في ذكرى اكتشافه.. حكاية «البنسلين» منقذ الملايين
يعد البنسلين من أهم الاكتشافات العلمية الحديثة، فلو لا البنسلين للقي أكثر من نصف سكان العالم حتفهم، حيث أنقذ البنسلين الكثير من مصابي أمراض العدوى البكتيرية، كالالتهاب الرئوي، والسيلان، والحمى الروماتيزمية.
ويرجع اكتشاف البنسلين إلى عام 1928 عندما لاحظ ألكسندر فلمنج، أن الكثير من المطهرات تؤذى خلايا الجسم أكثر مما تؤذيها الميكروبات نفسها، وتوصل إلى مادة أطلق عليها اسم ليسوزيم هذه المادة يفرزها الجسم الإنساني، وهي خليط من اللعاب والدموع، وقد توصل لهذا الاكتشاف الهام عندما تعرضت إحدى مزارع البكتيريا للهواء وتسممت ولاحظ أن البكتيريا تذوب حول الفطريات في المزرعة التي أعدها في المعمل.
واستنتج فلمنج أن البكتيريا تفرز مادة حول الفطريات، وأن هذه المادة قاتلة للبكتيريا العنقودية، وأطلق عليها اسم البنسلين، أي العقار المستخلص من العفونة، وأن هذه المادة ليست سامة للإنسان أو الحيوان.
وقد تم نشر نتائج أبحاث فلمنج سنة 1929 ولم تلفت النظر في أول الأمر، على الرغم من أن فلمنج أعلن أن هذا الاكتشاف من الممكن أن تكون له فوائد طبية خطيرة.
ولم يستطع فلمنج أن يبتكر طريقة لاستخلاص هذه المادة أو تنقيتها، وظل هذا العقار 10 سنوات دون أن يستفيد منه أحد.
وأخيرا وفي سنة 1930 قرأ اثنان من الباحثين البريطانيين هما هوارد فلورى وأرنست تشين ما كتبه فلمنج عن اكتشافه الخطير، وأعاد الاثنان نفس التجارب، وجربا هذه المادة على حيوانات المعمل.
وفي 1941 تمت تجربة البنسلين على المرضى، حيث جرح شرطيا بريطانيا فمه في أثناء اعتنائه بالزهور، مما دفعه إلى تلقى العلاج بحقن البنسلين المنتج في أوكسفورد، لإصابته بعدوى بكتيرية خطيرة تسببت في إصابته بخراريج في الوجه والعين، وصولا إلى الرئيتين، وتحسنت حالته، قبل أن يتوفى بعد عدة أيام لعدم توافر كميات كافية من البنسلين لعلاجه.
ولم يقتصر دور البنسلين على السلم فقط، بل ظهر دوره البارز في أوقات الحروب، حيث حالت ظروف الحرب العالمية دون إنتاج بريطانيا لكميات كبيرة من البنسلين، وهو الدور الذي قامت به الولايات المتحدة الأميريكية الذي بدأت في إنتاجه على المستوى الصناعي، ما أنقذ حياة آلاف الجنود خلال الحرب، وملايين البشر بعد ذلك، خاصة مع استمرار جهود العديد من العلماء في الوصول لأفضل طرق إنتاج جزئ البنسلين.
ونظرا لأن البنسلين قد أنقذ حياة ملايين الأرواح ففي عام 1945 فاز فلمنج بجائزة نوبل وشاركه فيها كل من العالمين فلورى وتشين اللذين ساعدا في تيسير الحصول على هذا العقار.
ويعد البنسلين من أهم وأقدم المضادات الحيوية ودوره هو إيقاف تصنيع الجدار الخلوي البكتيري، أو بمعنى أصح القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى.
ويتم تصنيع البنسلين من نوع من الفطريات التي تسمى بفطريات البنسليوم، والتي تستخدم في العلاج أو الوقاية من العديد من الالتهابات البكتيرية المختلفة، وعادة ما يتسبب في الكائنات الإيجابية.
ومضادات البنسلين معروفة بشكل جيد في الطب الحديث، نظرا لأنها واحدة من أنواع المضادات الحيوية المستخدمة من أول العدوى والأمراض الرئيسية، والتي لا تزال تستخدم بشكل منتظم في الطب الحديث، والتي هي عبارة عن جزيئات المضادات الحيوية مع نواة β-اكتام .
ويعمل البنسلين لدعم جهاز المناعة وعادة ما يكفي لتدمير البكتيريا الضارة، كما انه يقوي خلايا الدم البيضاء التي تهاجم البكتيريا قبل أن تتكاثر.