في ذكرى النكبة: «العروس جميلة جدا.. ولكنها متزوجة فعلا»

كانت «المؤامرة»  تتربص  بفلسطين، وكان الواقع  تاريخيًا وجغرافيا يقول: إن عدد اليهود في فلسطين عام 1488لم يتجاوز سبعين أسرة يهودية فقط، وفي عام 1521 أصبح عددها ألف وخمسمائة أسرة، وفي عام 1798 بلغ عدد اليهود في فلسطين 1800 منهم 135 في مدينة القدس!! وفي عام 1841 بلغ عدد اليهود في فلسطين 3200 نسمة، وفي ذلك الوقت كانت الساحة البريطانية مسرحا للتحركات والترتيبات والاتصالات ومحور الرسائل حول المشكلة الملحة على كل الأطراف،وهي مشكلة فتح أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية.

أول دعوة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم

في السياق نفسه، كتب إدوارد لودفينج ميد فورد، دبلوماسي إنجليزي، ما سماه  «نداء بالنيابة عن اليهود لإنشاء كومنولث بريطاني في الشام»، فقال: «إن فلسطين إذا ما أخذنا في الاعتبار مساحتها، تبدو صغيرة ولا تتسع لكل اليهود، وقد تنشأ مشاكل بسبب هجرة مستوطنين كثيرين، لذلك يستحسن قبل القيام بتوسيع نطاق الاستيطان في فلسطين، أن يتم إعداد البلاد كلها لاستقبال شعبها الجديد، ويمكن إقناع الحكومة العثمانية بتهجير كل السكان «المحمديين» وتوطينهم في المناطق الشاسعة الخالية من شمال العراق، حيث يستطيعون امتلاك أرض أفضل من تلك الأرض التي سوف يتركونها وراءهم».

«العروس جميلة جدا، ولكنها متزوجة فعلا»

واللافت للنظر أن كلمات «إدوارد لودفينج ميدفورد» التي تشكك في إمكانية تحقيق مشروع الدولة اليهودية في فلسطسن، جاءت متوافقة تمامًا مع رؤية سابقة، وقبل المؤتمر الصهيوني في بازل، حين أراد«ماكس نوردو » وهو من أقرب أصدقاء ثيودور هيرتزل، أن يقنع بعض الحاخامات الأوروبيين المترددين، واقترح أن يبعث باثنين منهم إلى فلسطين، يريان رأي العين، ثم يعودان ليقدما تقريرهما عن حقائق الأوضاع هناك، وأثناء تواجدهما في فلسطين بادرا فورا بإرسال برقية إلى «نوردو » يقولان فيها بالرمز: «إن العروس جميلة جدا، وهي مستوفية لجميع الشروط، لكنها متزوجة فعلا».

الشعب العربي الفلسطيني

وعندما عاد الحاخامان والتقيا  «ماكس نوردو » أكدا له في تقريرهم الشفوي: أن هناك شعبا عربيا فلسطينيا يسكن فلسطين من آلاف السنين، ويزرع أرضها ويعتبرها وطنه، وبالتالي فإن اليهود الراغبين في الذهاب إلى فلسطين والاستيطان فيها، أمامهم معركة قاسية مع أصحابها الأصليين، وأن تصرفات المستوطنين اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين، هي تصرفات تحمل ظواهر علل نفسية قد تزيد مع الأيام، ومن المحتم أن تزيد، ذلك أن المستوطن اليهودي، لكي يريح ضميره، ولكي يستطيع مواصلة حياته في الأرض الموعودة، يتحتم عليه إنكار وجود «الآخر» -أي الفلسطيني- بمثل ما يمكن تصوره من رغبة عاشق لزوجة رجل آخر في الخلاص من زوجها إلى درجة قتله، لكي ينتهي منه جسدًا وروحًا وذكرى.

  20 مليون جنيه إسترليني.. للتنازل عن فلسطين

ثم جاء دور «ثيودور هيرتزل» والذي توجه إلى صميم الهدف مباشرة، وهو يرى أن الظروف المستجدة تقتضي الإسراع في تنفيذ المشروع.. وكانت خطة «هيرتزل» أن يشتري فلسطين من خليفة المسلمين، السلطان عبد الحميد الثاني ( 1876 ـ 1909)، وبتاريخ 15 يونيو/ حزيران  1896  كتب  هيرتزل  في يومياته: «سوف نقدم للسلطان 20 مليون جنيه إسترليني لإصلاح الأوضاع المالية المتدهورة في تركيا، منها مليونان بدل فلسطين، والباقي وقدره 18 مليونا يمكن استخدامه في تحرير تركيا من الحماية الأوروبية وشراء سندات ديونها» .. ورغم كل إغراءات ومحاولات هيرتزل  والمساعي البريطانية الموازية، فإن السلطان كان مترددا يخشى من ضغوط إسلامية وعربية يحس تأثيرها ويهمه تفاديها!!

وكان ذلك هو المنطق الذي تبناه رئيس وزراء بريطانيا اللورد «بالمرستون»، ففي 11 أغسطس / آب  1840  كتب إلى سفيره في إسطانبول اللورد «بونسونبي» بتعليمات جاء فيها: «عليك أن تقنع السلطان وحاشيته بأن الحكومة الإنجليزية ترى أن الوقت أصبح مناسبا لفتح أبواب فلسطين أمام هجرة اليهود إليها، لقد حان الوقت لكي يعود هذا الشعب المشرد إلى أرضه التاريخية، إن السلطان وحاشيته قد لا يقتنعان بهذا المنطق الأخلاقي، ولذلك عليك أن تجعلهما يدركان أن اليهود في العالم يملكون ثروات ضخمة ولديهم كنوز من المال وفيرة ، وإذا حصلوا على حماية السلطان فسوف يكون في مقدوره أن يقنعهم بمساعدته».

كل شيء مباح في سبيل تحقيق مشروع الدولة اليهودية على الأرض الفلسطينية

وكانت الحركة الصهيونية قد شدّت كل إمكانياتها على الآخر،  سواء في مكامن التأثير السياسي في أوروبا وأمريكا، أو على أرض فلسطين ذاتها بما أمكن تحقيقه من واقع على الأرض سواء بحركة الهجرة أو الإستيطان أو بناء القوة العسكرية، وأدرك قادة الداخل في الوكالة اليهودية، وعلى رأسهم «دافيد بن جوريون»، أن موجات الهجرة الكبيرة التي ينتظرونها من أوروبا لن تتحقق إلا إذا كان الوطن القومي اليهودي في فلسطين حقيقة قائمة، وأن الهجرة لن تصل إلى المستوى اللائق إلا إذا كانت هناك دولة بالفعل، وكان كل شئ مباحا في سبيل تحقيق مشروع الدولة اليهودية على الأرض الفلسطينية.. وفي حقيقة الأمر كانت الحركة الصهيونية المتسارعة في هذا الإتجاه تطرق كل الأبواب دون أية محاذير، وبإعتبار أن الغاية تبرر الوسيلة، وهي الحقيقة التي تناولها الكاتب البريطاني «جيم الينز» في مسرحية (الهلاك) والتي أغلقت في وجهها دور العرض ورفض أكثر من أربعين مسرحا في لندن عرضها في نهاية الثمانينيات، والمسرحية تعرض التواطؤ بين الصهيونية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية، وتبرز أوجه التعاون بين اليهود والنازيين في «بودابست» حيث كان قادة الحركة الصهيونية على إستعداد لتقديم كل ما هو ممكن من أجل تعزيز مطالبهم بالحصول على دولة خاصة بهم بعد انتهاء الحرب !!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]