في بلاد الأرز انتفض الجميع على تردي الأوضاع المعيشية، حيث أزمة مالية خانقة وانقسام سياسي حاد دفع البعض إلى التحذير من شبح حرب أهلية ثانية.
وفي برنامج “مدار الغد”، تحدث رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة عن أسباب علاج العلة في البلاد، ووضع الحكومة الحالية صاحبة الأزمة واحتمالية عودة الشيخ سعد الحريري رئيسا للحكومة، وكيفية أخذ إيران للبنان “رهينة” عبر حزب الله.
السنيورة: الوضع في لبنان هش وحكومة دياب على التنفس الاصطناعي
وقال السنيورة، إن هذه الحكومة جاءت بدعم من طرفين أساسيين وهما حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون ، وهي باقية على أساس “التنفي الاصطناعي” الذي يقدم من هذين الطرفين، والوضع الآن في لبنان هش إلى حد بعيد، وناتج عن استعصاء من الحكومات والمجلس النيابي عن الأصلاحات التي يحتاجها لبنان ، ولكن الأمر تفاقم كثيرا خلال العقد الماضي وتحديدا السنوات التي أصبح فيها ميشال عون رئيسا للجمهورية، وهذه الحكومة الآن تمثل نموذجا لما يسمى حالة الإنكار واللامبالاة وعدم المبادرة إلى القيام بما يؤدي في البدء باستعادة الثقة التي انهارت كليا بين المواطنين والحكومة والعهد الذي يمثله الرئيس، وأيضا الدولة اللبنانية والطبقة السياسية بأجمعها والذي نراه اليوم مظاهر من هذا الانهيار في الثقة ما بين اللبنانيين وهذه المجموعات.
السنيورة: لا بد من حكومة جديدة في لبنان
وأوضح السنيورة، أنه خلال اليوم الفائت كانت هناك أصداء كثيرة حول إمكانية التغيير، ولكن ما أجهض نسبيا هذه التوقعات، هو أن الموقف الذي اتخذه حزب الله والذي يمثل الطرف المسلح والدويلة التي تبتلع الدولة اللبنانية، وبالتالي كان موقفة أنه ليس هناك تغيير ، ولكن الظرف الذي يعيشه لبنان واللبنانيين غير قابل للتصورفعليا، وليس لدينا سابقة في لبنان بهذا الشآن، وذلك بسبب الإنهيار في الثقة، ولذلك لابد من حكومة جديدة.
السنيورة: حزب الله يتمسك باستمرار الحكومة لأسباب إقليمية وليست داخلية
وأكد أن حزب الله يرى أن الأسباب الذي تجعله يتمسك بحكومة حسان دياب ، ليست أسباب داخلية ولكنها أسباب تعود لدور حزب الله الأقليمي ، والذي لا يخفيه، حيث يقتضي بما تآمره إيران ونظام ولاية الفقية في الوقت الذي ترى فيه إيران، أن هناك ظروف من الممكن أن تتغير في سوريا والعراق، وبالتالي يحرصون على استعمال لبنان كرهينة من أجل التفاوض مع الجانب الأمريكي، وبالتفاوض أيضا مع الجانب الروسي الذي أصبح له الكلمة الأساس في سوريا.
السنيورة: لن تنجح أي شخصية في رئاسة الحكومة اللبنانية بدون هذا الأمر
وشدد على أن الرئيس سعد الحريري يمثل شريحة كبيرة من المواطنين ومن كل الفئات في لبنان، وعودة الرئيس الحريري أو أي شخص آخر، فالأمر محكوم بالفشل إن لم يكن هناك تغيير أساسي في المنهاج والأسلوب والدستور واستقلالية القضاء واتفاق الطائف، مما جاء بالانهيار في المعيشة والليرة اللبنانية، ليس فقط على المزيج الاجتماعي المعيشي في لبنان ولكن أيضا إلى تداعيات أمنية، تمثل تحديا كبيرا.
السنيورة: ليس هناك وزير حيادي في حكومة دياب
ولفت السنيورة إلى أنه بعد 17 أكتوبر الماضي كان هناك اتجاه عام بضرورة تغيير الوجوة، والمجئ بحكومة من الاختصاصيين كانت ضرورة، ولكن من الصعب أن تأتي بطاقم كامل في طائرة، ولم يكن لديهم أي خبرة في مجال الطيران، وهذا أمر طبيعي ونتج عن ما نشهده.
وأشار إلى أن الفريق الذي جاء به على أساس أنه من الأختصاصيين، وضعوا في حقائب ليس لهم علاقة بهم، وجرى وضعهم بناءا على رغبة الأحزاب التي رشحتهم ويتصرفون من خلال التعليمات التي تأتيهم.
