في ذكرى «الوعد ـ المؤامرة» .. عشر خرافات حول دولة الاحتلال

إذا كان «وعد بلفور» المشؤوم، قد دشن أول خطوة في اغتصاب فلسطين ، وتأسيس المشروع الصهيوني، في قلب الوطن العربي، إلا أن «المؤامرة ـ الجريمة» تبقى عاجزة أمام ثوابت التاريخ وشواهد الجغرافية.. ولا تستطيع أن تلغي الخرافات حول دولة الاحتلال.. وهي الخرافات التي كشف عنها المؤرخ والأكاديمي اليهودي، «د. إيلان بابيه»، في كتابه الصادر في شهر مايو / آيار 2017 تحت عنوان TEN   MYTHS  ABOUT  ISRAEL  ( عشر خرافات حول إسرائيل ) ليكشف كباحث ومؤرخ، من خلال ثلاثة أجزاء في الكتاب، خرافات الماضي وخرافات الحاضر ثم التطلع للمستقبل.

 

 

 

 

 

ويركز « د. بابيه» على ست خرافات من الماضي، أولاها : أن «فلسطين كانت أرضًا بلا شعب».. ويؤكد المؤلف في الفصل الأول أن الفضاء الجيوسياسي الذي يطلق عليه اليوم فلسطين أو محتلتها (إسرائيل)؛ هو بلد معترف به منذ العصر الروماني، وأنه منذ القرن السابع فصاعدًا كان تاريخ فلسطين مُرتبطًا ارتباطًا وثيقا بالعالم العربي والإسلامي،  وتوضح السجلات العثمانية للتعداد السكاني لفلسطين عام 1878 أن اليهود لم يشكلوا سوى نسبة 3% فقط من سكان بلغوا نحو نصف مليون شخص، 87% منهم مسلمون و10% مسيحيون..وكانت فلسطين بلدًا ريفيًا على وشك الدخول إلى القرن العشرين كمجتمع حديث، وقد أدى احتلال الحركة الصهيونية لأرضها إلى تحوّل هذه العملية إلى كارثة بالنسبة لغالبية السكان الأصليين الذين يعيشون هناك.

 

 

 

 

 

والخرافة الثانية تكمّل الأولى؛ لأن «أرض بلا شعب» تحتاج إلى «شعبٍ بلا أرض».. وهنا يتساءل  المؤرخ الإسرائيلي : هل كان اليهود بالفعل هم السكان الأصليين لفلسطين، وعليه ينبغي منحهم كل الدعم الذي يستحقونه للعودة إلى وطنهم ؟! وإذا كانت الأساطير تدّعي أن اليهود الذين وصلوا فلسطين عام 1882 هم أحفاد أولئك الذين طردهم الرومان منها عام 70م، فإن ما قبل عهد الصهيونية كانت الرابطة بين المجتمعات اليهودية في العالم ـ بما فيه فلسطين ــ علاقة روحية ودينية وليست سياسية.

 

 

 

 

ويؤكد «بابي» أن ترتيب عودة اليهود إلى فلسطين كان مشروعًا مسيحيًا بروتستانتيًا في الأصل حتى القرن السادس عشر، ثم أكملته الصهيونية.. ويتناول كتاب ( عشر خرافات حول إسرائيل ) خرافات التقييم التاريخي لمواقف اليهود تجاه الصهيونية، ويحلل الخداع الصهيوني للديانة اليهودية لأسباب استعمارية أولًا وإستراتيجية لاحقًا .

 

 

 

 

 

ويفضح الصهيونية في زعمها أنها تمثل الديانة اليهودية، وأن من يعاديها عدو للسامية. وفي هذا السياق يعرض للكتب المدرسية في (إسرائيل) التي تنقل نفس الرسالة حول الحق الديني في الأرض، وتوفر لذلك «الأدلة من التوراة»..ويضيف الكاتب أن «ديفيد بن غوريون»  ـ الزعيم الصهيوني وأول رئيس وزراء للكيان الإسرائيلي ـ لوّح بالتوراة في وجوه أعضاء لجنة «بيل» الملكية البريطانية (التي كانت تحاول تقسيم فلسطين بين الانتداب واليهود والعرب)، صائحًا: «إن هذه التوراة تؤسس لحق اليهود في فلسطين وليس الانتداب البريطاني، و(التوراة هي ميثاق دولتنا) .

