قاضي «مرفأ بيروت» يسبب انفجارا ثانيا في لبنان
ما زالت أزمة قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت لبتستحوذ على الساحة السياسية في لبنان، إذ أفادت مصادر لبنانية بأن مجلس القضاء الأعلى سيجتمع، الثلاثاء المقبل، مع القاضي طارق بيطار، للاستماع إلى رأيه حول مسار التحقيق.
وتزامن هذا مع تأكيد رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، أن حكومته حريصة على عدم التدخل في أي ملف يخص القضاء.
وخلال اجتماع مع وزير العدل، القاضي هنري خوري، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، سهيل عبود، والنائب العام التمييزي، دعا ميقاتي إلى ضرورة الإسراع في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات أحداث الطيونة وإحالة المتسببين إلى القضاء.
توقيفات
وأوقفت السلطات في لبنان 19 شخصا ممن ثبت تورطهم في الاشتباك المسلح، الذي أسفر عن سقوط 7 ضحايا وعشرات الجرحى في الطيونة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، الجمعة، أن التحقيقات الأولية، التي تجريها الأجهزة الأمنية في حوادث الطيونة، بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة، القاضي فادي عقيقي، وبالتنسيق مع النائب العام التمييزي، القاضي غسان عويدات، أسفرت عن توقيف 19 شخصا ممن ثبت تورطهم في الاشتباك المسلح، الذي أسفر عن سقوط 7 ضحايا وعشرات الجرحى.
وبعد تكليفه مخابرات الجيش بإجراء التحقيقات الأولية والميدانية، إثر اندلاع الاشتباكات، سطر القاضي عقيقي استنابات إلى كل من جهاز أمن الدولة، الأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، كلفهم بموجبها إجراء التحريات والاستقصاءات وجمع المعلومات عما حصل، كما أمر بإجراء عملية مسح شاملة لكل كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، لتحديد هويات جميع المسلحين من الطرفين.
وكانت منطقة الطيونة شهدت، الخميس، اشتباكات أثناء تظاهرة لمناصري حزب الله وحركة أمل، ضد المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت، القاضي طارق بيطار.
بدوره، قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، إنه لن يسمح لأي طرف باختطاف البلاد كرهينة، مشددا على أن الأحداث التي شهدتها العاصمة ستخضع للتحقيق من أجل محاسبة المسؤولين عنها.
جعجع ينفي تورط حزبه
من جانبه، نفى سمير جعجع، زعيم حزب القوات اللبنانية، أن يكون حزبه خطط لأعمال العنف، التي وقعت في شوارع بيروت، الخميس، وأسفرت عن سقوط سبعة قتلى.
طالب جعجع، الجمعة، بتشكيل لجنة تحقيق دولية في انفجار مرفأ بيروت، وقال إن وزير الداخلية لا يعرف شيئًا عن وقائع الأحداث، التي جرت أمس بمنطقة الطيونة في بيروت، ردا على اتهام قيادي في جماعة “حزب الله”، حزب القوات اللبنانية بأنه كان يسعى إلى إحداث حرب أهلية جديدة.
وأشار جعجع إلى إصابة 4 مدنيين من عين الرمانة قبل أن يسقط أي جريح من أنصار حزب الله.
وقال جعجع إن حكومة ميقاتي مهددة بالخطر، “فكل يوم يعرقلونها، فالرئيس ميقاتي يحاول القيام ببعض الأمور للتخفيف عن الناس، ولكن هم لن يسمحوا له بذلك، وحكومته مهددة، وكل يوم يضعون لغماً”.
وكان الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتانة، أعلن، الجمعة، ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات التي شهدتها منطقة الطيونة ببيروت يوم أمس الخميس إلى 7 قتلى، وأوضح أن هناك أيضاً 32 مصابا نتيجة هذه الاشتباكات، مؤكدا أن بعض الجرحى إصاباتهم بالغة.
وأصدرت جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت ومجموعة لجان ذوي الشهداء والجرحى بيانا شدد على ضرورة إبعاد القضية عن التجاذبات السياسيّة والطائفيّة. كما طالب البيان بضرورة امتثال جميع المطلوبين إِلى العدالة أَمام التحقيق.
بيطار سيد الملف
وفي السياق ذاته، قال هنري خوري، وزير العدل اللبناني، السبت، إن القاضي طارق بيطار هو سيد ملف مرفأ بيروت، ويحق له استدعاء من يريد، نافيا طلب نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني إزاحة المحقق في انفجار مرفأ بيروت.
يشار إلى أن مجموعة نون النسائية نفذت وقفة أمام منزل هنري خوري وزير العدل للتأكيد على دور القضاء في قضية تحقيقات مرفأ بيروت.
أضاف وزير العدل اللبناني، للمعتصمات، أن “القرار في شأن القاضي البيطار ليس عندي”، قائلا إن “القاضي البيطار يقوم بواجباته، وما يتخذّ من خطوات يقع ضمن سلطته، ولست مطّلعًا على كل الملف”.
وتابع هنري خوري، أن صلاحياته محدودة، ولا أحد يريد هدر دم الضحايا وسيبقى متمسكا بالقانون، لكي يأخذ كل ذي حق حقه.
خبر مختلق
في سياق متصل، نفى المركز الإعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية، ما يتم تداوله عن زيارة البيطار إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، لإخباره رغبته في التنحي عن التحقيق في جريمة المرفأ.
بدوره، أكد المركز الإعلامي للرئاسة اللبنانية، أن هذا الخبر مُختلق ولا أساس له من الصحة، لا سيما أن الرئيس عون لم يلتق القاضي طارق البيطار مُطلقًا.
انتشار أمني
من جانبه، قال وزير الدفاع اللبناني، موريس سليم،إن التدافع والاشتباك في الطيونة أدّيا إلى إطلاق النار من الطرفين، لافتا إلى أن الإفادات الميدانية تؤكد دخول شبان إلى شوارع عين الرمانة وإطلاق النار، ما تسبب بفوضى وعمليات القنص.
وأضاف سليم، في تصريحات إعلامية، أن “ما شهدناه في الطيونة لن يتكرر”، مؤكدا أن “القوى الأمنية منتشرة”، وهناك “19 موقوفاً من الطرفين بينهم 17 لبنانياً وسوريان”، وأن “الجيش ومديرية المخابرات لا يخضعان لضغوط متعلقة بالتحقيقات”.
وأشار وزير الدفاع إلى أن “موضوع مجلس الوزراء منفصل عن مصير المحقق العدلي، والقرار في شأن البيطار يتخذ في القضاء لا في السياسة”.
تجديد الثقة
وقالت مراسلة الغد من بيروت، السبت، إن أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت جددوا ثقتهم في المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، موضحة أن ما صدر عن الناطق باسم لجنة الأهالي إبراهيم حطيط لا يمثلهم إطلاقا.
وأضافت مراسلتنا، خلال مشاركتها في النشرة الإخبارية على شاشة الغد، أن رئاسة الحكومة اللبنانية بقيادة نجيب ميقاتي، أكدت ضرورة عدم تدخل أحد من الوزراء في عمل السلطة القضائية.
وأوضحت أن البعض يتحدث عن سيناريوهات مطروحة، وهي أن يعزل الرئيس ميشال عون المحقق العدلي، وهو أمر غير وارد ويرفضه الرئيس، الأمر الثاني أن يتم تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في أداء الوزراء الذين استدعاهم المحقق العدلي، الأمر الثالث أن يتخذ مجلس القضاء أمرا بتنحية أو تغيير المحقق العدلي.