في ذكرى النكبة: رواية «أرض الميعاد» تفضح مجتمع دولة الاحتلال

رغم محاولات دولة الاحتلال، السطو على حقائق التاريخ وشواهد الجغرافية، فإن شهادات سكان مجتمع الاحتلال، من المؤرخين والأكاديميين والمثقفين، تدحض زيف تأسيس المشروع الصهيوني فوق الجغرافية الفلسطينية، وزيف إدعاءات تجميل صورة مجتمع دولة الاحتلال.. وقد بادر الباحث مردخاي بار أون، الذي خدم عام 1948 في الجيش الإسرائيلي  برتبة ضابط قبل أن يصبح رئيس قسم التاريخ فيه، وعضو كنيست، لتحطيم هذه الأسطورة التاريخية في دراسة بعنوان «داوود مقابل جوليات»، تتناول بالتفصيل :  ماذا حصل فعلا عام 1948 وما هي الحقيقة في أسطورة غلبة الأقلية على الأغلبية؟!  مؤكدا  أن تثبيت هذه الأسطورة كحقيقة مضر للأجيال الإسرائيلية.

 

 

 

 

 

ويستهل الباحث مردخاي دراسته، مؤكدا أنه «كانت  هناك هجمات تفوق فيها العرب، كما حصل يوم وصل المصريون إلى أسدود، ففي تلك الليلة كدت أن أتبول في سروالي لشدة الخوف. كنت ضابطا شابا ومتأكدا أن المصريين سيزحفون في اليوم التالي بدباباتهم وسيكون يومي الأخير عندئذ، لكنهم لم يصلوا.. وأن الزعم الجارف بأن الجيش الإسرائيلي انتصر على العرب : أقلية مقابل أكثرية، فهذا ادعاء خاطئ من ناحية الحقائق وينقصه فهم عوامل الانتصار واستخلاص الدروس المطلوبة. ويشير المؤرخ الإسرائيلي، إلى أن الكثير من النجاحات الفلسطينية الميدانية وقتها نسبت للشهيد عبد القادر الحسيني قائد الجهاد المقدس في منطقة القدس الذي استشهد قبل 70 سنة تماما في معركة القسطل.

 

 

 

 

ويؤكد الباحث والأكاديمي، مردخاي بار أون، برؤية شجاعة نادرة في المشهد الإسرائيلي الراهن، أن مصدر المصيبة هو أن الإسرائيليين لا يرغبون بالسلام، وقد اختار هذا الشعب حكومة لا تريد السلام. وهذا ليس من الآن،هذا منذ زمن بعيد»..
وكشف عن تشاؤمه  الكبير حيال مستقبل إسرائيل، نظرا للتوجهات الديموغرافية والسوسيولوجية في دولة الاحتلال.

 

 

 

الرواية «الوثائقية» العظيمة

ويرى الوزير والبرلماني الأردني السابق، محمد داودية، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الدستور الصحفية، أن رواية «أرض الميعاد» الصادرة عن دار التقدم عام 1979 للكاتب الروسي يوري كوليسنيكوف،سلطت الضوء على الممارسات اللاانسانية الوحشية التي كرستها الحركة الصهيونية ويؤديها اليهود المتشبعون بتعاليمها وخرافاتها وتمييزها وعدوانيتها.

 

 

وتساءل السياسي الأردني البارز: لا أعرف سببا حال ويحول دون طباعة الرواية بكل لغات العالم وتوزيعها مجانا وبملايين النسخ ليعرف العالم الحقائق المذهلة التي كشفتها الرواية «الوثائقية» العظيمة، وتتحدث عن شاب يهودي يدعى «حاييم فولديتير»، هاجر قبيل الحرب العالمية الثانية إلى «أرض الميعاد» فلسطين، متأثراً بالدعاية الصهيونية التي صورت فلسطين أرضا يهودية تحتلها قبائل العرب الهمج المتخلفين، مما يستوجب الهجرة اليها والاستيطان فيها وانقاذها وتحريرها من غاصبيها ووضعها على مسار التقدم والحداثة والاشتراكية.

 

 

 

 

ركب «حاييم» الشاب اليهودي الطيب، الباخرةَ من روسيا متوجها إلى أرض الميعاد تملأ قلبه الحماسة والأشواق التي توارثها من الأجداد والآباء والتي أعادت الصهيونية بعثها في قالب عدواني شوفيني اقصائي ضد الأغيار على قاعدة: الأغيار هم الجحيم، أو الآخرون هم الجحيم. كان اليهودي المتدين يتلو صلاة مباركة الطعام صباحا وظهرا ومساء ويقسم قبل تناول الطعام: «شُلّت يميني ان نسيتك يا اورشليم». تحطمت الباخرة التي تُقلّه ومئات من المهاجرين اليهود على شاطئ قبرص وعثر عليه الرهبان بعد أيام وهو بين الحياة والموت، ينزف ويوشك على الهلاك جوعا وعطشا. تولّت فتاة قبرصية مسيحية مصابة بالصمم، العناية بـ«حاييم» في أحد الأديرة لمدة عدة أشهر تماثل بعدها للشفاء في ما يشبه المعجزة. كان وقع في غرام الفتاة الطيبة التي تفانت في خدمته والتي ثابرت على القيام بعمل انساني مضنٍ راقٍ فأنقذته من موت محقق. وكانت الفتاة وقعت في غرامه. هو لا يدري عن ديانتها وهي لا تدري عن ديانته. لكن المؤكد انه لم يكن متدينا.

 

 

 

 

أبلغ «حاييم» الرهبانَ برغبته في مواصلة سيره الى فلسطين. عرض على ممرضته الصمّاء الجميلة الزواج به والسفر معه الى أرض الميعاد والأحلام، وفي ميناء حيفا استقبل مندوبو الوكالة اليهودية جموع المهاجرين وتولوا نقلهم الى كيبوتسات. تحصّل على غرفة رثة مؤقتة في «كيبوتس غوري» في منطقة مليئة بالبعوض والذباب والزواحف والأفاعي التي لا يطيق أن يسمع اسمها فعاش كوابيس مرعبة طيّرت النوم من عينيه. خفف عنه المشقة، أنه حظي بجيرانٍ طيبين، كان يخدمهم ويساعدهم في الكثير من الأعمال والإصلاحات المنزلية، فأصبح يشار اليه بالبنان، باعتباره اليهودي الطيب، وتوجت فرحته بمولد أول ابنة لهما، وحينئذ حلت به وبأسرته المأساة الطاحنة عندما علم اهلُ الحي أن اليهودي الطيب متزوج من مسيحية وليس من يهودية!! تعرض هو واسرته الى تنكيل ونبذ وحصار ومضايقات ترقى الى حد محاولة حرق منزله والتآمر عليه وتلفيق أكثر من تهمة له أدت الى طرده من المنطقة التي استقر فيها ثم من المنطقة التي رحل اليها ومن كل منطقة رحل اليها حتى طلب العودة من حيث أتى دون موافقة، مما أضطره إلى مغادرة أرض الميعاد تهريبا، لأنه اكتشف زيف الدعاية الكاذبة عن المساواة والاخاء والاشتراكية.

 

 

السياسي الأردني محمد داودية

 

 

ويقول الوزير والبرلماني الأردني السابق: من الواجب النضالي الوطني ضرورة أن تتولى المؤسسات الثقافية الفلسطينية والعربية إعادة نشر هذه الرواية وتعميمها على أوسع نطاق.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]