في تطور مفاجىء.. «تمزيق صور سليماني» في طهران ومطالب برحيل خامنئي 

يبدو أن الطائرة الأوكرانية هزّت طهران، بتطور مفاجىء وصادم وغير متوقع، تصدعت معه «المحرمات» السياسية داخل الشارع  الإيراني، مع  تمزيق صور قاسم سليماني، والمطالبة برحيل خامنئي.

ولم تخف وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، التطورات «المفاجئة والصادمة» والمتلاحقة داخل إيران، وقالت، إن محتجين إيرانيين رددوا هتافات ضد السلطات العليا للبلاد في  طهران، أمس السبت، وذلك عقب إقرار إيران بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية.

وأكد تقرير وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية أن المتظاهرين في الشارع مزقوا أيضاً صوراً لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني

• والمفاجأة الثانية، بحسب مراقبين في طهران، أن وكالة فارس، التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من«الحرس الثوري»، عرضت  صوراً لمجموعة من المتظاهرين، وصورة ممزقة لسليماني، وذكرت الوكالة الإيرانية أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص.

شعارات غاضبة كسرت حاجز «المحرمات السياسية»

وصورة المشهد العام في طهران،كشفت عنها تقارير مسربة من داخل إيران تقول، إن  المحتجين الإيرانيين أطلقوا في شوارع  طهران شعارات معادية لمرشد الثورة الإيرانية، «علي خامئني»، وأن الطلاب المتظاهرين  أمام جامعة «أمير كبير»، رددوا شعارات ساخنة وحادة، وبعضها تجاوز السقف كثيرا، وغير مسبوقة : «نعم لإقالة المسؤولين غير الأكفاء» .. و«اخجل من نفسك أيها الحرس الثوري ودع البلاد وشأنها».. و«لم نقدم الضحايا لنتصالح ونعبد المرشد القاتل».. و«استقيل يا عديم الشرف».. و«الموت للكاذبين».. مما أثار تساؤلات الدوائر السياسية والإعلامية في الغرب عن الدوافع الحقيقية لإنفلات مشاعر الشارع الإيراني وتحطيم محرمات سياسية في توقيت مفاجىء ارتبط فقط باعتراف السلطات الإيرانية باسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ !.!

• كانت تجمعات المتظاهرين داخل الشارع ىالإيراني، قد احتشدت بعد الاعتراف الرسمي، بأن الطائرة الأوكرانية أسقطت في إيران «عن غير قصد، ونتيجة خطأ بشري»، وأنها دخلت بطريقة خاطئة في دائرة «هدف معاد» بعد اقترابها من «مركز عسكري حساس» تابع للحرس الثوري، الأمر الذي أدى إلى استهدافها.

والملاحظة الثانية، الجديرة بالمتابعة والرصد، أن  هذه التظاهرات الصاخبة انطلقت  بعد مشاركة آلاف الإيرانيين في تشييع جثمان قاسم سليماني، وفي تدافع بشري أدى إلى مقتل 35 إيرانيا وجرح 48 آخرون أثناء مراسم  التشييع في مسقط رأسه، مدينة كرمان جنوب شرقي إيران.

ثم توالي خبر نفي إيران  على مدى أربعة أيام، أن صاروخاً أصاب الطائرة، وهي من طراز «بوينج 737 – 800»، الأربعاء الماضي، بعد قليل من إقلاعها من مطار بالعاصمة الإيرانية «طهران» ، مما أدى إلى تحطمها ومقتل كل من كانوا على متنها، وعددهم 176 شخصاً، وذلك في مشهد قال عنه ، قائد القوة الجو فضائية بـ «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زادة: «كنت أتمنى الموت ولا أشاهد مثل هذا الحادث».

واقعة تحمل دلالات خطيرة على الصعيد الإيراني

تظاهرات طهران «المفاجئة والحادة» فجرت هواجس قلق السلطات الإيرانية، مع تحليل دوافع تمزيق صور قائد الحرس الثوري الذي يُعد «بطلا وشهيدا» في الشارع الإيراني، وأيضا المطالية  برحيل المرشد الأعلى «خامئني».

ويرى المحلل السياسي الروسي، أندريه ستيبانوف، ان ما حدث أمس من تمرزيق صور وهتافات جارحة ضد المرشد الأعلى الإيراني، تمثل سابقة تعكف السلطات الإيرانية على رصدها وتحليلها، لما لها من تداعيات مستقبلية، وإن كانت الشرطة الإيرانية تدخلت وفرقت المتظاهرين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع. إلا أن «الحالة تشي بالكثيرمن الدلالات الخطيرة»، وهي واقعة لم تكن متوقعة إيرانيا وخاصة في ظل الظروف والمجريات الراهنة بعد مقتل سليماني والذي ينظر إليه كـ «طل إيراني» !

تغريدة ترامب

السلطات الإيرانية بادرت باتهام الولايات المتحدة الأمريكية، بينما أكد محللون إيرانيون، أن ما حدث بفعل تدخلات أمريكية في دائرة المواجهة والحرب الخفية، وهي «تلعب بأصابع عملاء لها»..وأشاروا إلى ما يؤكد توقعاتهم، بتغريدة نشرها  الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باللغة الفارسية، أنه وإدارته سيواصلان دعم المحتجين في إيران، ضد سلطات البلاد، مؤكدا أن «شجاعتهم ملهِمة».

وتابع ترامب: «للشعب الإيراني الباسل الذي عانى لفترة طويلة، أؤيدكم منذ بداية رئاستي، وإدارتي ستواصل دعمكم، ونتابع عن كثب احتجاجاتكم.. إن شجاعتكم ملهِمة».