تحل اليوم الأربعاء الذكري السابعة عشر لوفاة الأديب المصري الكبير الحائز على جائزة نوبل للآداب نجيب محفوظ.
ولد محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة في ديسمبر/كانون الأول عام 1911، تخرج من كلية الآداب قسم الفلسفة، وكان يخطط للحصول على الماجستير لكنه وجه اهتمامه للعمل الإبداعي.
اشتهر محفوظ بالانضباط الشديد وتنظيم الوقت، وهو ما انعكس على غزارة إنتاجه حيث قدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية.
حاز محفوظ جائزة نوبل عام 1988 عن مجمل أعماله وليس عن روايته أولاد حارتنا كما روج المعارضون لفوزه، كانت أولاد حارتنا من أبرز المحطات الإبداعية في مسيرته وأثارت ومازالت تثير جدلا كبيرا باعتبار تقاطعها مع قصص الأنبياء، وبسبب ما أثارته من جدل لم يتم طبع الرواية في مصر وتم طبعها في دار الآداب ببيروت منذ الستينات من القرن الماضي، حتى أعادت دار الشروق المصرية طبعها في مصر عام 2006 .
وبجانب نوبل حاز محفوظ العديد من الجوائز المحلية والعالمية، كان من أبرزها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام ،1972 قلادة النيل العظمى في مصر عام 1988 ، جائزة مبارك في الآداب عام 1999، جائزة كفافيس عام 2004.
ومن أهم الأعمال التي قدمها زقاق المدق، بين القصرين، قصر الشوق، السكرية ، أولاد حارتنا، السراب، خان الخليلي، الطريق، الشحاذ.
بعد ثورة يوليو كانت أعماله تنضح بالنقد المجتمعي وظهر ذلك بوضوح في عمل مثل « ثرثرة فوق النيل» الذي قدم نقدا واضحا للنخب المصرية.
وبجانب أعماله الإبداعية من روايات ومجموعات قصصية، كتب محفوظ للسينما العديد من السيناريوهات، كما تحولت العديد من أعماله إلى أعمال سينمائية ومنها بداية ونهاية، اللص والكلاب، القاهرة 30، خان الخليلي، السراب، ثرثرة فوق النيل وغيرها.
تولى محفوظ عددا من الوظائف، حيث التحق في البداية بوزارة الأوقاف في منصب سكرتير برلماني خلال الفترة من 1938 وحتى عام 1945، كما عمل في منصب مدير الرقابة على المصنفات الفنية في وزارة الثقافة، وكان آخر منصب شغله هو رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما من 1966 إلى 1971.
في منتصف التسعينيات من القرن الماضي تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال حين حاول أحد الإرهابيين طعنه بسكين لكنه نجا من المحاولة وأعدم الشاب الذي قام بالهجوم عليه، ورغم نجاته إلا أن الإصابة أثرت على قدرته على الكتابة، ومع ذلك لم يتوقف عن الإبداع حيث واصل الكتابة وكان آخر أعماله أحلام فترة النقاهة عام 2004.
المصريون يتذكرون كاتبهم.. بالاقتباسات
واحتفى المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي بذكرى رحيل أديب نوبل.
ونشر الكثير من مستخدمي منصة إكس اقتباسات من روايات وقصص محفوظ.
فكتب حساب “زلابية” اقتباسا من رواية “أولاد حارتنا”: “ومن عجب أن أهل حارتنا يضحكون، علام يضحكوون؟ إنهم يهتفون للمنتصر أيا كان المنتصر، ويهللون للقوي أيا كان القوي، و يسجدون أمام النبابيت يداوون بذلك كله الرعب الكامن في أعماقهم”.
ومن عجب ان اهل حارتنا يضحكون, علام يضحكوون ؟ انهم يهتفون للمنتصر ايا كان المنتصر, و يهللون للقوي ايا كان القوي, و يسجدون امام النبابيت يداوون بذلك كله الرعب الكامن في اعماقهم. #نجيب_محفوظ #اولاد_حارتنا pic.twitter.com/aui5t9HLE9
— زلابيه (@zalabia_) August 30, 2023
بينما كتب “عماد رؤوف” اقتباسا من عمل آخر لنجيب محفوظ.
إنهم كّذابون .. ويعلمون أنهم كّذابون، ويعلمون أننا نعلم إنهم كّذابون، ومع ذلك فهم يكذبون بأعلي صوت.#نجيب_محفوظ pic.twitter.com/62NoGniqJf
— Emad Raouf (@EmadBk) August 29, 2023
وتداول مستخدمون آخرون الجملة الخالدة التي وردت في رواية “أولاد حارتنا” وصارت رائجة بين المصريين “آفة حارتنا النسيان”.
وقال كثيرون: إنه إذا كانت آفة حارتنا النسيان، فقد آن لها أن تبرأ من هذه الآفة، وإنها ستبرأ منها إلى الأبد.
هكذا قالوا..
هكذا قالوا يا حارتنا! #نجيب_محفوظ pic.twitter.com/uLibHITDXr— MARIAM NABIL (@MariamNabil8) August 29, 2023
