في وجود أزمات طاحنة.. كيف سيكون العالم بدون الأمم المتحدة؟
بينما يشهد العالم أزمات كبيرة وطاحنة في جميع أنحائه، يلتقي قادته الأسبوع المقبل للمشاركة في فعاليات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
دور الأمم المتحدة
وتعتبر الأمم المتحدة واحدة من أكبر المنظمات في العالم، والتي تهدف لمنع الصراعات بين الدول، ووسط عالم يموج بالأزمات يتساءل كثيرون عند دورها في حرب أوكرانيا.
ومنظمة الأمم المتحدة هي مُنظمة حُكومية دَولية وواحدة من أكبر وأشهر المنظمات الدولية في القرن العشرين.
وتأسَّست عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حدَّد ميثاق الأمم المتحدة الغاية من تأسيسها بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين عن طريق اتخاذ تدابير جماعية فعَّالة لمنع وإزالة الأخطار.
واجتمعت 50 دولة في سان فرانسيسكو وعقدت مؤتمرًا لصياغة ميثاق الأمم المتحدة، والذي اعتُمد في 25 يونيو 1945 ودخل حيِّز التنفيذ في 24 أكتوبر 1945 وهو نفس التاريخ الذي باشرت فيه الأمم المتحدة عملها.
ومع انضمام جنوب السودان عام 2011 أصبح عدد الدول الأعضاء في المنظمة 193 دولة يمثلون تقريبًا جميع الدول ذات السيادة في العالم.
إيقاف الحروب
قال باتريك ثيروس، الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن منظمة الأمم المتحدة لها اسهامات كبيرة في المجال الإنساني، وإيقاف الحروب بين الكثير من الدول الصغيرة.
وأضاف باتريك ثيروس في برنامج “مدار الغد” أن نقطة ضعف الأمم المتحدة هي الدول الأعضاء في مجلس الأمن والتي تقف على حقيقة أن هذه الدول العظمى لم تظل موحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
وأكد ثيروس أن فكرة استخدام (الفيتو ) داخل مجلس الأمن ليست ديمقراطية، ولكنها الطريقة الوحيدة للوصول إلى الاتفاق بين الدول العظمى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.
واستكمل باتريك ثيروس: “الأمم المتحدة تنظم العالم، وتضع بعض الأسس للقانون حتى ولو كان غير مثالي”.
التحكم في الدول
وأكد عماد جاد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، والاستراتيجية، إنه لا يمكن أن نتصور العالم بدون منظمة الأمم المتحدة، مؤكدا أن هناك فرق بين القانون الدولي والقانون المحلي.
وأوضح جاد أن القانون الدولي وضع للتحكم في سياسات الدول الصغيرة والمتوسطة، موضحا أن الدول الكبرى لا تلتزم بهذا القانون ولا يوجد جهة تحاسبها.
وأضاف أن الأمم المتحدة تشكلت من الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، ومنحت الدول نفسها حق الفيتو، وهو ما يكشف أن دولة واحدة قادرة على تعطيل إرادة 192 دولة.
وأشار عماد جاد إلى أن مهام مجلس الأمن، المنضوي تحت مظلة الأمم المتحدة، هي من تحدد مصر كل شيء في العالم.
ولفت إلى أن مجلس الأمن لم يضم في بدايته دولة (الصين الشعبية) لكنهم سلموا بالأمر الواقع وقبلوها فيما بعد.
حماية الدول
ويرى مجيد بودن، الخبير في القانون الدولي، إن وجود الأمم المتحدة جنّب العالم حربا دائمة، مشيدا بجهودها في تحقيق السلام حول العالم.
وأضاف بودن أن الأمم المتحدة بها الكثير من نقاط الضعف، لكن وبالرغم من ذلك يجب الحفاظ عليها، ويجب أيضا دعمها وتطويرها، حتى لا تسود الحروب.
وأوضح الخبير في القانون الدولي أن مجلس الأمن الدولي يتحرك وسط قواعد معينة، ويمكن للدول الأعضاء مراجعة من يخالف تلك القواعد.
وأشار إلى أن القانون الدولي يمنح الدول الصغيرة حماية عالمية كبيرة من الدول التي تريد الاعتداء عليها أو غزوها، لكنه لم يذكر مثالا واضحا على حماية القانون الدولي للدول الصغيرة.
