في ظل الحرب.. مصير غامض ومخاوف جديدة للمهاجرين في ليبيا

اعترض حرس السواحل الليبي، المدعوم من الاتحاد الأوروبي، طريق ديمبا ديمبيلي، بعد أن أمضى 3 أيام في البحر محاولا الوصول إلى أوروبا، فأعاده إلى طرابلس.

ومثل غيره من عشرات المهاجرين الآخرين، استقل ديمبيلي سيارة أجرة واتجه للمدينة.

على مدى سنوات كان المهاجرون، الذين يعيدهم حرس السواحل إلى ليبيا عادة ما يُنقلون إلى مراكز احتجاز تابعة للحكومة معروفة بظروفها المعيشية المزرية وتفشي الانتهاكات فيها.

لكن بعد إغلاق العديد من هذه المراكز، أصبح مسموحا لبعض المهاجرين بالتجول بحرية في المدينة بعد نزولهم على البر، غير أنهم يواجهون مصيرا غامضا في دولة يعصف بها تجدد الصراع في الأشهر الستة الماضية.

وحاول ديمبيلي (28 عاما) من مالي مرتين الوصول إلى أوروبا، وبعد فشل محاولته الأولى أمضى 3 أشهر في مركز احتجاز، حيث قال إنه رأى مرتين الحراس يطلقون النار على مهاجرين يحاولون الهروب منهم.

وقال “في المرة الأولى، اقتحم الناس الباب محاولين الخروج فأطلقوا النار عليهم، كانوا يضربون الناس”.

وأضاف أن رجلا ليبيريا قُتل بالرصاص، وأضاف “حدث ذلك أمام عيني”.

وما زالت زوارق تهريب البشر تقلع باستمرار باتجاه أوروبا، لكن نسبة المهاجرين الذين يجري اعتراض طريقهم وإعادتهم إلى ليبيا ارتفعت في العامين الماضيين، نتيجة جهود قادتها إيطاليا ودعمها الاتحاد الأوروبي للحد من عبور المهاجرين أثارت انتقادات حادة من الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان.

وتزامن ذلك مع انهيار الشبكات، التي أرسلت أكثر من 600 ألف مهاجر عبر البحر المتوسط في الفترة من 2014 إلى 2017، إذ ابتعدت الجماعات المسلحة الراغبة في تحسين سمعتها عن تهريب البشر.

وتفيد بيانات الأمم المتحدة، بأن 8400 شخص فقط عبروا الحدود إلى إيطاليا منذ بداية هذا العام وجرى اعتراض طريق 7400 منهم وإعادتهم أدراجهم.

لكن باحثين وموظفي إغاثة يقولون، إن هذا التحول جعل ليبيا مكانا أكثر وحشية تجاه المهاجرين الباقين فيه إذ أصبح المهربون الذين يجدون صعوبة في كسب المال في سوق متقلصة يسومونهم ألوانا أشد من الانتهاكات والابتزاز.

والقتال مستمر منذ أبريل/ نيسان في غرب ليبيا، مع سعي قوات متمركزة في شرق البلاد يقودها خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس.

وقال نيجيري، يبلغ من العمر 49 عاما، كان على الزورق نفسه الذي كان عليه ديمبيلي، إنه أمضى 4 سنوات في ليبيا، وكان يعمل في مصنع في جنوب طرابلس قبل اندلاع القتال في الفترة الأخيرة. وقال “الحرب فقط هي ما دفعني للمغادرة”.

وتقع مراكز الاحتجاز اسميا تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، لكن تسيطر عليها فصائل مسلحة تشارك حاليا في قتال قوات حفتر.

وقال موظفو إغاثة وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إنه جرى تجنيد بعض المهاجرين لصالح المجهود الحربي.

ورأى مراسل من رويترز مهاجرين ينقلون أسلحة في قاعدة تابعة لفصيل مسلح غير بعيدة عن جبهة القتال في جنوب طرابلس.

وتحولت مراكز الاحتجاز كذلك إلى أهداف، ففي يوليو/ تموز قتل أكثر من 50 مهاجرا في ضربة جوية على مركز مهاجرين في تاجوراء قرب المكان الذي نزل فيه ديمبيلي.

وتدفق الذين نجوا من الضربة الجوية على منشأة أقامتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة للاجئين وطالبي اللجوء، وتتعرض هذه المنشأة لمشكلات منذ افتتاحها في أواخر العام الماضي.

وقال مسؤول في حرس الحدود، إن مركز تاجوراء استقبل المزيد من المهاجرين بعد الضربة، لكنه لم يعد يقبل قادمين جددا، وأغلقت مراكز احتجاز في الخمس ومصراتة أبوابها استجابة لضغوط دولية طالبت بإغلاقها.

ورغم أن ديمبيلي وأكثر من 80 مهاجرا غيره استقلوا سيارات أجرة بعد إنزالهم على البر، تجنبوا الاحتجاز الفوري، فإن موظفي الإغاثة يخشون من أن بعضهم ربما يقع تحت رحمة مهربي البشر إذا لم يُنقلوا لمراكز الاحتجاز التي تقوم منظمات دولية بزيارتها من حين لآخر على الأقل.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة، التي تواجه صعوبات في إجلاء المهاجرين من ليبيا وبدأت في الفترة الأخيرة في نقل اللاجئين إلى رواندا، إن بعض المهاجرين يحاولون دفع رشوة لدخول مراكز احتجاز على أمل إعادة توطينهم.

ويوجد في ليبيا حاليا نحو 640 ألف مهاجر، وتضم المراكز 5 آلاف فقط، لكن الأوضاع تتغير بسرعة، في السابق أعيد فتح مراكز بعد إغلاقها أو أقيمت مراكز جديدة في مواقع أخرى.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، التي تقدم الرعاية للمهاجرين المحتجزين في ليبيا إنه بعد إغلاق مركز في مصراتة الأسبوع الماضي نقلت السلطات الليبية أكثر من مئة لاجئ ومهاجر إلى مركزين آخرين لهما سجل في “الانتهاكات والعنف والاستغلال والاختفاء القسري”.

وقال ساشا بيتيو، رئيس بعثة أطباء بلا حدود، “نقلوهم من مركز اعتقال لآخر لتتحول أوضاعهم من سيء إلى أسوأ في دائرة مفرغة من اليأس والعنف”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]