في رمضان.. الأقليات المسلمة تحتفل على طريقتها
في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون حول العالم لاستقبال شهر رمضان، الذي بدأ أول أيامه، اليوم الإثنين، في غالبية الدول العربية والأوروبية، فإن هناك جانبا آخر من المسلمين هم «أقليات» في البلاد التي يعيشون بها، يمثل لهم الشهر الكريم تذكيرا بتاريخ من الاضطهاد.
الإيجور في الصين
ظلت السلطات الصينية تتهم الأقلية الإيجور، الذين عرفوا بـ«الانفصاليين» بالقيام بسلسلة من الهجمات الإرهابية على تجمعات المدنيين والمؤسسات الحكومية، فيما نفى الإيجور باستمرار هذه التهم، حيث تصاعدت الاتهامات والتشديدات الحكومية منذ توسع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق واستقطابه العديد من المقاتلين الأجانب.
وفي شهر رمضان من العام الماضي، قالت أقلية الإيجور المسلمة في الصين، إن السلطات الصينية منعت الصيام في بعض أجزاء مقاطعة شينجيانج الغربية، وفق ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، والتي أكدت أن السلطات الصينية كانت قد أمرت المسلمين بالاستمرار في فتح مطاعمهم لتقديم خدماتها النهارية خلال الشهر، ونقلت عن زعيم إيجوري أن السلطات الصينية أجبرت الآباء الإيجور على التعهد بمنع أبنائهم من الصيام في شهر رمضان.
وبادرت الصين، قبيل بداية شهر رمضان، بالإعلان عن حماية طقوس الأقليات المسلمة طوال الشهر، متعهدة بعدم التمييز الديني ضدهم، بعد توجيه الاتهامات لها من جانب المنظمات الحقوقية.
وقال مسؤول من الحكومة الصينية، إنه سيسمح للمطاعم بالعمل وفق ساعات عملها الخاصة، فيما تتولى السلطات تأمين كافة الطقوس بالمساجد والأماكن المخصصة لهذه الطقوس، لافتا إلى أن «القيود مستمرة على الإيجور بما يوقف انتشار الإسلام المتطرف».
الروهينجا في بورما
الروهينجا هي أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، وفق تصنيف الأمم المتحدة، ويوجد ما يقرب من 800 ألف مسلم سني في ولاية أراكان غربي بورما، وقد قيل إن الاسم يرجع إلى قصة سفينة عربية بها تجار عرب تحطمت بالقرب من جزيرة راماي، وأمر ملك أراكان بإعدام العرب الذين صاحوا «الرحمة الرحمة»، فأطلق على هؤلاء راهام، وتم تحريف المصطلح مع مرور الزمن إلى رهوهانج ثم روهينجا.
ويعد الروهينجا وبقية مسلمي البلاد الذين ينحدر أسلافهم من الهند وبنجلاديش، مواطنين بورميين إلى أن انتقلت مقاليد السلطة إلى العسكر في انقلاب عام 1962م، وما لبث أن تدنت وضعيتهم بموجب دستور 1974م الذي لم يعترف بهم مواطنين أصليين، فكان أن حرم معظمهم من حق المواطنة، أي اعتبروا أشخاصا بلا وطن، حيث تعتبرهم السلطات مهاجرين غير شرعيين.
وعلى أثر مذابح متعددة تعرض لها المسلمون هناك، كان آخرها تلك التي وقعت عام 2012، هرب الآلاف من الروهينجا إلى ماليزيا، حيث يمكنهم ممارسة طقوس عقيدتهم بحرية.
وإلى جانب استعداداتهم للطقوس الرمضانية، يستعد مسلمو بورما أيضا لتلقي المزيد من عمليات القتل والاضطهاد والتهجير على أيدي الأغلبية البوذية التي ظلت مدعومة من الحكومات المتعاقبة حتى إجراء الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزب أونج سان سوكي «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية»، والذي فاز مرشحه هيتن كياو في أول انتخابات رئاسية حرة أجريت 15 مارس الماضي.
وتعرض الحزب لانتقادات شديدة بعد حديثه المتكرر عن الكيفية التي سيتم من خلالها معالجة وضع الروهينجا في ولاية راخين، وسط دعوات أممية بمنح الروهينجا حق المواطنة الكاملة.
في سريلانكا
تعرض المسلمون في سريلانكا لأعمال عنف من قبل طائفة السنهاليين بقيادة حزب بوذي متطرف اسمه (ويراويثانا) ، انتقاما من تدمير حكومة طالبان للتماثيل البوذية في أفغانستان.
ويعاني مسلمو سريلانكا من العنف المتكرر، المتمثل في حرق بعض المساجد، وقتل بعض المسلمين، وحرق ممتلكاتهم، دون أي سبب قانوني سوى الاختلاف الديني.
وكان صراع طائفي قد دام هناك ما يقرب من 30 عاما بسبب حركة ثورية انفصالية من المتمردين الهندوس، ما أدى إلى حرب أهلية بين جبهة نمور التاميل للتحرير «الهندوسية» والحكومة المركزية «البوذية»، وقف مسلمو الجزيرة مع الحكومة البوذية ما أدى لارتكاب المذابح ضد المسلمين منذ عام 1990.
