في «السماء على نحو وشيك» لعزت القمحاوي.. للحقيقة وجوه عديدة

في مجموعته القصصية «السماء على نحو وشيك» لا يعتمد المؤلف على السرد التقليدي المسطح لأحداث من وحي الخيال أو حتى مستوحاة من الواقع، لكنه يسعى إلى تفجير شحنات عاطفية مكبوتة وأفكار جامحة في داخل النفس البشرية من خلال مواقف حياتية معتادة.

وتضم المجموعة، التي يطلق عليها المؤلف وصف «روايتان قصيرتان وخمس قصص»، سبع قصص قصيرة فتبدأ بقصة أطول نسبيا عنوانها «شكر الله سعيك» ثم خمس قصص قصيرة، وتختتم بما يصفه الكاتب بأنه رواية قصيرة ثانية عنوانها «عزيزنا الضيف».

والمجموعة القصصية عبارة عن عدد من المواقف يعيشها الإنسان، لكن كل فرد منا يراها من منظوره الخاص. وباختصار يقدم للحقيقة أوجها عديدة تختلف باختلاف الشخص الذي يعيشها والعين التي تراها.

ويستخدم المؤلف أدوات كثيرة منها القدرة الواضحة على اقتحام النفس وتحويل داخلها المحسوس إلى شيء ملموس تكاد تقبض عليه بيدك وأنت مستغرق في القراءة، علاوة على ذلك فاللحظة عند الكاتب طويلة جدا بل إنه يقبض على الساعة الزمنية «غير البيولوجية» للقارئ، فيوقفها برهة من الزمن ويعيدها أحيانا إلى الوراء ويستشرف في أحيان أخرى أزمنة طويلة قادمة، كل ذلك في آن واحد في موقف حياتي بسيط لكنه مُعقد «سيكولوجيا».

ويتعمد الروائي عزت القمحاوي، في مجموعته القصصية ألا يعطي معظم شخوص قصصه أسماء ولا يحدد لهم أماكن ربما لتعميم هذه الشخصيات، إذ أن المواقف التي نعايشها مع الكاتب مواقف مألوفة تحدث وتتواتر مع جميع البشر باختلاف شخصياتهم وطبائعهم وبلادهم.

في الرواية الأولى لا يقص القمحاوي، ولا يحكي بل يستولد من نظرة العين آلاف المشاعر ومن الخاطرة عشرات الخواطر الوليدة، فبطل الرواية ساكن المدينة يعود إلى القرية لتشييع جثمان أخيه الذي كان مريضا بالسرطان.

يضعنا المؤلف في حالة من الحيرة فمرة نتعاطف مع الرجل ومرة أخرى نشعر بالحياد إزاءه وتارة ثالثة بتأنيب الضمير خاصة عندما يعاتب ساكن المدينة نفسه على ما اعتبره تقصيرا في حق أخيه في مرضه. وينقلنا بعد ذلك إلى الإحساس القوي بالغربة في القرية التي هي موطنه الأصلي.

أما القصص الخمس التي تتوسط الروايتين فهي عبارة عن «مواقف» أو «لحظات» لكنها لحظات ثرية رغم قصرها، أولها تحمل عنوان «الموقد» فيجعل الكاتب من فرحة امرأة عجوز أرملة بموقد جديد حدثا هائلا تتمحور حوله كثير من أحداث الحياة.

وفي قصة «إنه الخريف» يستفيض الكاتب في تكثيف اللحظة التي يفترض أنها لحظة عابرة. فهذا راكب التاكسي الذي تدور في رأسه مئات المعارك مع الغبار الذي يلف المدينة والذي يرتبط بتغير المناخ.

وفي قصة أخرى بعنوان «يطارد الغبار» يعود الرجل إلى شقته المهجورة بعد طول غياب مُتسائلا «هل كانت غيبتي طويلة إلى حد تبجح الأشباح» ليجد «قطة مستلقية فرشت أثداءها لستة رضع.. لم تجد أمانا في هذا العالم إلا خلف إصيص»

القصة الرابعة بعنوان «وحدهما» تحفل بخواطر رجل في ليلة زواج أصغر الأبناء.. ليقر في نهايتها لزوجته «عدنا اثنين كما بدأنا لكننا الآن غير قابلين للزيادة.. مد لها يده يساعدها على الوقوف.. تساندا وسارا باتجاه الغرفة»

القصة التالية «عتمة صباحية» عن قصة صداقة بين رجل ويمامة، اختارت شباك غرفته لتبني عشها وتضع بيضها، وهو «لا يعرف إن كان يريد لهذه الأسرة أن ترحل بعد أن اعتاد وجودها»..

أما «مقعد في الحديقة» فهي عن لحظة سفر. ليست لحظة فراق حبيب لحبيبته لكنها لحظة سفر رجل كهل أنضجته الأيام وامرأة شابة يرى في عشقها حرجا له، فيما تنظر هي إلى هذه العلاقة بنظرة مختلفة تماما.

الرواية الأخيرة «عزيزنا الضيف» مسافر آخر يحاول أن يواصل الحياة في السفر كما كان يفعل في الشباب، يسعى لاصطياد امرأة ينشغل بنظرات نزيلة من نزيلات الفندق، لكن سرعان ما يتحول مصدر السعادة إلى التلذذ بوحدته و«عريه» منفردا في الغرفة، قبل أن يقوده الملل في نهاية المطاف إلى قرار المغادرة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]