في الساحة الحمراء.. بوتين يستعرض قوته ويوظف التاريخ
رصدت الدوائر السياسية والعسكرية في الغرب، رياح الحرب في اوكرانيا وهي تهب على الساحة الحمراء في موسكو، خلال العرض العسكري الكبير الذي أقيم اليوم الاثنين، بمناسبة الذكرى الـ77 للانتصار على النازية في الحرب الوطنية العظمى.. وكعادتها في 9 مايو/ آيار من كل عام، شهدت الساحة الحمراء اليوم عرضا عسكريا كبيرا، ومن اللافت أنه شارك في هذه المرة عسكريون من الوحدات التي تقاتل على جبهات العملية الخاصة في أوكرانيا، وشارك في العرض 11 ألف عسكري و131 قطعة من المعدات العسكرية، بينما ألغي الجزء الجوي من العرض في آخر لحظة بسبب الأحوال الجوية السيئة.
- كانت الحرب في أوكرانيا، محور كلمة الرئيس بوتين، وقال: نحن فخورون بجيل النصر الأبي الباسل وواجبنا هو الحفاظ على ذكرى أولئك الذين سحقوا النازية..وأضاف: إن الناتو بدأ يزحف نحو أراضي جوار روسيا عسكريا، مقتربا من حدودها، وكل الدلائل كانت توحي بأن الصدام مع النازيين الجدد أمر لا مفر منه.. وروسيا صدت العدوان بشكل استباقي، وأن ذلك كان قرارا اضطراريا اتخذ في الوقت المناسب وهو كان القرار الصائب الوحيد.. وقال مخاطبا الجنود الروس: أنتم تقاتلون من أجل الوطن والمستقبل، كي يكون العالم خاليا من الجلادين والنازيين.
بوتين استعرض قوته ووظف التاريخ
وتشير الدوائر السياسية والإعلامية في الغرب، إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعرض قوته، ووظف التاريخ في حربه على أوكرانيا، معتبرا أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا استكمالا للصراع ضد النازية.. وذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أن هناك محاولة لإعادة كتابة التاريخ الروسي ليتلاءم مع فكر سيد الكرملين «بوتين».. وتناولت الصحيفة تحديدا معرض «النازية العادية» الذي يستضيفه متحف «النصر» المخصص للحرب العالمية الثانية في موسكو، وهو معرض يسعى للموازاة بين النازية وأوكرانيا اليوم.
- ويؤكد سياسيون ومراقبون في موسكو، أن الرئيس بوتين ألمح في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية ليوم «الانتصار على النازية»، أن روسيا تواجه الغرب في أوكرانيا، وأن القرار قد اتُّخذ في لندن وواشنطن بأن لا تنتهي هذه الحرب إلا بعد تحقيق فوز حاسم وشامل على روسيا.. وكان محللون روس كتبوا منذ شهر تقريبا، أن التركيز الأمريكي على الصين عملية مخادعة، فالهدف يبقى روسيا
الصدام مع النازيين كان حتميا
المناخ العام الذي خيم على احتفالات روسيا بالذكرى الـ77 للنصر في الحرب الوطنية العظمى، كان يستدعي مشاهد من التاريخ، وهو ما حرص عليه الرئيس بوتين موضحا «أن جنود الجيش الروسي يقاتلون من أجل الوطن والمستقبل، وفي أرضهم حيث حارب أسلافهم معشر الأعداء.. وان روسيا كانت تدعو الغرب إلى حوار نزيه لكن دول الناتو لم ترغب في سماعها، وبدأ الحلف الزحف عسكريا إلى مناطق جوار روسيا، وكانت هناك استعدادات لشن هجوم على شبه جزيرة القرم.. ولذلك فإن الصدام مع النازيين الجدد كان أمرا لا مفر منه»
حرب لا يعرف أحد نهايتها
حين سُئلت فيونا هيل، كبيرة مديري الشؤون الأوروبية والروسية في مجلس الأمن القومي الأمريكي حتى وقت قريب، الأسبوع الماضي إذا ما كان القول إن قيام حرب عالمية جديدة احتمال بعيد، فإنها أجابت بصورة مباشرة قائلة: «نحن بالفعل في هذه الحرب، ونحن فيها منذ بعض الوقت».. لكن ما حدث في الأسابيع التسعة الماضية له بالفعل عواقب زلزالية – ستزداد موجاتها الصدمية أقوى وأكثر خطورة خلال الصيف بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بعيدًا عن الخطوط الأمامية وبعيدًا عن أوكرانيا نفسها، بحسب تقديرات بيتر فرانكوبان، الأستاذ في جامعة أوكسفورد، موضحا أن الآثار الزلزالية للحرب يمكن رؤيتها في كل مكان.
بوتين لاعب بوكر ممتاز
في الغرب، يخشون من اتساع الحرب خارج أوكرانيا، وفي روسيا حذر بوتين من اللجوء إلى السلاح النووي، ولكن خارج هذه الاحتمالات، سيبقى الدعم الغربي لأوكرانيا تحت سقف منع الانفجار العام. وكما يقول ضابط بريطاني كبير لشبكة «BBC»: «ما نحاوله هو تقديم كل مساعدة ممكنة لأوكرانيا باستثناء الحرب العالمية الثالثة، إلا أن المشكلة أن بوتين لاعب بوكر أفضل منّا». إلا أن في موسكو وجهات نظر أخرى قد تؤكد أفضلية بوتين كلاعب بوكر على حافة الهاوية النووية، بحسب المحلل السياسي اللبناني، طوني فرنسيس، لكن العالم دخل فعلياً في عصر حرب عالمية لا يعرف أحد مآلاتها.