 

 

 

 

 

ويدحض المؤرخ الإسرائيلي « إيلان بابي» خرافة  أن « الصهيونية حركة تحرر وطنية وليست استعمارية» ، ويشبهها بالمشروع الاستعماري الذي جرى في جنوب أفريقيا وأستراليا والولايات المتحدة ضد السكان الأصليين .. ويطرح المؤلف فكرة الرد على هذه الأكذوبة عبر دراسة وضع الفلسطينيين داخل (إسرائيل) والأراضي المحتلة، وهم يشكلون نصف السكان تقريبًا، ويحاول الإعلام (الإسرائيلي) الترويج للدولة الديمقراطية الوادعة التي اضطرتها حرب يونيو 1967 إلى اتخاذ إجراءات استثنائية، ولكن الحقيقة هي أن (إسرائيل) منذ البداية تُخضع الفلسطينيين للحكم العسكري على أساس لوائح الطوارئ الصارخة التي تحرمهم من أي حقوق إنسانية أو مدنية أساسية، كما أن القادة العسكريين المحليين هم الحكام المطلقون لحياة هؤلاء المُواطنين، إذ يمكنهم وضع قوانين خاصة بهم، وتدمير منازلهم وسبل عيشهم، وإرسالهم إلى السجن متى شاؤوا.. ويتناول الكتاب  خرافة  «غادر الفلسطينيون أرضهم طوعًا ».

 

 

 

 

 

ويشير المؤرخ اليهودي «الدكتور بابيه» إلى أنه بحلول عام 1945، اجتذبت الصهيونية أكثر من نصف مليون استيطاني إلى بلد يبلغ عدد سكانه مليونيْ نسمة، ورغم كل محاولاتهم فإنهم لم يستطيعوا شراء سوى 7% فقط من أرض فلسطين، وكان الحل في الإبادة وإزالة المواطنين من وطنهم.

 

 

 

 

 

ويصل الأكاديمي والمؤرخ اليهودي الشهير،  في دحض وتفنيد الخرافات الإسرائيلية، إلى مرحلة «خرافة توجه إسرائيل للسلام»، وهل كان «اتفاق أوسلو» اتفاق سلام فشل أم مجرد حيلة (إسرائيلية) جديدة لتعميق الاحتلال؟ ويرى أن التفسير (الإسرائيلي) لأوسلو يعني نهاية أي أمل في الحياة الفلسطينية الطبيعية، ويحمل في طياته المزيد من المعاناة في المستقبل.. وعزز المؤرخ اليهودي، موقف من يرون أن الكفاح المسلح ضد (إسرائيل) هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وأن السلام حلم فاشل.

 

 

 

 

ويؤكد أن التحرر من الأساطير الكاذبة العشر حول (إسرائيل) هو الذي سيساعد على إحلال السلام، وإغلاق ملف عصر الاحتلال المُظلم، وإنهاء الأهوال المستمرة منذ الحرب العالمية الثانية.

 

 

 

 

وإذا كانت الخرافات الإسرائيلية العشر، بدأت بأن «فلسطين كانت أرضًا بلا شعب».. ولم تنته بخرافة «غادر الفلسطينيون أرضهم طوعًا ».. فإن هواجس القلق لدى دولة الاحتلال  لا تزال قائمة من تأثير «الذاكرة في فلسطين» أولا ، ومن التواجد الفلسطيني داخل الوطن المحتل ثانيا، وقد بلغ عدد الفلسطينيين في «فلسطين التاريخية» حوالي 6.41 مليون نهاية عام 2016، في حين بلغ عدد الإسرائيليين 6.33 مليون بناء على تقديرات دائرة الإحصاءات الإسرائيلية نهاية عام 2015، ومن المتوقع ان يبلغ عددهم 6.45 مليون مع نهاية عام 2016. وسيتساوى عدد السكان الفلسطينيين والإسرائيليين في نهاية عام 2017، وستصبح نسبة السكان الإسرائيليين حوالي 49.3% من السكان وذلك بعد ثلاث سنوات بحلول نهاية عام 2020 حيث سيصل عددهم إلى نحو 6.96 مليون إسرائيلي مقابل 7.12 مليون فلسطيني.

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]