تغيرات واضحة في آراء الخبراء حول مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسبل حله، كشف عنها استطلاع نشرته جامعة (ميريلاند الأمريكية) شمل 521 خبيرا في ملفات الشرق الأوسط.
وأفاد خبراء بأن حل الدولتين لم يعد ممكنا تحقيقه، بينما رأى آخرون أنه لا يزال ممكنا ولكن ليس محتملا في غضون الـ10 سنوات المقبلة.
التوقيت ملائم
بداية، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، إن التوقيت ملائم للبحث عن حلول ابتكارية فيما يتعلق بحل الدولتين، ولكن إسرائيل لن تقبل التعاون مع هذا الأمر.
وأضاف فهمي، أن قضايا المستوطنين والقدس واللاجئين ستكون محل نقاش وجدال كبير، مؤكدا أن فكرة إعادة تدوير حل الدولتين ستصطدم برفض إسرائيلي.
في السياق نفسه، قال مدير مركز أنور السادات للسلام والتنمية بجامعة ميريلاند، الدكتور شبلي تلحمي، إن الغالبية لم تعد تؤمن بحل الدولتين، أو على الأقل أنه لم يعد حلا واردا.
وأضاف تلحمي أن استطلاع جامعة ميريلاند الأمريكية كشف أن الذين يعتقدون بحل الدولتين أقلية، وأن 52% لا يعتقدون أن هذا الاحتمال وارد أبدا، مشيرا إلى أنه لا يوجد نقاش في واشنطن في هذا الإطار.
قادة جدد
ويرى الباحث بمعهد بروكنجز بالدوحة، عمر حسن عبد الرحمن، أن قيام الكونفيدرالية دولتي فلسطين وإسرائيل، تقدم نموذجا يشبعه النظام المزدوج لدولة للجميع بنظام الدولتين، بمعنى تقديم مزايا فيما يتعلق بالمعوقات التي قد تقف أمام حل الدولتين.
كما يرى الباحث أن الفلسطينيين لهم حقوق خارج حقوق دولتهم، كتصريح الإقامة والعمل والدراسة والمكلية، وللإسرائيليين الحق أيضا في المستوى نفسه.
وأردف: “نحن نتحدث عن حل الدولتين كأمر مستحيل ويمكن تطبيق حلول ابتكارية عبر انتخابات لقادة يقومون باتخاذ مثل هذه القرارات، مؤكدا أن الكونفيدرالية سوف تسمح بالتغلب على هذه المعوقات”.
أرض الواقع
وأوضح أستاذ الفلسفة بجامعة القدس سابقا، الدكتور سري نسيبة، أن حل الدولتين بالمعنى الذي دخل الفلسطينيون حلبة المفاوضات لتحقيقه قائم على عدة عناصر أهمها أن تعود إسرائيل لحدود 1967.
وأضاف نسيبة أنه كان واضحا أن الطريق لن يؤدي إلى هذا الهدف، وبالتالي فقدنا الأمل في أفق لحل الدولتين بهذا المعنى، مشيرا إلى أنه إذا ما نظرنا على أرض الواقع سنجد أن الحكم الذاتي الذي خرجنا به من اتفاقيات أوسلو أن هذا الحكم يبدو كأنه مطروح إسرائيليا وليس فلسطينيًا.
كما أوضح نسيبة أن إسرائيل ليست ذاهبة باتجاه حل الدولتين عندما دخل الفلسطينيون في مفاوضات أوسلو، ولا أحد يستطيع أن يحسم الإجابة بشكل واضح في هذا الإطار.
دور إدارة بايدن
ومن واشنطن، قالت كارولين روز كبيرة المحللين بمعهد نيولاينز للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تلعب دورا ضاغطا على إسرائيل لإحياء حل الدولتين.
وأوضحت أن إدارة دونالد ترامب السابقة شجعت على نقل السفارة إلى القدس، والمشكلة الآن تكمن في أن بايدن يريد أن يبدأ مرحلة جديدة، والأمر يتعلق بإعادة تأسيس هذه العلاقات.
جدير بالذكر أن حل الدولتين هو حل مقترح للصراع العربي الإسرائيلي، وهو المقابل لمحاولات تتمحور حول حل الدولة الواحدة والذي لا يحظى بتأييد معظم الدول.
ويقوم هذا الحل على أساس دولتين في فلسطين التاريخية تعيشان جنبا إلى جنب، هما دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل، وهو ما تم إقراره في قرار مجلس الأمن 242 بعد حرب 1967 وسيطرة إسرائيل على باقي أراضي فلسطين التاريخية.
اعتمد بعض الفلسطينيين هذه المبادئ في عام 1974 بالبرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني، والذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها، حيث شكلت ما يعرف بجبهة الرفض.
وأصبحت فيما بعد مرجعية المفاوضات في اتفاق أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
