في ذكرى انطلاق مسيرات العودة.. هل باتت المواجهة مع الاحتلال أقرب على حدود غزة

الإرباك الليلي: عشرات التفجيرات على طول الحدود والمستوطنون يستغيثون

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرة العودة وكسر الحصار، تتجه الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، إلى مزيد من التوتر والتصعيد، في ضوء عمليات القصف الإسرائيلي المتواصل على مواقع وأهداف فلسطينية تابعة لحركة حماس، والتي تأتي متزامنة مع زيادة حجم الفعاليات الشعبية من قبل النشطاء الفلسطينيين خاصة في ما يعرف بوحدة “الإرباك الليلي” والتي زادت من وتيرة فعالياتها في اليومين الماضيين ، إذ وصفت من أوساط إسرائيلية بأنها الأعنف منذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى في الثلاثين من مارس عام 2018.

وعلى غير العادة سُمعت الليلة الماضية عشرات الانفجارات الضخمة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تقوم بها وحدة الإرباك بهذا العمل المتواصل طوال الليل، الأمر الذي شكل عبئا وهاجسا لدى مستوطني غلاف غزة الذين اشتكوا للأوساط السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال من عدم مقدرتهم على العيش تحت وقع الانفجارات اليومية التي تحدث فوق رؤوسهم.

وذكرت صحيفة “يديعوت احرنوت” الإسرائيلية، أن أكثر من 300 عبوة متفجرة ألقيت نحو قوات الاحتلال والمستوطنين انطلاقا من حدود قطاع غزة خلال 3 ساعات فقط فيما استمر سماع دوي الإنفجارات حتى فجر اليوم.

تصعيد الإرباك الليلي

وأعلنت وحدات الإرباك الليلي تصعيد فعالياتها على طول الحدود الشرقية والشمال لقطاع غزة، في إطار المواجهة المستمرة من خلال فعاليات مسيرة العودة الكبرى. ويبدو اأن ارتفاع وتيرة التظاهرات والانفجارات الليلة تأتي في ضوء عدم وجود تقدم في ملف الهدنة وفشل كافة الوسطاء العرب والدوليين في إيجاد حلول منصفة لقطاع غزة بعد 12 عاما من الحصار المدمر جراء التعنت الإسرائيلي.

وقالت وحدات الإرباك الليلي في بيان صحفي: “في ظل تغول العدو على المشاركين في مسيرات العودة وإيقاع شهداء وإصابات بالعشرات، وفي ظل تمادي العدو بحصاره لقطاع غزة وتباطؤ الوسطاء، فإن وحدات الإرباك الليلي وفي إطار مشاركتها في المقاومة السلمية تعلن تصعيد فعاليات الإرباك”.

وأضافت: “الخطوات المذكورة جزءا من خطة تصعيد الحراك لدينا التي سنجعل من خلالها حياة مستوطني الغلاف وجنود العدو جحيما لا يُطاق، ورسالتنا لقيادتهم المجرمة: إما يُكسر الحصار عن غزة أو يرحل سكان الغلاف”.

وكانت وزارة الصحة أعلنت اليوم الأحد، في غزة استشهاد الشاب حبيب المصري 24 عاما متأثرا بجراح أصيب بها الليلة الماضية برصاص الاحتلال شمال القطاع خلال مشاركته في فعاليات الإرباك الليلي فيما أصيب 3 آخرون بجروح مختلفة من بينها إصابة حرجة.

الضغط على المستوطنين

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية موقع “واللا العبري”، أن حركة حماس ومعها الفصائل الفلسطينية، زادت الليلة الماضية من حدة النار والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي في ساعات الليل، وأدخلت أسلحة جديدة لوحدة “الإرباك الليلي” لزيادة الضغط على سكان مستوطنات الغلاف.

وأضافت الليلة الماضية تم تفعيل صفارات الإنذار أكثر من مرة في المجلس الإقليمي أشكول، وبعد الفحص تبين أنها ناتجة عن انفجار عبوة حماس الجديدة والتي لم تعبر السياج الحدودي.

