«لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية».. بهذه الكلمات أعلن اليوم العالمي لحرية الصحافة من ناميبيا في الثالث من أيار/ مايو 1991.
يركز اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام على الحق في الوصول إلى المعلومات والحصول على الحريات الأساسية، وحماية حرية الإعلام من الرقابة المفرطة، وضمان سلامة الصحفيّين في الإعلام المكتوب والإلكتروني على حد سواء.
ونستعرض ما تناولته الصحف العربية والعالمية عن يوم حريتها، من خلال ما نشرته من مانشيتات وتقارير صباح اليوم الثلاثاء.
مصر .. اقتحام نقابة الصحفيين
في ظل الاحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة سيطرت على الصحف المصرية أزمة اقتحام نقابة الصحفيين، حيث كتبت صحيفة الأهرام الرسمية تقرير بعنوان «مجلس نقابة الصحفيين يطالب بإقالة وزير الداخلية»، بينما كتبت الأخبار في مانشيتها الرئيسي «غضب في نقابة الصحفيين».
وكتبت صحيفة الأهرام، في مقالها الافتتاحي، «لم يع قادة الوزارة ومن يحركهم أن تصرفهم المشين باقتحام نقابة الصحفيين عمل غير مسبوق وغير مقبول على مستوى زملاء المهنة وبقية النقابات وكل المجتمع».
وتوقعت الصحيفة إعلان إقالة وزير الداخلية، ردا على هذا العمل التي وصفته بأنه ضد الدولة، متسائلة: هل أصبحنا وشبابنا أعداء للدولة؟
بينما ظهرت ضحيفة الشروق المصرية بمانشيت أسود اللون حمل كلمات «الأحد الأسود ليلة رفع فيها أبناء صاحبة الجلالة راية الغضب»، وأفردت الشروق ملفا كاملا، وكتبت مانشيت حمل عنوان «الصحفيون ينتفضون لحماية قلعة الحريات».
ونوه رئيس تحريرها عماد الدين حسين في مقاله «سيارة مندفعة إلى طريق مجهول» بأن هذا الأمر يحدث للمرة الأولى في تاريخ نقابة الصحفيين، التي تأسست قبل 75 عاما، وتحتفل هذه الأيام بعيدها الماسي، مضيفا أنه للمصادفة الغريبة تم الاقتحام في ذكرى الاحتفال بيوم الصحافة العالمي، وصارت مصر خبرا في كل الإعلام العالمي، والموضوع الأول على اجتماع عالمي مهم يعقد هذه الأيام في المغرب.
وقال إن خطورة ما حدث مع الصحفيين يثبت للمرة المائة أن بعض فرامل سيارة الحكم لا تعمل بالكفاءة المطلوبة، والسيارة تندفع بسرعة شديدة في طريق مجهول لا يعلمه إلا الله.
بعنوان «الصحافة تحت الحصار» وصورة قلم مربوط بكلابش لأحد أفراد الأمن عبرت صحيفة المصري اليوم عن رأيها في حرية الصحافة بمصر، كما وضعت شارة سوداء على موقعها الإلكتروني.
وحذرت صحيفة البوابة نيوز، من خلال مانشيتها الرئيسي «هزيمة الصحافة.. هزيمة الدولة»، فيما تصدرت صورة اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية المصري صحيفة الوفد بجوار مانشيت «ثورة الصحفيين».
بينما ربطت صحيفة «المقال» بين حرية الصحافة واحتفالات شم النسيم بعنوان «الحياة بقى لونها أمني!» على سياق مقطع أغنية سعاد حسني «الحياة بقي لونها بمبي»، ووصف المقال الداخلية ورسالتها إلى الشباب المحبوسين «ممنوع شم نسيم الحرية».
في بريطانيا.. انتقاد تركيا
خصصت صحيفة الجارديان البريطانيا في عددها الصادر اليوم، الثلاثاء، تقريرا تنتقد فيه التعامل مع الصحفيين العاملين في وسائل إعلام كردية في تركيا.
وقالت إن الحكومة التركية تحتجز صحفيي وسائل الإعلام الموالية للأكراد بشكل روتيني، للتحدث عن ما حدث مع الصحفي رفيق تكين جراء الذي استهدف من قبل القوات التركية في مدينة يقطنها أغلبية كردية جنوب شرق تركيا، ورغم استهدافه إلا أن وكالة أنباء موالية للحكومة حولته في تقرير لها من صحفي لإرهابي.
وأشارت إلى أن هدف استهداف تكين هو تصويره لمجموعة يحملون الأعلام البيضاء رفعوها لجلب المصابين من شارع قريب لكن قوات الأمن فتحت النار فجأة عليهم، ما أسفر عن إصابة تسعة ومقتل اثنين من بينهم عضو في مجلس المدينة.
