في ذكرى النكبة: خطوات المؤامرة «الدولية» بدأت في مطلع القرن الـ19

تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، باعتبار أن ضم  الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأغوار والضفة الغربية، هو «قرار إسرائيلي». لا تعد فقط  استكمالا لوعد بلفور البريطاني، وتنفيذا لما يعرف باسم «صفقة القرن المشبوهة»، وإنما هي مجرد رقم في سلسلة طويلة من مخططات وتحركات التآمر على فلسطين، انتهت بموقعة 1948 التي سجلت أول نكبة عربية في التاريخ الحديث.

ولم يسجل العام 1948 النكبة العربية ـ فقط ـ ولكنه تولى الإعلان عن أول سابقة في العالم، بمولد دولة بلا حدود أو ترسيم جغرافي لسلطاتها ونفوذها، وبعقيدة حدود للدولة : تتمدد باستمرار مع مدى ما تصل إليه قوة جيشها !! ويقول المفكر الفرنسي «رجاء جارودي» في كتابه  «فلسطين أرض الرسالات السماوية»، إن السمتين الرئيسيتين للسياسة الإسرائيلية هما: العنصرية والتوسع.. وأن المبدأ الأساسي الذي يربط إحداهما بالآخر، قد صاغه بكل وضوح « تيودور هيرتزل» في جريدته، وهو يروي محادثاته مع الأمير «هو هنلوه» مستشار الإمبراطورية الألمانية، وكتب هيرتزل يوم 8 أكتوبر/ تشرين أول 1898 يقول: «سألني الأمير عن الأراضي التي ننوي الحصول عليها، هل ستكون إلى الشمال حتى بيروت، أم أبعد من ذلك؟ قلت له: سوف نطلب ما نحتاج إليه، وكلما زاد المهاجرون يجب أن تزيد الأرض!!»

 

بريطانيا خلقت «الوطن القومي».. وأمريكا خلقت «الدولة اليهودية»

والإعلان عن مولد «إسرائيل» فوق جغرافية فلسطين العربية ـ 15 مايو / آيار  1948 ـ لم يكن حدثا عابرا خلقته المصادفات، ولكنه جاء في نطاق تسلسل خطوات وحوادث وتحركات، سبقت بتحديد الأهداف..ويستعرض كتاب «استراتيجية الاستعمار والتحرير»، للعالم الجليل وفيلسوف الجغرافية السياسية الراحل، دكتور جمال حمدان، تزامن تلك البدايات مع آخر موجة كبرى من موجات الاستعمار الأوروبي الحديث ـ في القرن التاسع عشر ـ ثم تزامن تحقيق أهدافها مع نهايات عصر الاستعمار بوجه عام.. وكان من المستحيل منذ البداية أن يتحقق (الحلم) إلا بالمساعدة الكاملة من قوى السيادة العالمية، وحسب تحرك مركز الثقل في زعامة الإمبريالية، فكانت بريطانيا هي التي خلقت «الوطن القومي» منذ الحرب العالمية الأولى، بينما خلقت الولايات المتحدة «الدولة اليهودية» منذ الحرب العالمية الثانية!!

إدارة الحركة اليهودية باتجاه فلسطين

وترتبط إدارة الحركة اليهودية بإتجاه فلسطين، بعقد اجتماع المحفل اليهودي الأكبر (سنهدرين) في باريس، عام 1807 والذي رأسه الإمبراطور نابليون بونابرت بعد عودته من حملة مصر وإعلان نفسه إمبراطورا لفرنسا، وطرح في المحفل مشروع لدولة يهودية في قلب الضلع الذي يضم مصر وسوريا !! ثم تحرك زمن القصة مع تحرك ثيودور هيرتزل، وعقد مؤتمر صهيوني في مدينة بازل السويسرية بمشاركة كل القوى المطالبة والمؤيدة لاستيطان اليهود في فلسطين.. وهكذا بدأت إدارة الحركة اليهودية باتجاه فلسطين، وبكل وسائل وفنون التآمر، ومناورات الخديعة.

