أكدت تقارير صحفية لبنانية رسمية، إبلاغ إدارة شركة «نايل سات» المصرية لبيروت قرارها بوقف بث قناة «المنار»، التابعة لحزب الله اللبناني، لمخالفتها العقد وبث برامج «تثير النعرات الطائفية»، بالترافق مع وقف البث من منصة «جورة البلوط» في خطوة عربية إضافية نحو لبنان، الذي تشهد علاقته بالمنطقة توترات واضحة منذ تصنيف العديد من الدول لحزب الله على قوائم الإرهاب.
واستمر الغموض في بيروت بشأن أسباب القرار، وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن إدارة «نايل سات» أبلغت وزارة الاتصالات اللبنانية بضرورة وقف بث قناة المنار اعتبارا من صباح أمس، الثلاثاء، بسبب «مخالفة القناة للاتفاق الموقع معها، وبث برامج تثير النعرات الطائفية والفتن».
كما أرسلت كتابا آخر أبلغت فيه الوزارة عن اضطرارها لوقف البث من مركز «جورة البلوط» اللبناني، اعتبارا من اليوم الأربعاء، بسبب انتهاء العقد الموقع مع الدولة اللبنانية منذ العام 2015.
ومن جانبه، أكد وزير الإعلام اللبناني، رمزي جريج، أن «هناك اتفاقا بين المنار ونايل سات، وإذا تم فسخه يتحمل الفريق المخطئ مسؤولية هذا الفسخ»، وفق تعبيره، ولكنه رأى أن تزامن الخطوة تجاه المنار مع وقف البث من «جورة البلوط» يدعو إلى «طرح علامة استفهام».
ووعد الوزير بإجراء اتصالاته اليوم، الأربعاء، مع مدير المجلس الأعلى للإعلام المصري ومع رئيس مجلس إدارة «نايل سات» للمطالبة بإرجاء تنفيذ قرار وقف البث الفضائي عبر «جورة البلوط»، مؤكدا أنه «لن يوفر جهدا في سبيل حماية القنوات التليفزيونية اللبنانية».
صحيفة «السفير» اللبنانية، المقربة من حزب الله، حاولت الحصول على رد من مدير عام قناة «المنار»، إبراهيم فرحات، لكن الأخير فضل عدم التعليق بانتظار المفاوضات بين الجانبَين اللبناني والمصري، لكنّه أكّد أنّ القناة، «ستستمرّ بالبثّ عبر أقمار أخرى، منها القمر الروسي».
ويأتي القرار من «نايل سات» بعد أشهر على قرار مماثل من «عرب سات»، التي أوقفت بث المنار، ونقلت الباقة اللبنانية بكاملها إلى خارج لبنان، معتبرة أن الأمر مرتبط بـ«قرار استراتيجي مبني على اعتبارات تجارية بحتة».
وأشارت صحيفة الميادين اللبنانية، إلى «هنا المنار» لم يسكتها عدوان صهيوني، ولن يسكتـها حقد جاهلي، هي المنار مهما اتسع الفضاء أو ضاق، برؤية واضحة ومهنية عالية، وأن الإصرار على استهداف قنوات بعينها يعبر عن سياسة منظمة وموجهة وخطرة، داعية الاعلام العربي والعالمي الحر إلى «التفكير جدياً في استراتيجية جديدة بديلة».
وفي السياق ذاته، أكد مدير عام قناة «إن بي إن» قاسم سويد، أنّ القناة لا تبثّ عبر أيّ قمر آخر سوى «نايل سات»، وبالتالي سيلحق بها ضرر كبير في حال قطع البثّ من جورة البلوط.
وأشار سويد إلى أنّ إدارة «نايل سات» أبلغت وزارة الاتصالات بأنّ السبب في وقف بثّ «إن بي إن» و«تليفزيون لبنان» و«الجديد» يعود إلى «عدم تسديد الوزارة مبالغ التعاقد مع القمر منذ مدّة، لكنّ الوزارة لم تتخذ الإجراء المناسب في حينه».
ولفت وزير الإعلام رمزي جريج إلى أنّه يجري اتصالات مع رئيس مجلس إدارة «نايل سات»، ومع السفير المصري في لبنان، ومع جهات حكوميّة مصريّة، لفهم أسباب هذا الإجراء «المفاجئ»، واستغرب جريج قيام «نايل سات» بتبليغ لبنان قراراً بهذه الخطورة قبل 48 ساعة فقط من تنفيذه، مؤكّدا أنّه سيقوم بكلّ ما يتطلّبه الأمر لحماية القنوات اللبنانيّة.