في روايتها الثانية.. ميسون صقر تكشف عن اللؤلؤ بين ظلمة صيده وبريقه في أعناق النساء
قال الناقد والشاعر شعبان يوسف إن الكاتبة والشاعرة الإماراتية ميسون صقر استطاعت أن تمزج بين حياة القاهرة في رواياتها الأولى «ريحانة» ومجتمع الإمارات، رغم إقامتها فى القاهرة، مضيفًا أنها تمكنت في فترة وجيزة من أن تثبت نفسها كروائية.
وتابع أثناء تقديمه للندوة التي أقيمت لمناقشة رواية «في فمي لؤلؤة» في الجريك كامبس بالجامعة الأمريكية: «ميسون صقر من النوع الذي لا يترك الكتابة إلا بعد إجراء تعديلات متعددة، ومن ثم هي كائن ممسوس بالكتابة».
ومن جانبه قال الشاعر جمال القصاص إن الكاتبة «نجحت في أن تجعل من صيد اللؤلؤ محور فضاء، فالرواية متعددة المناخات على المستوى الإنساني والعاطفي والسياسي والثقافي، حيث تنمو هذه المستويات داخل الرواية وصراعها الثقافي».
أما الكاتب صبحي موسى فقال: ميسون بالنسبة لي حالة فنية متكاملة تبدأ من الشعر إلى الفن التشكيلي حتى الرواية، لافتًا إلى أن الانتقال من الشعر إلى الرواية يعطى «طاقة أكثر على التخيل وهو ما حدث في نصها الجديد».
وأوضح موسى أن رواية ميسون صقر الأخيرة نص ملحمي، أقرب إلى فكرة البناء الكاتدرائي، استطاعت من خلاله أن تجد في مسألة التاريخ واحدة من مراحل التحول بالنسبة للجماعة البشرية في دول الخليج، وفي عالم الجغرافيا قامت بالربط بين ثلاث قارات من خلال صيد اللؤلؤ، وقدمت نوعًا من التضافر بين عشرات الحكايات والأزمنة.
ورصد الدكتور نبيل عبد الفتاح أن رواية «في فمي لؤلؤة»، للكاتبة ميسون صقر، تعد «سردا للتناقضات».
وتتناول رواية ميسون صقر «في فمي لؤلؤة » الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية عالم صيد اللؤلؤ وحياة الغواصين على مراكب الصيد، وترصد المفارقة ما بين بريق اللؤلؤ الذي يشع من أعناق النساء وظلمة المغاصات وبؤس حياة جالبيه .
ولا تكتفي الرواية بحياة البحر لتوثق تواريخ الغوص وطقوسه فقط، بل تقدم رؤية لحياة الإمارات خلال زمن صيد اللؤلؤ في خيوط سرد متوازية، فتتنقل بين الحصون ومزارع الإبل ومناطق البدو ومدن الصيد وخيام الغواصين وجبال الشحوح، وتحتفي بخصوصية كل مجموعة، وتقدم بين ثنايا القصة المتخيلة شخصيات وأحداثا من الواقع تصل إلى حد التأريخ في بعض المواضع.
وتحدثت ميسون صقر عن بعض التفاصيل الخاصة بالرواية، مشيرة إلى أنها استغرقت منها سبع سنوات من المغامرة اللغوية، والقراءة، الغوص في الذات وتحولات المنطقة، والبحث المضني في أرشيفات البحر والأساطير ورحلات الغوص والمواويل البحرية والشعر الشعبي المتعلق بجماليات اللؤلؤ، وكذلك ملاحقة مراحل صعود وانهيار تجارة اللؤلؤ على يد المخترع الياباني «ميكوموتو» الذي ارتدت الممثلة المنتحرة مارلين مونرو إحدى قلائده الصناعية، وهي الممثلة التي تظهر على غلاف الرواية بالقلادة ذاتها، إمعانًا ربما من ميسون في تفكيك العلاقة المعقدة بين الأصيل «المنسي» وبين الزائف «الحاضر».