في ظل أزمة الرواتب.. أجواء حزينة تخيم على بيوت الموظفين في رمضان

ما أن يقترب موعد آذان المغرب، حتى يبدأ الموظف سعيد أبو اشكيان (47 عاماً) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة المحاصر، في تحضير ما امكن من وجبة إفطار له ولزوجته ولأبنائه الستة، الذين سرعان ما يلتفون حول تلك المائدة المتواضعة والتي بالكاد تحوي ما يسد رمقهم ويمكنهم من إكمال مسيرة الصوم في اليوم التالي.

ويقول أبو اشكيان، والذي يعاني أوضاع معيشية صعبة بعد انقطاع راتبه كما هو حال آلاف الموظفين الذين تقطعت بهم السبل بعد وقف السلطة الفلسطينية رواتب موظفيها في قطاع غزة: “لم يعد بمقدورنا توفير وجبات الإفطار لأبنائنا، فلم نعد نملك نقود في هذا الشهر الفضيل الذي يحتاج إلى الكثير من المصاريف، لكن ما باليد حيلة، ويتابع نقسم وجبة الإفطار للسحور”.
ويضيف: متطلبات شهر رمضان كثيرة وتستزف مالاً كثيرا، خاصة وأن الأطفال بحاجة إلى تغذية في رمضان ولديهم طلبات يجب أن توفر إليهم، ومع الاسف لم نعد نستطيع توفير الكثير من المتطلبات الضرورية في رمضان.
وأشار أبو اشكيان إلى أنه قبل أزمة الرواتب والخصومات التي تم فرضها على الموظفين كان الموظف بالكاد يدبر أمور حياته بسبب أن عدد كبير من الموظفين أصبح أولادهم بالجامعات ويحتاجوا إلى مصاريف كثيرة، والآن الأمور أصبحت أكثر تعقيداً وبؤساً جراء العقوبات، ويتسائل بألم لا نعرف كيف سنتدبر أمورنا؟ وإلى متى سنبقى على هذا الحال؟

جيوب فارغة:
ففي غزة جيوب فارغة وعيون تغض النظر عن رؤية ما لذ وطاب من حاجيات رمضان، حيث الأسواق التي تحتفي بالشهر الفضيل، تتبعها بأمنيات ومطالبات، بعد ان ضاقت الأرض بما رحبت وسدت كل السبل ولم يتبقى من طريق بعد ان عجزت كل محاولات هذه الأسرة او تلك في توفير وجبة إفطار أو حتى سحور او بعضاً مما يمكنهم من استكمال صوم الشهر الفضيل.

ولم يكن حال الموظف خميس عودة بأفضل حال، وهو يصف المشهد بالقول:” لقد خذلتنا السلطة واودت بنا إلى الهاوية وفي هذا الشهر الفضيل اصبح الكثير منا ينتظر مساعدة، او ان يطرق احدهم الباب لتقديم ما امكن من طعام من خلال الجمعيات التي ازداد عددها في ظل هذا الواقع المرير الذي بتنا نعيشه:

ويضيف: لا نريد مساعدة من احد وعلى السلطة ان تعيد لنا حقنا لكي نعيش بكرامة، ويختم عودة كل الايام باتت واحدة فلا اجواء في رمضان، ولم يعد هناك طعم للحياة أصلاً بعد ان بتنا وارزاقنا واولادنا ملهاة ولعبة في يد المنقسمين.

واقع مرير:
ووجه الموظفون رسائل في اكثر من مرة لإنقاذهم من حالة الموت التي تستهدفهم وهو احياء، ويقول الموظف محمد اسليم (50) عاماً انه لم يعد هناك متسعاً لحياة في غزة فلا رواتب ولا عمل وعلى هذا الحال نستقبل رمضان، وما زاد من قسوة الحياة اقدام السلطة على وقف رواتبنا بالكامل بعد ان خصمت على مدار عام مضى 30 % منه.

