قائدان و3 أصدقاء.. رجال خانهم أردوغان

اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التسلق والمبدأ الميكيافيلي، أساسا لخارطة طريق حياته السياسية التي كوّن من خلالها ثروة مليارية وعائلة حكم من أبنائه وأصهاره، على حساب شخصيات سياسية منهم من كان أبا روحيا يقبل أردوغان يديه في العلن.

في حياة الرئيس التركي، من تصوف أردوغان تحت أقدامهم، ومن استغل سمعتهم لأغراض سياسية، ليقدم نفسه ببرنامج سياسي يعاد إنتاجه من فترة لأخرى بفلسفة الإسلام السياسي التي تسوق أن المجد قادم مع عودة الخلافة العثمانية.

واتخذ أردوغان رجالا يرتدون ثوب الحداثة، يروجون لتجديد الدين بصورة عصرية، أملا في إدخال بلاده تحت عباءة الاتحاد الأوروبي.

تسلق أردوغان الكثيرين واتخذهم سبيلا لتحقيق طموحاته ثم ألقى بهم في أنفاق مظلمة، هناك من انتهت حياتهم واختفوا من الصورة، وآخرون عادوا وتحولوا إلى مسامير في نعش تجربته.

 

أب روحي وآخر ملهم

رجلان أحدهما اتخذه أردوغان أبا روحيا، والثاني كان بمثابة الملهم، ولعب أردوغان بهما كثيرا بادئا علاقته بهما بمشهد تقبيل الأيدي.

نجم الدين أربكان

يعد نجم الدين أربكان، مؤسس الإسلام السياسي في تركيا، وفي إطار مواجهته للتيار العلماني الذي كان متحكما في مفاصل الدولة التركية، كان الصعود تدريجيا، في حين كان أردوغان سكرتيرا للرجل وأمينا لأسرار الرجل.

وفي ظل المواجهة بين أربكان والعلمانيين بعد أن وصل حزبه الرفاة إلى الحكم، تم حل الحزب في إطار مواجهات انقلابية من جناح الجنرالات، بينما كان أردوغان يدير حزب الفضيلة في الخفاء، ومع حل الحزب كان هناك كيانا موازيا استطاع أردوغان وقتها الخروج به، وهو “العدالة والتنمية” الذي توسع بأموال نهبت من حزب الفضيلة.

انقلب أردوغان على أربكان بين 2002 و2003 ، عندما أبرم صفقة مع أحد أفرع جناح الجنرالات، للقضاء على مشروع أربكان الذي تجدد مع حزب السعادة، فاستطاع أردوغان تقديم أوراق تورط أربكان في تهمة لم يعرف عنها الرجل شيئا، وهي اختلاس أموال حزب الرفاة المنحل التي ذهبت إلى العدالة والتنمية الوليد، وكانت مستندات الاتهام مجدولة بحرفية ومن صنع يد أردوغان ، لتقدم جريمة كاملة الأركان ضد أربكان.

 

فتح الله جولن

بعد أن تخلص أردوغان من أربكان، كان هناك تهديد في 2010 لقاعدة العدالة والتنمية في الشارع الإسلامي، بعد الاتهامات التي ساقها أربكان، فكان الرهان على حركة الخدمة التي أسسها الداعية فتح الله جولن في سبعينات القرن الماضي، وكان أنصارها مفتاح وصول العدالة والتنمية إلى السلطة في 2002 عندما دعا فتح الله أنصاره المقدرين بالملايين للتصويت للحزب.

ومع تحويل ميثاق التعاون الذي وضع بين جولن وأردوغان في 2002 إلى اتفاق في 2010، بتقاسم الحكم، كانت السياسة من نصيب أردوغان وحزبه، على أن يكون لـ”الخدمة” العمل الدعوي والتوسع الاقتصادي بعد أن ضيّق التيار العلماني على نشاطه ومصالحه في 1999، فكانت العودة الواسعة لنشاط جولن مقابل تثبيت حكم العدالة والتنمية.

مسلسل الانقلاب

ومع توسع “الخدمة”، بعد أن ثبت أردوغان حكمه في 2010، بدأ مسلسل الانقلاب بتشريع يغلق مدارس الحركة المنتشرة والواسعة داخل وخارج تركيا، ومؤسساتها الاقتصادية وفرض حصار عليها في 2015 ، ليستكمل الأمر باتهام الخدمة بتدبير انقلاب يوليو/تموز 2016 ، لتكون التصفية بعدها بحملة اعتقالات وسجن لما يصل إلى 500 ألف من أنصار جولن، وفصل 300 ألف مواطن من وظائفهم.

