بعد مرور عام على حادث إسقاط الطائرة الروسية في منتج شرم الشيخ المصري، ومقتل ركابها الـ 224، لا تزال مصر تعاني من تداعيات هذا الحادث، الذي تسبب في انتكاسة كبيرة لقطاع السياحة المصري.
وتبذل مصر جهودًا مضاعفة في الآونة الأخيرة لإعادة جذب السائحين لمنتجعات جنوب سيناء، ومناطقها الأثرية، بعدما حظرت العديد من الدول سفر مواطنيها إلي مصر عقب الحادث مطالبين بمزيد من إجراءات التأمين للمطارات.
وخلال اجتماع الجلسة 104 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية، الذي عٌقد مساء أمس الأحد بمدينة الأقصر، قال وزير السياحة المصري يحيي راشد، إن «مصر ستظل دائمًا بلد الأمن والأمان، وستظل تدعو الجميع لمشاهدة آثارها التي تعبر عن حضارتها العميقة»، معربًا عن سعادته باختيار مدينة الأقصر عاصمة للسياحة العالمية لهذا العام.
وأطلقت وزارة السياحة قبل يومين حملة تروجية جديدة لمصر بعنوان This is Egypt، حقق الفيديو الدعائي الخاص بها أكثر من 3 ملايين مشاهدة على موقع «يوتيوب»، ويصور الأماكن السياحية التي يمكن للسياح زيارتها.
ورغم أن مصر لم تعلن رسميًا عن نتائج تحقيقاتها في حادث إسقاط الطائرة الروسية، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ألمح خلال مؤتمر عقد في فبراير/شباط 2016 إلى أن الطائرة سقطت نتيجة عمل إرهابي، حيث قال «اللي وقع الطيارة في سيناء كان هدفه ليس ضرب السياحة فقط، بل ضرب العلاقات مع روسيا وإيطاليا ولو قدر يضرب العلاقات مع الدنيا كلها علشان نبقى معزولين لوحدينا».
وتبني تنظيم داعش الإرهابي عملية إسقاط الطائرة، وقال إن ذلك ردًا على العمليات العسكرية التي تقوم بها روسيا ضد التنظيم في سوريا، وهو نفس ما أعلنه الكرملين لاحقًا، أن داعش هو المسئول عن إسقاط الطائرة.
ومثل حظر السفر الذي فرضته دول عديدة على مصر تحديًا كبيرًا أمامها، أبرز هذه الدول كانت روسيا التي تحتسب مصر وجهة سياحية رئيسية بالنسبة لها، ويشكل سائحوها نسبة 47% من إجمالي السائحين الذين يزورون مصر، كما حققوا لمصر إيرادات بلغت 2.5 مليار دولار، من ضمن 7.3 مليار دولار إيرادات حققها قطاع السياحة المصري ككل في عام 2014، إضافة إلى بريطانيا التي اقترب عدد سائحيها في مصر من 600 ألف سائح وفقًا لبيانات 2015.
وعادت الرحلات الجوية السياحية بين مدينة الأقصر ومطار هيثرو مطلع الشهر الجاري، ما اعتبرته صحيفة «الجارديان» البريطانية انفراجة مبشرة بعودة السياحة إلي مصر.
وقالت الجارديان في تقريرها، إن الآمال تتزايد بأن ترفع روسيا قرارها بحظر السفر إلي مصر قبل نهاية العام الحالي، خاصة وأن ألمانيا أعادت تسيير رحلات مباشرة إلي منتجع شرم الشيخ في سيناء، المدينة التي كانت في السابق مقصدًا سياحيًا للشركات البريطانية.
وتستمر المفاوضات المصرية الروسية بشأن عودة السياحة، حيث تطلب روسيا مزيدا من إجراءات التأمين للمطارات، وهوما تعمل عليه مصر، ومن المتوقع أن تنتهي منه بنهاية العام الجاري، مع تزايد طلبات شركات الطيران والسياحة المصرية والروسية لإعادة تسيير الرحلات من جديد بين البلدين.
