قبل عام على انطلاق الأولمبياد.. الشكوك ما زالت تحيط بألعاب طوكيو المؤجلة
سيستضيف منظمو أولمبياد طوكيو 2020 احتفالات، يوم الخميس، بمناسبة بدء العد التنازلي مع تبقي عام واحد على انطلاق الألعاب الأولمبية لكن مع استمرار حالة الشك المحيطة بالألعاب المؤجلة فمن المؤكد أنه سُيفتقد الصخب الذي صاحب المحاولة الأولى قبل 12 شهرا.
ففي 24 يوليو تموز العام الماضي، أشرف توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية على احتفالات صاخبة في العاصمة اليابانية وأعلن أن طوكيو هي المدينة المستضيفة الأفضل استعدادا على الإطلاق.
وحتى قبل ستة أشهر، عندما انطلقت ألعاب نارية فوق حلقات أولمبية عملاقة في خليج طوكيو، كان المنظمون ما زالوا على ثقة في أن الاستثمار المالي الضخم سيسفر عن ألعاب لا تنسى.
لكن بعد شهرين لاحقين فقط، تمزقت الخطط الموضوعة منذ نحو عقد كامل بعد أن أجبرت أزمة فيروس كورونا اللجنة الأولمبية الدولية والحكومة اليابانية على اتخاذ قرار لا سابق له بتأجيل الأولمبياد لمدة عام واحد.
ومنذ قرار التأجيل في أواخر مارس آذار، تم تأمين 42 ملعبا كان مخصصا للألعاب وأعلن جدول المسابقات، ومن المنتظر إقامة مراسم الافتتاح في الاستاد الوطني الذي تكلف تشييده 156.9 مليار ين (1.44 مليار دولار) يوم 23 يوليو تموز.
لكن التساؤلات ما زالت مطروحة حول كل جانب تقريبا من جوانب استضافة ما يطلق عليه باخ “الحدث الأكثر تعقيدا في هذا الكوكب”.
وقال جون كوتس رئيس لجنة التنسيق التابعة للجنة الأولمبية الدولية إن تغيير موعد الألعاب كان معناه التركيز على “الضروري” في حدث مبسط.
وردا على ذلك، قال توشيرو موتو الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لطوكيو 2020 إن ما يزيد على 200 إجراء لتبسيط الأولمبياد قيد الدراسة.
ما لم يتحدد بعد هو تكلفة تغيير موعد الأولمبياد على دافعي الضرائب اليابانيين.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إن نصيبها من التكلفة حوالي 800 مليون دولار لكن المنظمين رفضوا مرارا وضع رقم محدد في الفاتورة الأخيرة للأطراف المعنية في اليابان.
وكان من المنتظر أن تتكلف الألعاب بالفعل ما يزيد على 1.35 تريليون ين قبل التأجيل وزيادة النفقات ربما تصرف العامة الذين يديرون ظهورهم بالفعل للأولمبياد الذي رحبوا به يوما ما بحماس.
وأظهر استطلاع أجرته وكالة كيودو للأنباء في الفترة الأخيرة أن أقل من واحد في كل أربعة أيدوا إقامة الألعاب الأولمبية في العام القادم مثلما هو مقرر.
ويعتقد ثلث المشاركين في الاستطلاع أن الألعاب يجب أن تتأجل مرة أخرى – وهو ما حذر باخ أنه ليس خيارا متاحا – بينما يرغب ثلث آخر في إلغاء الألعاب تماما.
وبالإضافة إلى التكلفة، هيمنت ثلاث موضوعات ضخمة على أي حديث حول الأولمبياد المؤجل وهي سلامة الرياضيين والمتفرجين والرعاة.
وقال منظمون إن كل الجهود ستبذل من أجل ضمان قدرة 11 ألف رياضي على السفر بأمان إلى طوكيو والمنافسة في أجواء عالمية.
لكن مثلما أشار العديد من الخبراء، سيكون من الصعب تحقيق ذلك بدون تطوير وتوزيع لقاح فعال لكوفيد-19 حول العالم.
والأمر نفسه بالنسبة للرغبة في وجود آلاف المتفرجين في الاستادات لتشجيع الرياضيين.
وسيكون فقدان إيرادات التذاكر انتكاسة ضخمة للجنة المنظمة وسيتفاقم الوضع في حالة عدم القدرة على الحفاظ على العدد القياسي من رعاة الألعاب الأولمبية.
وأظهر استطلاع أجرته محطة (إن.إتش.كيه) التلفزيونية الحكومية الشهر الماضي أن ثلثي الشركات الراعية لطوكيو 2020 لم تقرر بعد ما إذا كانت ستمضي قدما في دعمها للأولمبياد.
والتحديات التي تواجه منظمي الألعاب الأولمبية لا سابق لها لكن في ظل أسئلة متزايدة من الرياضيين والجماهير والرعاة، فإنهم يدركون أن عليهم العثور على بعض الأجوبة قريبا.
