في ذكرى ميلاده.. الزعيم ياسر عرفات مسيرة النضال والثورة

في اليوم الذي يحتشد فيه الفلسطينيون لتأكيد حقهم في مدينة القدس والمسجد الأقصى، تحل ذكرى الرئيس الشهيد ياسر عرفات، الذي طالما وعد شعبه باسترداد حقوقه كاملة من أيدي الاحتلال.

في مثل هذا اليوم من عام 1929، ولد ياسر عرفات، رمز الثورة والنضال الوطني الفلسطيني، بكوفيته وزيه العسكري ومسدسه الذي لم ينزعه عن خاصرته.

أبو عمار، واحد من 7 إخوة، ولد لتاجر فلسطيني، واسمه الحقيقي محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، ومحمد عبد الرحمن هو اسمه الأول.

برزت مواقفة في مختلف مراحل النضال الوطني الفلسطيني، ليحول الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ.

عاش سنوات طفولته المبكرة في مدينة القدس، ثم انتقل إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي والجامعي، وتخرج في جامعة القاهرة، مهندساً مدنياً، ليبدأ بعدها مسيرته النضالية والثورية الظافرة حتى عاد بالثورة الفلسطينية إلى أرض الوطن مؤسساً أول سلطة وطنية فلسطينية، كمقدمة لدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

بداية العمل الوطني

يقول المفكر والسياسي المصري، الدكتور رفعت السعيد في تصريح لـ “الغد”: “ياسر عرفات ليس كغيره من الزعماء، هو زعيم وطني أنقذ شعبه وحوله من شعب مستسلم إلى شعب ثائر، وقاد هذه الجموع الوطنية بحنكة وشجاعة وإقدام حتى أرهب عدوه”.

وأضاف السعيد: “ياسر عرفات رفع شعار الثورة، وتغلب على كافة المعوقات التي واجهته، ونجح في حشد الجماهير تحت طبقاتهم وانتماءاتهم تحت شعار الثورة، ولذلك هذا الرجل لم ولن يتكرر مرة أخرى”.

وفي ظل محاولات رأب الصدع بين القوى السياسية الفلسطينية الجارية للخروج من مأزق الانقسام، تحل ذكرى المناضل الأهم في التاريخ الفلسطيني الذي استطاع أن يوحد الشعب الثائر على هدف واحد، هو استرداد حقوقه.

شارك الراحل مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها في 1968، وانتخب رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فبراير/شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري ويحيى حمودة.

عمل الرئيس ياسر عرفات “أبو عمار” على تدريب العديد من الشباب الفلسطيني على عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وذلك عبر التسلل عبر الحدود ونهر الأردن، الأمر الذي دفع حكومة الاحتلال إلى شن هجوم ضخم على بلدة الكرامة الأردنية، بهدف القضاء وتدمير قواعد المقاومة الفلسطينية، وكان ذلك في مارس/أذار سنة 1968، وأظهرت المقاومة الفلسطينية بقيادة أبو عمار بطولة خارقة في معركة الكرامة حين تصدت للدبابات والطائرات الاسرائيلية مما دفعها للانسحاب.

وألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة “جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”.

إعلان الاستقلال

وعقب إعلان استقلال فلسطين في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1988، أطلق في الثالث عشر والرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ريجان في الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30  مارس/أذار 1989.

مشروع تحرير وطني

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول 2000، وحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلية عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية سميت بـ ‘السور الواقي’، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.

ويقول عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، إن الشهيد ياسر عرفات قدم نموذجا للوطنية، غير المسبوقة، التي سيقف التاريخ عندها كثير، فكان يقظا وطنيا ناجحا واقفا صامدا في وجه العدو أن يخشى عتاده، ونجح في توحيد كلمة الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الاسرائيلي.

اغتيال القائد والرمز

رحل الشهيد ياسر عرفات قبل 12 سنة، في ظروف لا تزال غامضة، والتحقيق الذي تجريه لجنة وطنية مكلفة بهذا الشأن لايزال جاريا.

يضيف الدسوقي لـ “الغد”: “تعرض ياسر عرفات لمؤامرة من الاحتلال الاسرائيلي بهدف القضاء عليه” .

وما زال التحقيق جاريا رغم الإعلان في أكثر من مناسبة أن وفاة الرئيس ياسر عرفات لم تكن طبيعية بل نتيجة مادة سامة، دست له في فترة الحصار الذي فرض عليه.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]