 

الرئيس عبد الله جول

لم يساعد شخصا أردوغان، مثلما فعل الرئيس التركي السابق عبد الله جول، الذي كان ظله عندما كان منصب رئيس الحكومة هو الأكثر فاعلية ونفوذا قبل أن يدمج أردوغان الصلاحيات للمنصبين في مكانه كرئيس للجمهورية.

كان جول شريك” أردوغان ” ضد”أربكان”، وتصادقا في تأسيس العدالة والتنمية في 2001 ، ليكون رئيسا في عام 2007 ، بينما كان أردوغان رئيسا للحكومة ، وهو المنصب الذي كان أكثر فاعلية إلى وقت قريب.

 

قمع المتظاهرين

انهيار العلاقة بين جول وأردوغان جاء من داخل الحزب، مع تأسيس أردوغان لتيار داخل العدالة والتنمية يعمل على التمهيد لتغيير نظام الحكم، مما يعني الانفراد بالسلطات في عام 2013، فحرّك جول التظاهرات الشهيرة في ميدان تقسيم المعترضة على سياسات أردوغان، وخرج جول متحدثا عن ضرورة التفاهم مع المتظاهرين بينما كان يتمسك أردوغان بقمعهم.

وفي أغسطس/آب 2014 ، وبعد نجاح مهمة عمل عامين للتحول إلى النظام الرئاسي واختزال تقاسم السلطة لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في منصب الأخير، كان الانفصال بعد خروج جول من المشهد السياسي نهائيا.

في فبراير/شباط الماضي،أسس جول حزبا جديدا يكون في واجهته أحد أصدقاء أردوغان السابقين الذي انقلب عليه مؤخرا، وهو علي باباجان ، الذي كان وزيرا للاقتصاد والخارجية في السابق، وأحد نواب رئيس العدالة والتنمية.

 

داود أوغلو.. صانع سياسة أردوغان الخارجية

داود أوغلو، هو رفيق الدرب الأهم لـ” أردوغان “، رسم له السياسة الخارجية التي صنعت نجم الأخير دوليا وعربيا وفي العالم الإسلامي، لكن كان الصدام في خلاف حول نظرية “تصفير المشاكل” التي تبناها أوغلو في حين رفضها الرئيس التركي الذي يجد في إشعال الأزمات ورفع العلم العثماني المجابه لكل الجيران ، بمثابة صمام تثبيت حكمه.

أوغلو أحد أهم مؤسسي العدالة والتنمية في مطلع الألفية الثالثة منذ رسم العلاقة السياسية بينهما في عام 1995  عندما كان أردوغان عمدة إسطنبول، ثم رافقه في الحكم بعد 2001 ، فرسم خريطة السياسة الخارجية، وتولى رئاسة  العدالة والتنمية في الفترة ما بين 2014- 2016 خلفاً لأردوغان الذي عينه وزيرا للخارجية وعمل كمستشار في السياسة الخارجية لعبد الله جول وأردوغان في الفترة من عام 2003 إلى عام 2009 ، وأصبح رئيس الوزراء خلفاً لأردوغان في 28 أغسطس 2014.

 

حكم عائلي

اشتعل صدام داود أوغلو مع أردوغان، عندما دعا أوغلو إلى مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية في 5 مايو/أيار 2016 على خلفية توتر بينه وبين أردوغان في ظل أزمات منها سياسة “تصفير المشاكل الخارجية”، وأيضا توسيع قاعدة الحكم العائلي عبر الأبناء والأصهار داخل مؤسسة الحزب وداخل النظام الحاكم، وصرح داود أوغلو وقتئذ أنه لم يكن يرغب في ترك الحكومة بعد 6 أشهر من المدة المحددة 4 سنوات في رئاسة الحكومة ولكنها الضرورة.

 

علي باباجان.. يهدد الأغلبية

آخر المنشقين عن أردوغان ، علي باباجان ، وهو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، ووزير الاقتصاد التركي السابق، ووزير الخارجية، كما أنه كان المفاوض في ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وقبلها كان وزيراً للشؤون الاقتصادية منذ نوفمبر 2002 ، وكان أصغر عضو في مجلس الوزراء وعمره 35 سنة، وساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي في تركيا محققاً الانتعاش الاقتصادي بعد سنتين من مباشرة عمله.

انشق في 8 يوليو الجاري عن الحزب الذي ساهم في تأسيسه، ليؤسس حزبا جديدا مع مجموعة من نواب العدالة والتنمية المستائين من سياسات الرئيس أردوغان، إلى جانب نواب من الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان، وهو المهدد الأول لخسارة أردوغان أغلبيته بالبرلمان، ومن ثم إسقاط حكومته على المدى القريب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]