قالوا عن هزيمتهم.. شهادات إسرائيلية عن حرب أكتوبر
49 عاما بالتمام والكمال مرت على النصر العربي الكبير على إسرائيل في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، إذ كانت هزيمة أقر بها قادة الاحتلال، بعدما كانوا لا يتوقعون قيام الجيش المصري بضربة خاطفة تلحق بهم الهزيمة المذلة.
هنا نستعرض أبرز ما قاله قادة إسرائيل عن حرب 1973
موشيه ديان وزير الجيش الإسرائيلي، اعترف في ديسمبر/كانون الأول 1973، أي بعد الحرب بشهرين، بأنها كانت بمثابة زلزال هز إسرائيل، وكتب في مذكراته قائلًا “إننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى” وأكد أن على القادة الإسرائيليين الاعتراف بأنهم ليسوا أقوي من المصريين، وأن حالة التفوق العسكري الإسرائيلي قد انتهت إلي الأبد وأن النظرية التي تؤكد هزيمة العرب في ساعات إذا حاربوا إسرائيل تعتبر نظرية خاطئة.
وكتب ديان بمرارة: «أسأت فهم قدرة القوات المصرية على بناء الجسور والعبور بكفاءة خلال ساعات قليلة للضفة الشرقية للقناة وفقدت أى أمل فى القيام بهجوم مضاد”.
جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية، قالت في مذكراتها إن حرب أكتوبر لم تكن مجرد حدث عسكري كبير أو رهيب، وإنما مأساة عاشت وستعيش معها حتى الموت. وأضافت ” لقد وجدت نفسي فجأة أمام أعظم تهديد تعرضت له إسرائيل منذ قيامها، وقد انهارت معتقدات أساسية كانت راسخة لدينا في ذلك اليوم ومنها إيماننا المطلق بقدرتنا علي منع المصريين من عبور قناة السويس”.
وأشارت جولدا مائير إلي أنها عندما تستعيد تلك الأيام فإنها تذكر الأخبار المروعة التي كانت تصلها من الجبهة والخسائر التي تمزق قلبها، وتقول إنها فكرت فى الانتحار فى الأيام الأولى للحرب لأنها صرحت قبل حرب أكتوبر بأن مصر لا تملك القدرة على شنها ولا يوجد بها القائد الذي يستطيع اتخاذ قرار حرب وإلا أرسل شعبه للهلاك!
أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلي الأسبق، قال في ندوة عن حرب أكتوبر في 16 سبتمبر 1974: «لاشك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء، وحينما سُئِل السادات هل انتصرت في الحرب أجاب انظروا إلى ما يجرى فى إسرائيل بعد الحرب وأنتم تعرفون الإجابة على هذا السؤال».
رئيس إسرائيل الأسبق حاييم هيرتزوج، قال «لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا، فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم، لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتى بدأ العالم الخارجي يتجه إلى الثقة بأقوالهم وبياناتهم».
آرييل شارون، قائد فرقة ضباط احتياط أثناء حرب أكتوبر 1973، قال في لقاء تلفزيوني معه : لقد كنت على الجبهة طوال كل تلك الأيام الرهيبة، وبعد أن حاولت مرارا أن أقنعهم أنه لا ينبغي عبور القناة، فقد نفذت الهجوم ودفعنا الثمن الفظيع الذي دفعناه، لقد كانت حركة عبور القناة لا داعي لها وهنا برز أحد الأخطاء الكبرى التي سادت الجبهة بعد بداية الحرب وهي أن المستوى العسكري الأعلى لم يُقدِر حينئذ أنه بعد عبور القناة بقوة كبيرة كتلك التي نفذها المصريون أدت إلى رفع الروح المعنوية لديهم وانخفاضها لدينا، لقد تكبدنا خسائر فادحة وخسرت في فرقتي قرابة 300 قتيل.
ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق، لفت في كتاب له بعنوان «إلى أين تمضى إسرائيل» إلى أن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل فى مواجهة العرب، مؤكدا أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسي، حيث انتهت ثقة الإسرائيليين فى تفوقهم الدائم.
أبا إيبان وزير خارجية إسرائيل خلال فترة الحرب، قال في نوفمبر 1973 ” لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر، لذلك ينبغي ألا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي”
أروي بن أري مساعد قائد جبهة سيناء في جيش إسرائيل، قال حول ما حدث فى حرب أكتوبر «في الساعات الأولي لهجوم الجيش المصري كان شعورنا مخيفا لأننا كنا نشعر أننا نزداد صغرا والجيش المصري يزداد كبرا والفشل سيفتح الطريق إلى تل أبيب».
واستطرد: «في يوم 7 أكتوبر خيم على إسرائيل ظل الكآبة ومنذ فجر ذلك اليوم وحتى غروب الشمس كان مصير إسرائيل متوقفا علي قدرة صدها لهجوم مصر وسوريا»، وأكد أنه خلال الـ25 عاما منذ عام 1948 وحتى 1973 لم تتعرض إسرائيل لخطر الدمار بصورة ملموسة كما حدث في ذلك اليوم المصيري.
