في زيارة «غير ودّية» واجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استقبالا عدائيا في بريطانيا، وحلق بالون يصوره كـ «طفل غاضب». باستخدام منطاد «ترامب بيبي» البالغ طوله ٢٠ قدمًا والذى حلق فوق ساحة البرلمان يوم الخميس الماضي، في مشهد سريالي يعبر عن الأجواء الساخطة والاحتجاجات التي انتشرت في شوارع لندن، ترفض الزيارة، وفي واقعة لم تشهدها بريطانيا في تاريخها، بموجات معارضة لرئيس أمريكي، بهذا الحجم.. وقد أظهر استطلاع جديد للرأي من «بي.ام.جي» هذا الأسبوع، أن 42 في المئة من البريطانيين لديهم اعتقاد بأنه لا ينبغي دعوة ترامب إلى البلاد، و39 في المئة من البريطانيين يرغبون في ان تكون رئيسة الوزراء أكثر صرامة معه.
وأمضى «ترامب» وقتا قصيرا للغاية في لندن، وقابل الملكة اليزابيث الثانية، في قلعة وندسور، على بعد 20 ميلا من العاصمة بدلا من قصر باكنغهام في العاصمة لندن، وتعليقا على ذلك، قال المؤرخ السياسي جيمس بويس، إن قضية ابعاد ترامب عن العاصمة هي إشارة سيئة عن حجم الاستقبال الذي كانوا يتوقعونه.
وفي هذا المناح عبر البريطانيون عن استيائهم من انتهاك الرئيس ترامب للمراسم الملكية، خلال لقائه بالملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، حيث كسر البروتوكول عدة مرات، مما تسبب فى حرج للملكة التى استقبلته فى قصر ويندسور..ورصدت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، انتهاك ترامب لحدود اللياقة فى حضور الملكة:
- وكان الخطأ الأول عدم الانحناء قليلا عند تحية الملكة إليزابيث، حيث جرت العادة أن ينحنى الرجال أمام الملكة عند السلام عليها، ولكن ترامب اكتفى بمصافحة حارة وهو نفس ما فعلته زوجته ميلانيا.
- أما الخطأ الثاني، فتمثل فى عدم التزامه بالموعد المحدد للقاء ، وترك الملكة – ٩٢ عاما – تنتظره لمدة تتراوح بين ١٢ و١٥ دقيقة فى درجة حرارة بلغت نحو ٢٧ درجة مئوية..ورصدت الكاميرات الملكة إليزابيث، وهى تنظر إلى الساعة أكثر من مرة، بعد أن تأخر ترامب وزوجته ميلانيا فى الوصول إلى مكان الاستقبال في الموعد المحدد، الأمر الذى أثار حفيظتها على ما يبدو.
- أما الخطأ الأكبر، فارتكبه ترامب لدى دعوته للانضمام إلى الملكة لتفقد حرس الشرف، حيث أدار ظهره للملكة وسبقها فى السير أثناء مرورها أمام حرس الشرف، وأخذ يبحث عنها، وهو أمر يعتبر خرقا جديا للبروتوكول..ورصدت الكاميرات ـ أيضا ـ الملكة وهى تشير بيدها لترامب بالسير على يسارها، إلا أنه لم ينتبه إلى إشاراتها المتكررة وتوقف فجأة أمامها.
- وأثارت تصرفات ترامب هذه، ردود فعل كثيرة ومتفاوتة على مواقع التواصل الاجتماعى ، حيث انتقده الكثيرون بسبب ما وصفوه بـ «وقاحته» و«عدم احترامه للملكة».
ولاحقت المظاهرات الاحتجاجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال زيارته الخاصة لأسكتلندا التى ينهى بها زيارته إلى المملكة المتحدة اليوم، بعد أن أثار الصدمة حين انتقد «تيريزا ماى» رئيسة الحكومة البريطانية بقوله إن رغبة لندن فى إقامة علاقة وثيقة مع الاتحاد الأوروبى بعد «بريكست» ستقضى «على الأرجح» على التوصل الى اتفاق للتبادل للحر مع الولايات المتحدة..ومن غير المتوقع أن يلتقى ترامب رئيسة وزراء أسكتلندا، نيكولا ستيرجيون، التى طالما انتقدته علانية، وقادت الآلاف من المتظاهرين فى مسيرة ضد ترامب، فى جلاسكو أمس.
ورغم أن اسكتلندا شهدت بالكامل عملية أمنية كبيرة، إلا أن هذه الإجراءات الأمنية لم تمنع وقوع اختراق أمنى خطير حيث قام مظلى من جماعة «جرينبيس» بالهبوط فوق ملعب الجولف حاملا شعار «ترامب أقل من أن تتم مقاومته»، وتمكن من الفرار إلا أن الشرطة البريطانية مازالت تبحث عنه.
- ويشوب العلاقة بين السلطة التنفيذية فى أسكتلندا والرئيس الأمريكى التوتر بسبب خلاف عمره عشر سنوات حول ملعب جولف يملكه ترامب هو «إنترناشونال جولف لينكس» فى شمال إبردين بالساحل الشرقي..كما أخذت أدنبره مسافة من ترامب خلال الحملة الرئاسية الأمريكية بعد تعهده إغلاق حدود بلاده أمام المسلمين..وسبق أن سحبت جامعة روبرت جوردن فى أبردين شهادة الدكتوراه الفخرية التى كانت منحتها إلى الرئيس الأمريكى وكذلك فعلت الحكومة الأسكتلندية التى كانت منحته لقب سفير أعمال.
ومن المقرر أن يغادر ترامب أسكتلندا، اليوم الأحد، متجها إلى فنلندا قبيل القمة المرتقبة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
