في غزة.. باعة متجولون من كبار السن يتحدون البطالة
يعد يعقوب أبو كويك (70 عاما)، أشهر بائع متجول “للترمس” في قطاع غزة، خاصة أنه صاحب النداء المشهور “أبو كويك هذا”، ويعرفه الصغير والكبير في قطاع غزة بمجرد سماع هذا النداء.
وفي غرفة صغيرة يجلس أبو كويك وقتا طويلا في تجهيز الترمس قائلا: “هذه الغرفة الصغيرة لها ذكريات معي منذ الصغر، فهي المطبخ الذي أقوم به بإعداد الترمس وتجهيزه من بداية غليه على النار وحتى تعبئته في أكياس للخروج به للبيع في شوارع غزة”.
وعن قصة الدراجة المتهالكة، التي تلازمه، ذكر أبو كويك في حديث لقناة “الغد”، أن هذه الدراجة كانت في حالة جيدة في بدايتها، ومع مرور الوقت بدأت قطعها تتعطل، لكن لم يحب المسن أبو كويك أن يتركها، لأنها رفيقة دربه منذ أربعين عاما، فهي شهدت كل ذكرياته في بيع الترمس، لذلك لن يقوم المسن بالتخلي عنها مهما حدث”.
أبو كويك، الذى لا يعرف غير هذه المهنة، يقول: “أنا منذ 40 عاما في تلك المهنة، فهي مصدر رزقي الرئيسي، أخرج قبل العصر بساعة لبيع الترمس وأبقى أدور في الشوارع حتى بعد آذان العشاء لكي أقوم ببيع كل ما لدى من ترمس”.
وبعيون تكابد الدموع والألم، يقول المسن أبو كويك: “لأجل الظروف الصعبة التي نمر بها، مجبر على هذا العمل الصعب والشاق، وأمنيتي أن أرتاح من تعب الحياة وهمومها، فقد كبرت في السن وأصبحت مهنتي صعبة جدا”.
20 عاما من بيع الكعك
وليس بعيدا عن أبو كويك، يخرج منذ ساعات الصباح الباكر، المسن أبو حاتم أبو لمظة (65 عاما) إلى مزاولة عمله في مهنة بيع “الكعك”، متجها إلى أحد مخابز غزة لكي يحصل على حصته من “خبز الكعك” مع السمسم، ليقوم بالتجول بين شوارع غزة، مناديا بأعلى صوته “سخن يا كعك”.
المسن أبو لمظة، الذى رسمت هموم الحياة تجاعيدها على وجه ويديه، لم يكل أو ييأس من هذه المهنة الشاقة، التى لا يعرف غيرها، قائلا في حديث لقناة “الغد”: “أنا لو تركت هذا العمل لا أستطيع العيش، فكل ما أملكه هو صوتي وأقدامي في هذه المهنة الشاقة التي من خلالها أدور بكل شوارع غزة، وفي النهاية أتوقف عند إحدى المدارس لبيع الكعك للطلاب”.
مواصلا حديثه، “أنا أعمل ببيع الكعك منذ 20 عاما، وأنا كل يوم أخرج مع آذان الفجر إلى حيث المخبز لأخذ ما يمكن حمله على العربة لبيعه، أذهب بكل مكان في شوارع غزة، وأحب هذا العمل، لأنه مصدر رزقي الوحيد”.
الفقر بين المسنين
ويبلغ عدد كبار السن في فلسطين، وفق ما ذكره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 257,151 فرداً بما نسبته نحو 5% من إجمالي السكان منتصف العام 2019، بواقع 169,503 فرداً يشكلون نحو 6% في الضفة الغربية و87,648 فرداً 4% في قطاع غزة.
وتشير البيانات الإحصائية إلى أن نسبة الفقر بين كبار السن لعام 2017 قد بلغت 27% من مجمل هذه الفئة، وتشكل هذه النسبة حوالي 5% من مجموع الفقراء في فلسطين، ويلاحظ أن هنالك فرقاً كبيراً بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
إذ بلغت نسب الفقراء من كبار السن في الضفة الغربية 18% في حين بلغت في قطاع غزة 47%، مع العلم أن نسبة الفقر بين كبار السن لعام 2011 قد بلغت 22% من مجمل هذه الفئة، بواقع 17% في الضفة الغربية و36% في قطاع غزة.
كما بلغت نسبة كبار السن الذين يعانون الفقر المدقع 16% في العام 2017، حيث بلغت في الضفة الغربية 8% مقابل 35% في قطاع غزة.