في الولايات المتحدة: أوضاع الصحفيين في اليابان والصومال
ركزت الصحف الأمريكية على الحديث عن تقييد الحريات في عدة بلدان، فاختارت صحيفة يو إس توداي الأمريكية الحديث عن الصعوبات التي يواجهها الصحفيون في اليابان، بعد أن كتبت تقريرا عاما حمل عنوان «اليوم العالمي لحرية الصحافة يأتي في ظل الأوقات الصعبة للصحفيين».
وقالت إن اليوم العالمي لحرية الصحافة يأتي وقد اتخذت اليابان إجراءات صارمة ضد صحفيين، وأشارت في تقريرها إلى أن الأمم المتحدة أصدرت تقريرا عنيفا الشهر الماضي بعد أن أمضى خبير مستقل أسبوعا في اليابان أجرى مقابلات مع الصحفيين والمعلمين والمسؤولين الحكوميين هناك ليتوصل إلى نتيجة أن الصحافة هناك تواجه تهديدات خطيرة.
بينما فضلت النيويورك تايمز الحديث عن الصحفيين بالصومال، في تقرير بعنوان «الصحفيون يواجهون القتل ولكنهم مستمرون في العمل».
أوضحت الصحيفة أن الصحفيين الصوماليين في كثير من الأحيان يتلقوا التهديدات، مشيرة إلى أن الكثيرين منهم قد قتلوا في ظل أن الشرطة نادرا ما تحقق في ذلك أو توفر الحماية الكافية للصحفيين.
في ماليزيا الحديث عن النبي الكاذب
«استعادة حرية الصحافة في ماليزيا» أحد مانشيتات موقع malaysiakini الذي خصص التقرير للحديث عن وعود نجيب عبد الرزاق رئيس الوزراء، الذي وعد بمزيد من الحريات والديمقراطية، لكنه بعد 7 سنوات، انعطف مبتعدا عن ما وعد به.
ووصفته الصحيفة بأنه أصبح كالنبي الكذاب، معتبرة أن حرية الصحافة في ماليزيا «ميتة».
وقالت الصحيفة، إن عبد الرازق وعد لإصلاح قوانين المطبوعات والنشر في البلاد، لكن هذه القوانين ذاتها قد اعتمدت مؤخرا على معاقبة الصحف التي تسبب إزعاج له.
في البحرين .. الملك يهنئ
أبرزت صحيفة الأيام البحرينية في صدر صفحتها الأول تهنئة ملك البحرين حمد بن عيسي بهذا اليوم، الذي أشار فيها إلى «احترام التعبير الحر عن الرأي كمبدأ راسخ منذ انطلاق مشروعنا الإصلاحي في ظل التعددية السياسية والفكرية والثقافية وسيادة القانون».
في الإمارات .. لا سقف للحرية
بكلمات تحمل الفخر والاعتزاز كتبت صحيفة الاتحاد الإمارتية عن حرية الصحافة في البلاد، قائلة «صحافتنا تزهو بتجربتها في اليوم العالمي.. لا سقف لحرية الصحافة بالإمارات ولا رقيب سوى الضمير، مسؤولية المهنية، المصداقية، البعد عن التهويل والتهوين، مصلحة الوطن، احترام عقول القراء، عناوين عريضة تمثل السمات الأبرز للصحافة الإماراتية، منذ نحو نصف قرن».
وقالت إنه يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة، كل عام لتبقي الإمارات نهجها الثابت من إعلاء المسؤولية، في الوقت الذي شهد فيه «بلاط صاحبة الجلالة» الكثير من التطورات، من ثورة معلوماتية، ودخول وسائل التواصل الحديثة على خط المواجهة، بكل ما أفرزته من «دكاكين لصحافة التحريض» و«أبواق التطرف» وتشويه الحقائق.
الجزائر .. الصحفييون متذمرون
ركزت صحيفة الفجر الجزائرية على رفض الصحفيين لحال مهنتهم، وكتبت في تقرير بعنوان «ظروف عمل مزرية وقوانين غائبة وحقوق على الورق.. 95 بالمائة من الإعلاميين في الجزائر متذمرون!»، أن بطاقة الصحفي المحترف أصبحت بحوزة أشخاص لا علاقة لهم بالمهنة.
وكشفت عن استياء 95% من أهل المهنة من واقعهم، مشيرة إلى أن الصحفيين اعتبروا أن الجزائر بحاجة إلى تكريس أكبر لحرية التعبير، التي بالرغم من قطعها أشواطا هامة، لازالت تقبع في مراتب متدنية في التصنيفات العالمية.
