أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الجمعة، مقتل أحد قاداته ومؤسسي الحزب مصطفي بدر الدين الشهير بـ«ذو الفقار».
وبالرغم من استمرار التحقيقات حول كيفية مقتل ذو الفقار، إلا أن عددا من الصحف اللبنانية وجهت أصابع الاتهام إلى غارات إسرائيلية طالما استهدفت أفراد حزب الله اللبناني المقاتلين في سوريا إلى جانب قوات نظام بشار الأسد.
ويبدو أن مقتل قيادات حزب الله في سوريا هو هدف وفائدة مشتركة بين كل من الحزب نفسه، والرئيس السوري بشار الأسد، وبالطبع إسرائيل لعدائها التاريخي مع الحزب اللبناني، الذي خاضت معه حربا دامية، فضلا عن استهدافات متبادلة على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وفي الوقت الذي أعلن فيه عن مقتل ذو الفقار بغارات إسرائيلية في دمشق، الثلاثاء الماضي، أكد نشطاء سوريون عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه لم يكن هناك أي غارات إسرائيلية على المدينة السورية الأسبوع الماضي.
ونقلا عن صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، فإنه لا يوجد أي رد إسرائيلي حتى الآن، فيما قال المتحدث باسم القوات العسكرية الاسرائيلية «نحن نرفض التعليق»، مشيرة إلى أن كافة المؤشرات لم تظهر علاقة لإسرائيل بموت ذو الفقار، وهو ما يثير الشكوك حول كيفية مقتل القيادي بحزب الله إذا لم تستهدفه إسرائيل التي تبادر وسائل إعلامها في كل مرة بالإعلان عن قتلى حزب الله التي استهدفتهم في سوريا، كما وصفت الصحيفة ذو الفقار بالعقل المدبر للعديد من الهجمات التي شنها الحزب من لبنان على إسرائيل.
وشنت إسرائيل العديد من الغارات في سوريا على مدار 5 سنوات من أزمتها، بحجة تدمير أسلحة تعود إلى حزب الله اللبناني، كما أعلنت مسؤوليتها واحتفلت باستهداف ومقتل القيادي بالحزب سمير القنطار، العام الماضي، بعد عدة ضربات على مبني كان يختبئ به القنطار في ضاحية بدمشق.
«ذو الفقار» لم يكن القيادي الأول في حزب الله، والمتورط في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الذي يقتل في سوريا، إلا أن قائمة الاغتيالات في سوريا ممتلئة بقيادات الحزب المتورطة في مقتل الحريري، يأتي على رأسهم عماد مغنية التي أشارت نتائج تحقيقات المحكمة الدولية إلى تورطه باغتيال الحريري، وهو الذي اغتيل في انفجار وقع في العاصمة السورية دمشق قبل نحو عامين ونصف العام.
وتشكل قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، مصدر قلق للأسد أيضا مع وجود مؤشرات تشير بأصابع الاتهام إلى تورطه وقادته الأمنيين في هذه القضية، حيث ظهر اسم بشار الأسد في وثائق التحقيق، ونقلت حينها وسائل إعلام لبنانية مقربة من الأسد «رقم الهاتف المباشر لبشار الأسد كان من ضمن الهواتف التي جرى التواصل معها من قبل المجموعة المتهمة بتنفيذ جريمة 14 فبراير/ شباط 2015».
«تصفية شركاء الجريمة لتقليل المخاطر».. هكذا وصف مراقبون مقتل كافة المتورطين في مقتل الحريري، ومن أبرز المشتبه بهم من القادة الأمنيين، الذين تمت تصفيتهم، آصف شوكت (صهر الأسد)، الذي قتل في انفجار داخل اجتماع أمني في قيادة الأمن القومي في دمشق، وكل من رئيس الأمن السابق بالجيش السوري رستم غزاله، ورئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان غازي كنعان، وسط اتهامات بتصفيتهما، حيث تعددت الروايات في أسباب مقتل غزالة والتي كان التسمم في مقدمتها، أما كنعان فقد انتحر من خلال إطلاق رصاصه من مسدسه في فمه، بعد أن قدم شهادته إلى المحكمة الدولية في اغتيال الحريري.
واغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005 من جانب 21 شخصا، بعدما انفجر نحو 1000 كيلو جرام من المواد المتفجرة، بينما كان موكبه يسير بالقرب من فندق «سان جورج» في بيروت.
