تحل اليوم الذكرى 34 لاغتيال الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، نائب القائد العام لقوات الثورة ورئيس القطاع الغربي المسؤول عن العمليات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت إسرائيل قد اغتالت أبو جهاد فجر السادس عشر من شهر أبريل عام 1988 في حي سيدي بوسعيد في تونس، بعد تسلل فرق قوات كوماندوز لتنفيذ مهمة الاغتيال.
وما من فلسطيني إلا ويستحضر ذاكرة حضور “أبوجهاد” الذي ملأ المسار الفلسطيني بالعمليات النوعية الفدائية داخل إسرائيل.
وكان أبوجهاد الرجل الثاني، بعد ياسر عرفات، ومسؤول القطاع الغربي الذي يدير العمليات في الأراضي المحتلة في حينها.
ومن بين العمليات التي نفذها، عملية “سافوي” الشهيرة في تل أبيب التي نُفذت عام 1975، والتي تمكّن من خلالها “أبوجهاد” من اختراق جدار تل أبيب الأمني، وهي العملية التي جاءت للرد على اغتيال كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار.
وكان خليل الوزير هو العقل المدير لمعظم العمليات التي أرهقت اسرائيل، وخرج من لبنان مع رفيق دربه ياسر عرفات متوجهاً إلى تونس في أعقاب الاجتياح الاسرائيلي وحصار بيروت 1982.
وكانت تونس المكان الذي أجبرت الثورة الفلسطينية على أن تكون فيه ومن هناك بدأت منعطفات فدائية قادها “أبوجهاد”.
ففي شهر مارس 1988، استيقظ العالم على عملية قد تكون الأولى من نوعها، إنها عملية مفاعل “ديمونة الذري” في النقب، والتي حاولت اختراق أسوار المفاعل بعد اختطاف حافلة للعاملين فيها لاستبدالهم بمعتقلين فلسطنيين، لكن قوة اسرائيلية اقتحمت الحافلة واستشهد منفذو العملية.
إلا أن هذه العملية لم تكن كسابقاتها بالنسبة لإسرائيل، لذا عملت على التخلص من “أبو جهاد”، واتخذت حكومة اسحاق شامير القرار بشأن اغتياله باعتباره المسؤول عن العملية ومهندس الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي اشتعلت في الضفة وغزة 1987.
وكلّف شامير الموساد والوحدات الخاصة والمارينز لتنفيذ جريمة اغتيال”أبوجهاد”، فيما تأخر اعتراف تل أبيب بشأن اغتياله، وفيما بعد قال إيهود باراك الذي كان نائبا لهيئة رئيس الاركان، إن وحدات عسكرية قطعت خطوط الدم التي رسمها “أبوجهاد”.
وقتها قطعت القوارب المطاطية 2300 كيلو متر نحو الشواطئ التونسية وكان نحو 24 شخصاً قد تناوبوا على توجيه الرصاص نحو “أبوجهاد” كي يتأكدوا من اغتياله.
وانتظر عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مخيم “اليرموك” في دمشق بانتظار جثمان ونعش “أبوجهاد”، الذي طالما وصفوه بمرحلة فلسطينية فريدة قائمة بحد ذاتها.
ومع غياب “أبوجهاد” غاب جزء من قضية اسمها فلسطين.. فهل هناك من يملأ الفراغ؟.. لعله سؤال حاضر في حضرة غياب الحقوق الفلسطينية حتى الآن.
