كشفت تداعيات الحرب في أوكرانيا، عن صراع مفتوح على مستقبل النظام الدولي، أو اختبار ميدانى لموازين القوى المستجدة، أو التى قد تستجد، فى عالم متغير، فهناك عالم قديم يغرب لكنه لا يريد أن يخلي مواقعه، وعالم جديد يولد دون أن تتضح معالمه. وهي حالة فرضت على الدوائر السياسية الدولية محاولة استشراف «مستقبل التوازنات العالمية»، وكيفية الاستعداد للتعامل معها.
- وبات واضحا أن قوة الصين ونفوذها لتشكيل العالم زادت بشكل كبير، وأن طبيعة الحرب في أوكرانيا، ليست حربا إقليمية محصورة بالجغرافيا الأوكرانية، بل حرب ذات طابع عالمي، تحت المستوى النووي، تواجه فيها روسيا 30 دولة عضو بحلف شمال الأطلنطى «الناتو»، إضافة لدول حليفة وتابعة.. وأصبحت توقعات الدوائر السياسية والاستراتيجية الدولية تؤكد أن «العالم بدأ على مسار التغيير.. ولكن بأي طريق، وبأي ثمن؟!»، ولذلك أصبحت الحاجة ملحة لبناء تشكيلات ومحاور جديدة.
محور سياسي يجمع حلفاء روسيا والصين في أمريكا اللاتينية
وفي هذا السياق، اقترح الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، على الجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان الفنزويلي) تشكيل محور سياسي يجمع حلفاء روسيا والصين في أمريكا اللاتينية.
- وقال مادورو: “لقد تحدثت عن ذلك عبر الهاتف مع الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، والرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز”.
أمريكا لن تعود إلى مكانة القطب الأوحد.. وتخشى التنين الصيني
اقتراح أو دعوة رئيس فنزويلا، لتشكيل محور لحلفاء روسيا والصين في أمريكا اللاتينية، حظي بترحيب الدوائر السياسية في «كاراكاس»، حيث يرجح خبراء وسياسيون في أمريكا اللاتينية، أن أمريكا لن تعود أبدا إلى مكانة القطب الأوحد، ولا إلى امتياز «القوة العظمى» الوحيدة، وبوسعها فقط، أن تكون «قوة عظمى» بين متعددين، ولن تصبح أولاهم مع صعود المارد الصينى إلى عرش الاقتصاد والتكنولوجيا.
- وربما تكون مخاوف أمريكا الغريزية مما جرى ويجرى ، هى التى دفعت مفكرا استراتيجيا بوزن «هنرى كيسنجر»، أن ينصح واشنطن بالتنازل لروسيا بما تريده فى أوكرانيا ، وفض الاشتباك معها تفرغا لمواجهة التنين الصيني.
«خط جديد للقوة» مع الصين وروسبا
وفي استعراضه لأهمية تشكيل محور لحلفاء روسيا والصين في أمريكا اللاتينية..قال رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، أمام الجمعية الوطنية الفنزويلية: هناك حقبة جديدة قادمة، ومرحلة خاصة لتوحيد جهود وسبل أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي للاقتراب من تشكيل تكتل قوي يجمع القوى السياسية والاقتصادية التي ستتحدث مع العالم.
- وأكد أن مثل هذه «الكتلة السياسية» يمكن أن تصبح «خطا جديدا للقوة» مع الصين وروسيا.
وأضاف: «سيشترك هذا المجتمع في الأهداف التي يتحدث عنها الأخ الكبير (رئيس الصين) شي جين بينغ، الذي قال إن الإنسانية يوحدها مصير مشترك.. أو بناء العالم متعدد الأقطاب والمراكز الذي يتحدث عنه الأخ الكبير (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين».