وتساءل سليم، كيف يمكن لنا أن نعيش اجواء رمضان في ظل هذا الواقع الذي لم يعد بمقدورنا فيه أن نجلب وجبة طعام لأولادنا مهما رخص ثمنها، وكيف لنا ذلك وقد باتت جيوبنا فارغة لا تحوي على أي نقود.
هو واقع مرير اذن يعيشه اكثر من ستون ألف موظف يتبعون للسلطة الفلسطينية مع حلول شهر رمضان المبارك، وذلك بعد ان أقدمت حكومة التوافق الوطني في رام الله ،على وقف رواتبهم بعد حسمها في مارس من العام الماضي بنسب وصلت إلى أكثر من 70%، وهو ما فاقم من معاناتهم في ظل اوضاع اقتصادية متردية أصلاً، بفعل الحصار الخانق المفروض على غزة والممتد منذ 12 عاماً تقريباً.

شريان الحياة:
وتعتبر الرواتب التي يتلقاها موظفو السلطة الفلسطينية، بمثابة شريان الحياة الذي يبقي غزة على قادرة على الصمود في وجهة سنوات عجاف من الحصار الممتد منذ 11 عام ،وهو مصدر الدخل الوحيد لعشرات الالاف من الموظفين الذين يعلقون املاص عليه في توفير احتياجات اسرهم وعائلاتهم في ظل ظل تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والانسانية في قطاع غزة.

وبعد توقف الحكومة الفلسطينية،عن دفع رواتب الموظفين،القى ذلك بتداعيات ثقيلة على كاهل الموظف وكانت بمثابة الصدمة للموظفين، الذي لم يتوانوا عن المطالبة، بضرورة صرف رواتبهم التي بررها متنفذون في السلطة الفلسطينية انها ناجمة عن خلل فني، لم تقوى على اصلاحه بعد، لكن الاكيد وفقاً لسان حال الموظفين في غزة انه قرار بالقطع لرواتبهم دون ان تشفع لهم سنوات خدمتها والتزامهم بالشرعية الفلسطينية كما يقولون.

نتائج كارثية:
ويرى مراقبون اقتصاديون أن قطع الرواتب عن الموظفين في غزة ادى إلى نتائج كارثية على الجميع، لأن رواتب السلطة تمثل العمود الفقري للحركة الاقتصادية في غزة، مؤكدين أن العجلة الاقتصادية في غزة تأثرت سلباً بشكل كبير جداً منذ شهر أبريل/2018؛ حينما تم خصم نسبة 30-50% من رواتب المدنيين والعسكريين.
ويشير احمد عياش وهو موظف إلى المصاريف الكبيرة والكثيرة التي يتطلبها شهر رمضان، ويتساءل عن أي اجواء بدنا نحكي، وبصوت عال يصرخ لا قادرين نعيش “رمضان ولا غير رمضان”. وأضاف عياش: رواتبنا تعني قوت أطفالنا، ووراء كل موظف ما يقرب من 7 إلى 8 أفراد من عائلته، وقد تقدمنا في السن وليس لدينا مقدرة على العمل من جديد أو المقدرة على فتح حتى مشاريع صغيرة لنقتات منها، كما إننا نعاني من تراكم الديون بسبب الخصومات التي طالت رواتبنا، لا نعرف ماذا سنفعل إن عُدنا لأطفالنا دون رواتب!”.

تصريحات خاوية:
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوة السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بضرورة العمل على صرف رواتبهم اسوة بنظرائهم في الضفة الغربية وذلك بعد ان توقف في مارس الماضي عن صرف الراتب والتذرع بحجج متفاوتة، فيما أقدمت على صرف نصف راتب في مطلع شهر مايو.

وكان الرئيس محمود عباس اعلن في ختام جلسة المجلس الوطني،صرف رواتب الموظفين في المحافظات الجنوبية، في اليوم التالي، وتوالت في أعقابه التصريحات،المتناقضة والى الان لا يزال الموظفين ينتظرون وعد الرئيس بصرف الرواتب التي لم ترى النور الى الان ، في الوقت الذي تتدهور فيه الاضاع الانسانية لموظفي السلبطة الذين وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها بدون رواتب وبدون مستقبل.

عضو اللجنة المركزيةلحركة فتح ، وعضو اللجنة التنفيذية السابق زكريا الأغا ،كان هو الاخر قد وجه قبل أيام رسالة هامة للرئيس عباس بشأن رواتب الموظفين، وتمنى الأغا في رسالته التي نشرها عبر صفحته الرسمية على (فيسبوك) أن يأخذ الرئيس عباس قراره الفوري بوقف كل الإجراءات التي تم اتخاذها قبل عام والعودة الى الوضع الذي كان قبل ذلك وخاصة موظفي السلطة الفلسطينية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]