تترقب الدوائر السياسية زيارة الرئيس الأمريكي، بارك أوباما، للمملكة السعودية، وحضور اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي في 21 أبريل/ نيسان المقبل.
وهي الزيارة الأولى للخليج العربي، عقب تصريحاته التي أثارت استياء وغضب الحلفاء العرب، ووصف سياساتهم بأنها تبحث عن «الانتفاع المجاني» من الولايات المتحدة، ولذلك من المرجح، وفقا للدوائر السياسية، أن تجذب زيارة أوباما الانتباه الأكبر، لدى الأوساط السياسية الغربية.
احتقان سياسي «مكتوم»
ويبدو أن الإدارة الأمريكية تتحسب جيدا لردود فعل دول الخليج العربي، حلفاء واشنطن، أثناء زيارة الرئيس أوباما، وبادرت بارسال وفدا من الكونجرس، برئاسة السيناتور بنيامين كاردن، يضم كلاً من السيناتور الديمقراطي من ولاية ماستشيوستش أدوارد ماركي، والسيناتور الديمقراطي من ولاية أوريجون جيف ميركلي، والسيناتور الجمهوري من ولاية كولورادو كوري جاردنر، للمملكة السعودية، أمس الإثنين، للتمهيد لزيارة الرئيس الأمريكي، بحسب تقرير صحيفة واشنطن بوست، واستعراض علاقات الصداقة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وآفاق التعاون بين البلدين.
وأشار التقرير إلى ما وصفه بـ«الاحتقان السياسي المكتوم» جراء تصريحات أوباما التي انتقد فيها سياسات حلفاء أمريكا من العرب.
«أوباما دوكتورين»
نظرية الانتفاع المجاني، أو «أوباما دوكتورين»، أي نطرية أوباما، التي طرحها وهو يلملم أوراقه، تاركا البيت الأبيض بعد 8 أشهر، أثارت خيبة أمل وإحباطا لدى القادة العرب في دول الخليج، بحسب وصف الباحث في معهد كارينجي للسلام، جيرالد آدم، متسائلا: ماذا سيقول أوباما لسياسيين خليجيين ضاقوا ذرعا بسياساته وتصريحاته الصادمة عن «عجز العرب واتكاليتهم»، وأنهم يقولون كلاما كبيرا ولا يقومون بأفعال من حجم الكلام، وينتظرون من الولايات المتحدة، أن تقوم بكل شىء مجانا!.
وأشار الباحث الأمريكي، إلى استخدام أوباما لكلمة، freeloader، أو freerider وهي كلمة إنجليزية مركبة، تعني أن يستفيد الإنسان دون أن يدفع الثمن، وقد رد عليه الأمير تركي الفيصل ردا مفحما، وردا مماثلا من الشيخ تامر الصباح، رئيس جهاز الأمن القومي في الكويت، ومن الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، وهي في مجملها تقول: إذا كان هناك من تتفق أفعاله مع رأي الرئيس الأمريكي فهو باراك أوباما نفسه، قبل أي مسؤول آخر في العالم كله.
هل تقدم أمريكا خدمات اشتراكية مجانية؟
ربما كانت مشاعر خيبة الأمل والإحباط غير كافية للتعبير عما آلت إليه الأمور في علاقة الولايات المتحدة بحلفائها العرب التقليديين وخاصة دول الخليج، وفقا لتقرير واشنطن بوست، إذ ما زالت تتفاعل تلك التصريحات التي أطلقها الرئيس أوباما.
ويرى المحلل السياسي اللبناني طاهر علوان، أن هناك أسئلة يجب أن تطرح بصوت عال، خاصة إذا ما كانت الإدارة الأمريكية قد قررت بشكل نهائي تغيير وجهة تحالفاتها وبدأت برمي أخطائها تباعا على حلفائها العرب، وإلا كيف يفسر أولئك الحلفاء نظرية الانتفاع المجاني التي جاء بها الرئيس أوباما؟ ومتى كانت أمريكا على مرّ تاريخها تقدم خدمات اشتراكية مجانية وتقدم ضمانات سياسية وعسكرية وأمنية مجانية؟ على مر تاريخها كانت ترسل مسؤوليها إلى البلاد العربية لا تفارقهم الفواتير وقوائم المحاسبة المالية، فكيف صار العرب في غمضة عين مجرد أناس يبحثون عن الانتفاع المجاني؟.
ماذا سيقول أوباما في الخليج
ويشير علوان، إلى أن إشكالية الانتفاع المجاني التي عاب فيها أوباما على العرب تهالكهم وعجزهم وبالتالي نفض اليد منهم، يقابلها النقيض الكامل برغبة الرئيس تأدية زيارة الوداع للمملكة العربية السعودية ولقاء ملوك وأمراء الخليج قريبا، لكن ماذا سيقول أوباما؟ بالتأكيد لن يتعدى الأمر تلك الطريقة المعتادة بخلخلة أواصر العلاقات الثنائية وتشويهها بيد، والسعي لإبقاء قنوات المصالح كما هي، لا تمسّ بيد أخرى، هذه الخلطة الأمريكية العجيبة يبدو أن الصديق الأمريكي يراهن إلى ما لا نهاية على صبر عرب الخليج وتحملهم تلك الشطحات غير المتوقعة وغير المناسبة، لا توقيتا ولا تأثيرا.
.
.
………
