المرض الفتّاك” فيروس كورونا”، إلا أن الاحتلال المجرم يحاول انتهازها ليواصل اعتداءاته على الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني، بل إنه وبذريعة هذه الظروف يستمر في قضم المزيد من الأرض، ويستولي على المزيد من الجبال والتلال ليزرع فيها بذور سرطانه الاستيطاني المقيت.

وأكدت حماس على أنه لا طريق لتحرير الأرض والإنسان سوى طريق المقاومة، ولا مستقبل للمساومة، ولا بقاء للاحتلال، ولا انتصار للعدوان، مجددة رفضها الواضح والصريح لصفقة القرن، وما تسعى إليه من شرعنة للاحتلال، وفي السياق ذاته نرفض ما يُسمى بقانون “يهودية الدولة” الذي أقره الاحتلال، ويحرم الفلسطينيين من حقوقهم القانونية والسياسية كأصحاب أرض ووطن في فلسطين التاريخية.

بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، على رفضها كل أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، ودعت إلى تفعيل عمل لجان مواجهة التطبيع والمقاطعة للكيان الصهيوني، مجددة رفضها لكل مشاريع تصفية القضية والتي آخرها صفقة ترامب، وانها ستواصل العمل مع كل مكونات الشعب الفلسطيني وقواه وتياراته وبكل الوسائل للتصدي لها وإسقاطها.

وأوضحت حركة الجهاد أن مناسبة يوم الأرض تحولت إلى مناسبة وطنية جامعة ونقطة انطلاق للعمل الوطني، وأن مسيرات العودة جاءت لتؤكد على دلالات هذا اليوم كرمزٍ للوحدة الوطنية والعمل المشترك وصلابة الموقف في التصدي للاحتلال وتجسيداً لحق العودة الذي لا يقبل الشطب أو الإلغاء.

وفي السياق ذاته، دعت الجبهة الشعبية إلى العمل على تعزيز صمود أبناء شعبنا في أراضيهم وبيوتهم، وتوفير متطلبات كل ما يعزز هذا الصمود وطنيًا واجتماعيًا”.

وفي بيانٍ صادر عنها، لمناسبة يوم الأرض الخالد، أكّدت الجبهة على أنّ “تعزيز صمود أبناء شعبنا في أرضهم يرقى- في هذه المرحلة التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية لخطر التصفية الجدّي- إلى أولوية وطنية تتقدم على ما عداها؛ خاصة وأن عنوانيْ الأرض والوجود يشكلان محورًا رئيسيًا في المواجهة مع المشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية والتصفوية، التي يمكن أن تتسارع خطواتها في ظل الاتفاق على تشكيل حكومة طوارئ- صهيونية- سيكون أحد أهم مهماتها استكمال تطبيق بنود صفقة القرن”.

وقالت الشعبية، إن حماية الأرض والدفاع عن الوجود واستمرار النضال الوطني من أجل انتزاع حريتنا واستقلالنا وعودة لاجئينا، يتطلب أن نشرع سريعًا بطي صفحة الانقسام وتحقيق وحدتنا الوطنية، بالاستناد إلى استراتيجية وطنية شاملة وموحدة، ركيزتها التمسك بالمقاومة بكافة أشكالها باعتبارها الخيار المجدي في إلحاق الخسائر بالعدو على طريق هزيمته وتحقيق انتصار شعبنا”.

رفع العلم الفلسطيني

من جهته، أكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، أنه في ظل انشغال العالم بمواجهة فيروس كورونا، و إعلان حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية لمواجهة هذا الوباء الخطير ، ستقتصر إحياء الذكرى (44) ليوم الأرض، على رفع العلم الفلسطيني من فوق أسطح المنازل، والتأكيد على التمسك بالحقوق والثواب الفلسطينية، وفضح الممارسات الإسرائيلية وجرائمها بحق شعبنا الفلسطيني من خلال شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي، والمنابر الإعلامية، والقنوات الدبلوماسية الفلسطينية، وذلك.

ولفت إلى أن حكومة الاحتلال واليمين الإسرائيلي لا تزال تواصل جرائمها العنصرية في مصادرة الأراضي الفلسطينية، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية، وترحيل الفلسطينيين منها مستغلة انشغال العالم بمواجهة فيروس (كورونا)، والتي تأتي في إطارها الصفقات المبرمة بين الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، وخصوصاً تحالف نتنياهو- غانتس للسيطرة على الأرض الفلسطينية، بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، وشمال البحر الميت، وجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، وتمرير (صفقة القرن) الأمريكية.

استمرار المسيرة
ومعركة الأرض لم تنته في 30 آذار 1976؛ بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ونستطيع أن نقول أن كل الأيام الفلسطينية هي بمثابة “يوم الأرض”؛ ففي كل يوم تصادر حكومة الاحتلال العنصرية الأرضي الفلسطينية، وتبني المستوطنات، وتهدم المنازل وتهجر السكان.

ورغم مرور ( 44 عاما) على هذه الذكرى، لم يمل فلسطينيو أراض 48، من احياء “يوم الأرض”، ويؤكدون أنه شكل انعطافة تاريخية في مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم منذ نكبة 1948.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]