في كتّاب الكنيسة.. قبطي علّم أطفال قريته القرآن والإنجيل
بينما نستمع عن بعض حوادث الفتنة الطائفية هنا وهناك خصوصا في صعيد مصر، حيث تعددت الأحداث المؤسفة مؤخرا، تأتي قصة رجل قبطي يدعى عياد شاكر العريف، لتكسر كل القواعد.
فكما هناك فجائع وخلافات، لكن تظل بقعة نور صنعها العريف في صعيد مصر في قرية «طهنا الجبل» والعهدة على الراوي في موقع cairoscene.
قد لا يصدق أحد، أن يكون عيّاد شاكر العريف القبطي، هو أحد المعلمين الأفاضل الذي تخرج من تحت يديه رجال كثيرون ونساء قام بتحفيظهم القرآن الكريم.
فالعريف تخرج من مدرسة المعلمين عام 1957 لكن والده رفض قرار تعينه كمدرس في مدرسة الروضة بمركز ملوى، حيث تبعد عن منزله كما يقول أحب القرآن الكريم، وفي ذلك الوقت قبل 50 عاما كانت قريته غارقة في الجهل، فقد كان هناك 3 أشخاص فقط يستطيعون القراءة والكتابة في قريته، الأمر الذي شجعه على أن يواصل مشوار والده في تعليم الأطفال القراءة والكتابة وعلوم الدين المسيحي والإسلامي، ليضرب بذلك مثالا إيجابيا حيث التعايش والتحضر واحترام معتقدات الآخرين.
ويبلغ العريف الآن من العمر 85 عامًا، وهو يقوم بتعليم الأولاد من سن الحضانة حتى المرحلة الإعدادية مرتين يوميًا لمدة 5 أيام، بواقع فترتين فترة صباحية وأخرى مسائية أيام الصيف، وفى الشتاء يدرس للطلاب عقب انتهاء اليوم الدراسى.
وأوضح أنه يمسك العصا لأنها الآلة التي تعلم الطلاب، وبها يخاف التلميذ فيذاكر ويحفظ دروسه، مقابل أجر رمزي لا يتعدى 10 جنيهات شهريا لكل تلميذ.
ويعلم شاكر العريف الأطفال داخل كتاب أنشأه بالكنيسة وتحفيظهم القرآن ولا يجد الأهالي غضاضة في ذلك، فقد تخرج من تحت يديه أكثر من 1700 طالب وطالبة منهم مهندسون وأطباء ومحامون حتى إمام القرية أحمد الجرجاوي كان قد حفظ القرآن الكريم من عياد العريف.
