شهدت أجزاء من نيودلهي الليلة الماضية تصاعدا في أعمال عنف، فيما انتشرت عصابات في الشوارع الممتلئة بمخلفات أيام من أعمال العنف الطائفية التي أوقعت 33 قتيلا، وفق ما أعلنت الشرطة الخميس.
وقام الآلاف من عناصر شرطة مكافحة الشغب والعسكريين بدوريات في المناطق التي طالتها أعمال العنف في الأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.
وتعد هذه الاضطرابات هي أحدث حلقة في أعمال العنف المرتبطة بقانون رئيس الوزراء ناريندرا مودي حول الجنسية والذي تسبب بتظاهرات واحتجاجات سقط فيها ضحايا، منذ ديسمبر/ كانون الأول.
واندلعت أعمال العنف والشغب ليل الأحد بعدما اعترضت مجموعات هندوسية على قيام مسلمين بتظاهرة احتجاج على قانون الجنسية، حيث حمل مثيرو شغب سيوفا وبنادق بإضرام النار في آلاف الممتلكات والسيارات، واشتكى الأهالي من أن الشرطة لم تتحرك لإيقاف العنف.
وقتل في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 30 شخصا على الأقل، غالبيتهم في عمليات للشرطة في ولاية أوتار براديش (شمال) التي يسكنها عدد كبير من المسلمين، حيث يرى غالبية المسلمين أن قانون الجنسية منحاز ضدهم ويندرج في إطار أجندة مودي الهندوسية القومية .
ونجمت الوفيات الجديدة عن أعمال عنف وقعت يومي الإثنين والثلاثاء عندما اندلعت مواجهات طائفية بين هندوس ومسلمين، وامتدت أعمال الشغب إلى إحراق منازل ومتاجر ومسجدان ومدرستان ومحل إطارات ومحطة وقود، وإصابة أكثر من 200 شخص بجروح.
واندلعت أعمال العنف بالتزامن مع زيارة قام بها الرئيس الأمريكي ترامب للهند ولقاءه مسؤولين هنديين، واتهمت الهند لجنة تابعة للحكومة الأمريكية بتسييس العنف الطائفي في نيودلهي.
وحمل تاجندر بال سينج باجا المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا أحزابا منافسة مسؤولية نشر الفوضى خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشويه صورة الهند.
وقال عن العنف “مئة في المئة كان كل ذلك مدبرا سلفا” مضيفا أن لا علاقة لحزبه أو سياساته بالفوضى.
وفي تقرير لـ الإندبندنت أونلاين، تناول مراسلها آدام ويثنال محرر الشؤون الأسيوية قضية “اضطهاد” المسلمين في الهند، مشيرا إلى أن “عصابات مسلحة استهدفت ثمانية منازل لمسلمين في ضواحي العاصمة دلهي الثلاثاء لأن هذه المنازل كانت مجاورة لمسجد في حي تقطنه أغلبية هندية، حيث تم الهجوم على المنازل وسرقتها ثم حرقها بعد ذلك كما تعرض المسجد للهجوم أيضا .
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لجماعات تغني الأغنية الهندوسية المعروفة “العظمة للإله رام” بينما كانوا يخربون المسجد ويعلقون علم الهند وراية أحد الآلهة الهندوسية فوق منارته” موضحا أن كل هذه الأحداث بدأت بعد قرار حكومة ناريندرا مودي تعديل قانون الجنسية الذي يقول المسلمون إنه يكرس التمييز ضدهم.
وسلطت مجلة ”فورين بوليسي“ الضوء على شبح الترحيل الذي يطارد العديد من الهنود المسلمين الذين يفتقرون إلى المستندات اللازمة لإثبات جنسيتهم، حيث تستعد الهند لاعتماد قوانين جديدة من بينها قانون تعديل المواطنة والسجل الوطني المقترح للمواطنين في الهند، الذي يتطلب من الهنود إثبات جنسيتهم، وإذا لم يتمكنوا من تقديم المستندات المطلوبة، فقد يتم اعتبارهم مهاجرين غير شرعيين.
ووقعت أعمال شغب في الهند في عام 2002 وسقط ما لا يقل عن 2500 قتيل معظمهم من المسلمين خلال اضطرابات تفجرت بعد مقتل 59 هندوسيا حرقا عندما شب حريق في قطار يركبونه وثارت شبهات أن مسلمين وراء الحريق.
