21 عاما مرّت على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول من عام 2001، ذلك التاريخ الذي قلب سياسةَ الولايات المتحدة الأمريكية رأسًا على عقب، ومعه تغيّرت ملامحُ العالم سياسيا وعسكريا.
مركز التجارة العالمي
ففي ذلك اليوم، وقعت الهجمات بعد اختطاف 19 رجلا 4 طائرات تجاريةً أمريكية محملةً بالوقود متجهةً إلى وجهات في الساحل الغربي.
في موقع مركز التجارة العالمي في مانهاتن بنيويورك، قُتل 2753 شخصا نتيجة ارتطام طائرتي ركاب مختطفتين في البرجين الشمالي والجنوبي.
وفي مبنى البنتاجون في العاصمة واشنطن، لقي 184 شخصًا مصرعهم عندما تحطمت طائرةٌ مخطوفة تابعة للخطوط الأمريكية في جزء من المبنى.
وبالقرب من شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا، لقي 40 راكبا وأفرادُ طاقمِ الرحلةِ التابعة لشركة يونايتد إيرلاينز مصرعهم عندما تحطمت الطائرة في أحد الحقول قبل أن تصل إلى هدفها المجهول.
وقٌدرت تكلفة تخطيطِ وتنفيذِ تلك الهجمات بـ500 ألفِ دولار، فيما وصلت خسائرُها الاقتصادية إلى 132 مليار دولار تقريبا.
هذا إلى جانب 60 مليار دولار التكلفةِ التقديريةِ لأضرار موقع مركز التجارة العالمي، بما في ذلك الأضرارُ التي لحقت بالمباني المحيطة والبنية التحتية ومرافق مترو الأنفاق.
وذلك فضلا عن 40 مليارَ دولار قيمةَ حُزمة الطوارئ لمكافحة الإرهاب والتي وافق عليها الكونجرس، وأيضاً 15 مليار دولار كحزمة مساعدات أقرها الكونجرس لإنقاذ شركات الطيران.
نجاحات أمريكية كبيرة
وفي السياق، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، مايكل مولروي، إن الولايات المتحدة الأمريكية حققت نجاحات كبيرة مؤخرا في مجال مكافحة الإرهاب في أفغانستان.
وأضاف مولروي، في تصريحات لبرنانج (مدار الغد) أن الجهود الأمريكية واضحة لتعقب كل من شارك في أحداث 11 سبتمبر الدامية، وكذلك ضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة مرة أخرى.
كما أوضح مولروي أن الحرب ضد الإرهاب لم ولن تنتهي، مؤكدا أنها ستظل مشكلة دائمة يجب التصدي لها ومواجهتها بشكل من أشكال العنف.
ولفت إلى أن هناك فروقات كبيرة في تعامل الإدارات الأمريكية في مكافحة الإرهاب، حيث وُجهت انتقادات لاذعة لإدارة جورج دبليو بوش الابن الرئيس الأمريكي آنذلك.
تطور أمريكي لافت
وقال الدبلوماسي السابق ومدير معهد المشرق الألماني، السفير اندرياس رينيك، إن الولايات المتحدة الأمريكية حققت نجاحات في محارية الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر.
وأضاف رينيك أن القوات الأمريكية تتطور من عملها لمكافحة الإرهاب، وباتت تفكر أكثر من الأول في طريقة تفكير الإرهابيين.
وأكد رينيك أن الإرهاب لم ينته بعد، ومن الصعب أن يوقف، لكن تنظيم القاعدة ضعف، وكذلك الحركات المسلحة في الكثير من الدول، ويتم مراقبتها على صعيد تأثير الحروب التي شنت خلال العقدين الماضيين.
وأشار رينيك إلى أنه لا يتفق مع طرح الضيف الأول مايكل مولروي، وذلك لأن الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية كان كبيرًا وضخمًا.
ويعتقد رينيك أن الولايات المتحدة الأمريكية استفادت من الدرس في مكافحة الإرهاب بعد ذلك.
مشلكة في إدارة الحروب
ويرى رئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، أحمد المِسلماني، أنه يجب التفريق بين أحداث 11 سبتمبر والحروب على الإرهاب.
وأوضح أن أحداث 11 سبتمبر أحداث إجرامية وإرهابية، ونتعاطف كليا مع الشعب الأمريكي.
وتابع بالقول:” لكن ما سمي بالحرب على الإرهاب، فهناك ما يمكن أن نتختلف فيه مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد”.
واستكمل:” العالم لم يكن أكثر أمنا، خلال الحروب التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، ولم يكن هناك داعش أو بوكو حرام، أو أنصار الشريعة، وكذلك حركة طالبان، وداعش خراسان”.
ولفت المسلماني إلى أن ذلك كله نتيجة لعدم الحكمة في إدارة حروب ما بعد 11 سبتمبر رغم أن مكافحة الإرهاب واجبة على الجميع.