أحلام استعمار فلسطين

وكانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتكثيف الاستيطان في القدس بالذات، واحدة من أهم ركائز الدعوة لتحقيق هذا الهدف (ولم تكن هناك قاعدة يهودية كافية تستطيع أن تتحمل عبء هجرة يهودية مؤثرة).. ويكفي أن نذكر أن عدد اليهود في فلسطين عام 1488 لم يتجاوز سبعين أسرة يهودية، وفي عام 1521  أصبح عددها ألف وخمسمائة أسرة، وفي عام 1798 تلقى الإمبراطور نابليون بونابرت تقريرا من مجموعة ضباط إستكشاف  سبقت جيشه إلى فلسطين في بداية الحملة الفرنسية على مصر، ويقول التقرير المرفوع إلى نابليون، إن عدد اليهود في فلسطين 1800 منهم 135 في مدينة القدس!! وفي عام 1841 بلغ عدد اليهود في فلسطين 3200 نسمة، ورغم ذلك كان الحلم الأكبر لايزال فاعلا داخل وجدان حاخام القدس، وهو يرسل «حجابا» واقيا من الشر إلى الملكة «فيكتوريا»  1849 في أعقاب مؤتمر يهودي صغير عقد في لندن برعاية أسرة «روتشيلد»، يطلب من الحكومة الإنجليزية أن تسهل لليهود استعمار فلسطين على نمط ما يحدث في مناطق أخرى من حركة الاستيطان الأوروبي في أفريقيا وأستراليا وكندا!!

 

 24 ألف يهودي فقط في فلسطين..ثم تحولت الهجرة إلى طوفان !

ومع بداية الإحتلال البريطاني لمصر عام 1882 إرتفع عدد اليهود في فلسطين من ثمانية آلاف إلى أربعة وعشرين ألفا، بعد قيام الرأسمالي اليهودي البريطاني «أدموند روتشيلد» تنظيم أول هجرة جماعية يهودية إلى فلسطين، تدعمها في نفس الوقت، حملة تبرعات ومساهمات طائلة، لشراء أراض في فلسطين من خلال مؤسسة للإستثمار في الأراضي الزراعية في المشرق..وفي ظرف عشر سنوات تم إنشاء 20 مستعمرة فوق مساحات تجاوزت 22718 فدانا ( نحو 95415 دونم ) أكبرها مستعمرة «روش بينا» على مساحة 3800 فدان (15960 دونم ) ومستعمرة «عية» على مساحة 2750 فدان ( 11550 دونم)، ومستعمرة  «زيشرون جاكوب» على مساحة 1850 فدان ( 7770 دونم )، وأصغرها مستعمرة «بن شيمن» على مساحة 210 فدان ( 882 دونم ) !!

  • وبلغ عدد اليهود في فلسطين عام 1917 حين صدر وعد بلفور، نحو 30 ألفا..وبعد أن تولت بريطانيا سلطة الدولة المنتدبة في فلسطين، تحول دخول اليهود إلى فلسطين من هجرة إلى طوفان، حتى أصبح عددهم 100 ألف عام 1948، وكانت عملية تهويد القدس  ـ أيضا ـ تسير على نفس مسار التصاعد.

وهكذا ..كانت المؤامرة أوضح ـ وربما أوقح ـ في مجريات الأحداث بإتجاه فتح أبواب فلسطين أمام هجرة اليهود، وكانت القدس هي عنوان الدعاوى التبشيرية في كل خطوة، وهي المقصد والهدف الأكبر في حلم الصهيونية، وكان البحث عن اللحظة المناسبة، أن يدخل الحلم إلى عالم الحقائق السياسية، ومنذ  البدايات الأولى للحركة الصهيونية، حيث دأب منظورها على ترسيخ ما يسمونه الهدف الأعظم في أذهان يهود العالم، وهو إحتلال القدس لتصبح عاصمة لدولتهم المنتظرة « إسرائيل»..وأن من يملك القدس يملك فلسطين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]