وذكرت ان “، نجحت حماس في تطوير عبوة مفخخة شديدة الانفجار، وتعمل على تفعيل صفارات الإنذار خلال إطلاقها.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” ان التظاهرات الليلة على حدود قطاع غزة كانت الأعنف منذ اى وقت مضى وان مستوطنو الغلاف وخاصة مجمع الإقليمي اشكول سمعوا انفجارات قوية ولم يستطيعوا النوم .

بدوره، قال حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس إن فعاليات الشباب الثائر شرق قطاع غزة تؤكد قدرتهم المستمرة على الإبداع وطول نفس في الصمود وإصرارهم الكامل على الاستمرار حتى كسر الحصار عن قطاع غزة.

القادم أصعب

التصعيد لم يقتصر على وحدات الإرباك الليلي والفعاليات والتظاهرات الشعبية وإنما تعدى ذلك بكثير ففي الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لحدوث مواجهة مع قطاع غزة وذلك بحسب تصريحات لمسؤولين عسكريين وسياسيين لدى الاحتلال، حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن جيش الاحتلال قام بتحديث خططه المتعلقة بمعركة غزة القادمة، منوها إلى أن كل الأمور مؤجلة لما بعد تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، وقالت إن توصيات نتنياهو أو غانتس “ستكون التحرك بسرعة من أجل وقف حرب الاستنزاف، لكن هذا ليس متوقعًا قبل يوم “النكبة””. أى في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرة العودة الكبرى.

وأوضحت الصحيفة إن حماس والجهاد الإسلامي، اللذان يقودان مسيرات العودة على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، لا يدركوا على ما يبدو أنه في الصيف ستتخذ الحكومة الإسرائيلية ومؤسسة الجيش مساراً جديداً بشأن قضية غزة والتصرف وفقًا لذلك، ستأتي المبادرة من الجيش ومن المتوقع أن ترد الحكومة وكل مجلس مصغر بعد الانتخابات سيستجيب لها.

فلسطينيا توعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسرائيل بالمزيد من التظاهرات وقال “على المحتل أن يفهم الرسالة؛ وإلا فإن القادم أصعب، وعلى جميع الأطراف أن تتحمل مسؤولياتها، مشدداً على أن المسيرات لن تتوقف وسوف تزداد حجمها وفعالياتها” .

وأضاف هنية: إن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب المباشر لمعاناة الشعب الفلسطيني، وأن مسيرات العودة وكسر الحصار هي أداة المقاومة لمواجهة الاحتلال والحصار للتأكيد على حق العودة.

وشدد قائلاً: لن نتراجع أبدا، وكل من يعتقد أن بإمكاننا التراجع خطوة واحدة للوراء دون أن نحقق أهدافنا فهو مخطئ، وعليه أن يعيد الحسابات.

ميدانيا
وفي ظل استمرار مسيرات العودة الكبرى وفعالياتها المختلفة والتي انطلقت قبل نحو عام في الـ30/مارس 2018، فقد ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الى 274 شهيد فيما أصيب أكثر من 15 ألف آخرين بجروح مختلفة من بينها إصابات خطيرة أدت إلى حدوث بتر في مئات الأطراف لدى المتظاهرين السلميين.

وذكر مركز الميزان لحقوق الإنسان بغزة, أن من بين الشهداء (11) شهيدًا تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامينهم، منهم (3) أطفال، ومن بينهم (196) استشهدوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم (41) طفلًا، وسيدتين، و(8) من ذوي الإعاقة، و(3) مسعفين، وصحفيين اثنين.

وأضاف البيان: أن من بين الإصابات (3318) طفلًا، و(675) سيدة، و(177) مسعفًا، و(154) صحافيًا، ومن بين المصابين (7971) أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (1476) طفلًا، و(158) سيدة.